عثمان مرزوق : طلال بن منصور حوّل مساري من الهلال للاتحاد

أنا الذي قدمت نور للملاعب.. والأجانب سبب مشكلات «العميد»
شمروخ مثلي الأول وأجمل اللحظات عشتها في الدوري المشترك
منذ نشأة الحركة الرياضية في المملكة وحتى يومنا هذا هناك أسماء غادرت الساحة الرياضية بعد أن كان لها صيت، وكما يقال بالعامية «حنة ورنة»، وجاءت مغادرتها ميدان الرياضة طبيعية، وكسنة من سنن الحياة، إذ إن دوام الحال من المحال، لذا تعاقبت أجيال وأجيال، هناك من غادر، وهناك من أقبل، وحضر من مسؤولين في قطاع الرياضة ورؤساء أندية وإداريين ونجوم كرة ومدربين وأعضاء الشرف تحتفظ بهم ذاكرة الرياضة، ويحفظ لهم التاريخ ما قدموه لرياضة الوطن، و»الرياض» من باب واجبها تجاه هؤلاء ومهنيتها الإعلامية سلطت عليهم الأضواء من جديد رغبة في معرفة أحوالهم وذكرياتهم وانطباعاتهم عن الرياضة بين الماضي والحاضر، وضيفنا لهذا اليوم هو قائد المنتخب السعودي والاتحاد السابق عثمان مرزوق.
* أين أنت من الوسط الرياضي حالياً؟
* بعيد عن الوسط الرياضي ومتابع لمباريات الاتحاد فقط.
* كيف كانت بدايتك مع كرة القدم؟
* لعبت في الحواري ثم سجلت لنادي الشاطئ سابقاً الترجي حالياً ومن ثم انتقلت لنادي الاتحاد.
* كيف تمت عملية انتقالك لنادي الاتحاد ومن كان وراء ذلك؟
* قبل انتقالي للاتحاد كانت هناك مفاوضات مع نادي الهلال وكنت قريباً من تمثيله لكن الصفقة تعثرت نتيجة عدم تنفيذ الهلال لمطالبي ليدخل الاتحاد على الخط ويحول مساري لصالحه عن طريق رئيس النادي آنذاك الأمير طلال بن منصور، الله يعطيه الصحة والعافية.
* ماذا يعني لك الأمير طلال بن منصور؟
* أخ وصديق يعتبر الداعم الحقيقي والأب الروحي لجميع الاتحاديين فهو جزء من هذا الكيان الكبير.
* كيف تمت مشاهدتك من قبل الاتحاديين؟
* مثلت المنتخب السعودي للشباب لمدة ثلاث سنوات منذ أن كنت في نادي الشاطئ فلعبت في الدورة المدرسية وكأس فلسطين ودورة مونتريال فتمت متابعتي من خلال تلك الدورات ليتم استقطابي بعد ذلك.
* من المدرب الذي كان له الفضل في بروزك؟
* كل المدربين الذين أشرفوا على تدريبي لهم فضل كبير في ما وصلت له من مستوى فني.
* ما المباراة التي فتحت لك آفاق التألق مع الاتحاد والمنتخب؟
* جميع المباريات التي شاركت فيها مع النادي والمنتخب كانت إضافة لي من حيث الخبرة الميدانية والوصول لقلوب الجماهير.
* قرار ندمت عليه طوال مسيرتك الرياضية؟
* لم أندم على قرار اتخذته ويكفيني تمثيل منتخب بلادي في المحافل الخارجية ومحبة الناس لي حتى هذا الوقت، وترك ذكرى طيبة لدى الوسط الرياضي.
* أجمل لحظة تاريخية في تاريخك الرياضي؟
* فوزنا ببطولة الدوري المشترك كانت لحظات لا تنسى مع النجوم الكبار بنادي الاتحاد عبدالله غراب، سعود جستنيه، نجيب غميض، عيسى حمدان، سعد أبوسمره، سعد بريك خالد سلطان، أحمد سالم، زكي عيد، بوكير، إريك بير، تميم الحزامي، بو بغير، كمال ظافز، أحمد بايزيد، طلال سنبل أحمد الشهري وأسماء كبيرة لا تحضرني الذاكرة لذكرهم في الوقت الحاضر وأتمنى أن يعذرني الجميع.
* ما أسباب إشادتك الدائمة بالمدرب الألماني كرامر الذي درب الاتحاد؟
* المدرب كرامر مدرب كبير ومدرسة تدريبية مستقلة استفدنا منه بشكل كبير من حيث الانضباط والتوجيه فسيرته التدريبية كبيرة منذ أن كان مدرباً لنادي بايرن ميونخ استطاع تحقيق بطولة أوروبا مع ناديه موسم 75 بالفوز على ليفربول و76 بالفوز على سانت اتيان الفرنسي لذلك يعتبر من أفضل المدربين الذين أشرفوا على تدريب الاتحاد رغم أنه لم يحقق بطولة مع الفريق لكنه استطاع وضع بصمة مميزة على أسلوب اللعب من خلال تكوين فريق ممتع قوي منافس على البطولات بفضل العقلية الفذة التي يمتلكها.
* هل تتذكر المشاركة الأولى لك مع المنتخب؟
* المشاركة الأولى كانت العام 1975 في كأس فلسطين في تونس.
* دورات الخليج كانت ومازالت لها طابع خاص هل تتذكر كم عدد بطولات الخليج التي شاركت فيها؟
* شاركت في ثلاث دورات خليج حيث كانت بدايتي في الدورة الثالثة في العراق العام 1379 وفي كأس الخليج السادسة العام 1382 في الإمارات، وفي كأس الخليج السابعة 1984 في مسقط، وكنت القائد في هذه الدورة، وأتذكر أنه تمت إقالة المدرب البرازيلي زاجالوا في البطولة بعد خسارتين تعرض لهما المنتخب في بداية المشوار واستدعاء المدرب الوطني خليل الزياني للإشراف على المنتخب وتم تحقيقنا المركز الثالث.
* ما أبرز الإنجازات التي استطعت تحقيقها مع النادي والمنتخب؟
* أبرز إنجاز مع النادي تحقيق بطولة الدوري المشترك بعد الفوز على الشباب بهدف دون مقابل وتم استلام الكأس من أمير الشباب والرياضية الراحل فيصل بن فهد - رحمه الله -، ورغم تحقيقنا لهذه البطولة إلا أننا خسرنا ثلاث بطولات ولم نكن موفقين في تلك الفترة، أما مع المنتخب فالتأهل لأولمبياد لوس أنجلوس يعتبر الإنجاز الأبرز.
* من مثلك الأعلى رياضياً؟
* لاعب نادي الشاطئ ونادي الهلال سابقاً عبدالرحمن شمروخ رحمة الله عليه.
* ما أغلى هدف أحرزته.
* جميع الأهداف التي أحرزتها غالية علي ولا أفضل هدفاً على آخر وإن كانت أهدافي قليلة بحكم مركزي في وسط الميدان.
* ما أبرز الأسماء التي شاركت بجانبك مع الاتحاد والمنتخب؟
* أنا بطبعي لا أحب ذكر أسماء فجميع من مثل الاتحاد في الفترة التي شاركت فيها يعتبر بارزاً وموهوباً، ويستحق الإشادة لتمثيله نادياً بحجم وجماهيرية الاتحاد، وكل من مثل المنتخب وقدم قطرة عرق ووفاء وإخلاص للوطن يستحق كلمة شكر لرفعه اسم الوطن عالياً في المحافل الرياضية.
* مباريات الأهلي ذات قيمة عند الاتحاديين ماذا كانت تمثل لكم كلاعبين؟
* من الطبيعي أن مباريات "الديربي" لها طعم خاص من خلال التنافس والحضور الجماهيري خلاف أنك تنزل لأرض الملعب تجد الفريق الذي أمامك فريقاً كبيراً، وهذا ما كان يجعل لمباريات الاتحاد والأهلي قيمة كبيرة ومازلت أتذكر مباراتنا عندما فزنا 3/1 وأحرزت أحد الأهداف في تلك المباراة.
* ما الموقف الصعب الذي أثر بشكل كبير على مشوارك الكروي؟
* رحيل المدرب الكبير زاجالو عن تدريب المنتخب فقد كان مدرباً كبيراً وضع بصمته على الكرة السعودية في تلك الحقبة الزمنية وكنت قائداً للمنتخب في دورة الخليج السابعة التي أشرف فيها على المنتخب لكنه لم يوفق في تلك البطولة.
* في أي عام اعتزلت اللعب وما الأسباب؟
* اعتزلت اللعب العام 1985 وهذه سنة الحياة، اليوم أنت في الملاعب وغداً تغادر وتترك الفرصة لغيرك والحمد لله راضٍ عن مشواري الرياضي فقد مثلت منتخب بلادي أفضل تمثيل وكنت سفيراً لبلادي في كافة المشاركات الرياضية سواء في بطولات الخليج أو العربية والآسيوية.
* كيف تصف تجربتك التدريبية مع الاتحاد بعد اعتزالك؟
* دربت شباب الاتحاد، وكنت برفقة زميلي المدرب محفوظ حافظ في عهد إدارة عدنان جمجوم وقدمنا نتائج ومخرجات جيدة للقاعدة الاتحادية.
* ما أبرز المخرجات التي قدمتوها للاتحاد في تلك الفترة؟
* قدمنا عدداً من الأسماء الجميلة التي استطعت خدمة الاتحاد من ضمنها اللاعب محمد نور الذي جاء للتدريب عن طريق رئيس نادي حراء حامد مؤمن المحب لنادي الاتحاد فشارك في التمرين ومن أول خمس دقائق قدم مستوى لافتاً، فقدم نفسه كموهبة كروية فأوصيت بسرعة تسجيله في الكشوفات الاتحادية.
* أي الإدارات كانت قريبة لك بعد اعتزالك؟
* جميع الإدارات التي تعاملت معهم بداية من الأمير طلال بن منصور وإبراهيم أفندي واللنجاوي لم يقصروا معي فترة لعبي فقد كانوا السند الحقيقي ومن الطبيعي أن تكون الإدارات بعيدة عن الحدث بعد مغادرة العمل لكن تبقى ذكراهم طيبة لاهتمامهم بكافة منتسبي النادي، وهذا الذي ولد حب الاتحاد لدي كل من مثل النادي على مختلف أجياله.
* هل هناك تواصل بينك وبين اللاعبين السابقين؟
* نعم هناك تواصل فيما بيننا بالاتصالات وهناك قروب واتساب نتواصل من خلاله والحمد لله تجمعنا الأخوة والذكرى الطيبة.
* الاتحاد يمر بأزمة حقيقية بمنافسته على الهبوط هذا الموسم، ما الأسباب من وجهة نظرك؟
-أ عتقد أن الأمور تعود للظروف المالية، وكذلك اختيارات اللاعبين الأجانب الذين لم يكونوا في المستوى المأمول بالإضافة إلى غياب اللاعب فهد المولد كلها أسباب رمت بالفريق للمراكز الصعبة والفريق قادر على تجاوز هذه المحنة بفضل الوقفة الصادقة من جماهير وإدارة ولاعبين وهم الأساس في منظومة كرة القدم.
* مررت بالعديد من المواقف التي لا تنسى خلال مشوارك الرياضي فما الموقف العالق بذهنك حتى هذا الوقت؟
* أتذكر موقفاً لا ينسى حدث العام 1981م حيث كانت لدينا مباراة مع منتخب ماليزيا وكنت قبل المباراة مع سمير عبدالشكور وفهد المصيبيح فتناولنا أكلة الفول ومع بداية المباراة لم نستطع تقديم أي شيء يذكر لثقل الوجبة الغذائية فأصبح وضعنا محرجاً أمام اللاعبين والجماهير لتواضع مستوانا.
* ما أغلى هدية تلقيتها في مشوارك الرياضي؟
* الهدية الأجمل هي حب الجماهير، وهي أثمن من كنوز الدنيا، كلها إحساس جميل لما ترى محبة الناس لك..
* ما الفرق بين لاعبي الجيل السابق والجيل الحالي؟
* الجيل السابق لم يشهد الطفرة والنقلة التي شهدتها الرياضة من احتراف ومنشآت بينما الجيل الحالي محظوظ بالاحتراف والعقود الكبيرة، بينما في عصرنا كانت الهواية وحب النادي والجماهير هي من يلعب من أجلها.
* هل العقود الكبيرة أثرت على اللاعب السعودي فنياً؟
* هذا الكلام خاطئ تماماً؛ فلاعب كرة القدم يحب لعب الكرة من أجل متعته وتطوير مستواه فمستقبله الوظيفي في كرة القدم أهم مكتسباته لذلك هو حريص على الاستمرار بشكل دائم في التشكيل الأساسي من أجل رفع قيمته الفنية والمادية في سوق الانتقالات وتجديد العقود.
* هل أنت مع مشاركة السبعة اللاعبين أجانب، وهل أثرت على مستوى اللاعب السعودي؟
* أنا ضد مشاركة سبعة لاعبين أجانب رغم الإثارة التي أحدثتها مشاركتهم وتقليص الفوارق الفنية بين كافة الأندية، وليس هناك تأثير على اللاعب السعودي في الوقت الحاضر لكن ربما على المدى البعيد يحدث ذلك.
* لكن هناك تأثير على مستوى المهاجمين السعوديين الذين ظلوا حبيسي دكة الاحتياط فما تعليقك على هذا الكلام؟
* يبقى الهداف عملة نادرة في كافة أنحاء العالم لذلك الأندية تسعى لمن يترجم جهودها بالتعاقد مع اللاعبين الأجانب وعلى المهاجمين السعودين العمل على تطوير قدراتهم لحجز مكان أساسي وفي السابق كنا نرى المهاجمين أمثال ماجد عبدالله وسامي الجابر وناصر الشمراني يحجزون أماكنهم في أنديتهم رغم وجود العنصر الأجنبي في تلك الفترة.
* معنى كلامك أن المواهب نضبت من الملاعب السعودية؟ ما صحة ذلك؟
* المواهب موجودة في السعودية لكن تحتاج من يفتش عنها ويصنعها ويطورها من خلال الأندية وبناء علاقة بين أسر اللاعبين الصغار والأندية من خلال توفير الأجواء الصحية والأدوات الرياضية وعناصر النجاح لإنتاج جيل قادر على رفعة الكرة السعودية مستقبلاً.
* ماذا ينقص الاتحاد للعودة لسابق عهده للمنافسة على الألقاب؟
* التكاتف والوقفة الصادقة لتجاوز الظروف الراهنة ومن ثم البدء في الموسم المقبل بصورة مختلفة للمنافسة على الصدارة والبطولات الداخلية والخارجية وهو المكان الطبيعي للاتحاد.
* قبل الختام ما أبرز المواقف التي مررت فيها في تجربتك مع المنتخب وتضحك كلما تتذكرها؟
* الموقف الظريف الذي حصل في معسكر المنتخب للاستعداد لبطولة الخليج الرابعة في قطر، الموقف حدث في المعسكر وكان وقتها الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - المشرف على المنتخب في تلك الفترة وكان حريصًا على التزام اللاعبين وأداء التدريبات ووقت النوم، ومن حرصه على متابعة اللاعبين من غرفهم قام بعمل سماعة في كل غرفة لمعرفة غير الملتزمين بأوقات النوم وخلافه، ولكن الظريف أن زميلي اللاعب مبروك التركي - رحمه الله - قام بقطع هذا السلك حتى نسهر في الغرفة مع زملائي اللاعبين، وكان وقتها معي في الغرفة إبراهيم مريكي - رحمه الله - ووحيد جوهر إلى جانب مبروك التركي كحارس مرمى للمنتخب في تلك الفترة لكنه اكتشفنا فيما بعد فقال "مش معقوله هذي الغرفة فقط الملتزمين".
* رسالة توجهها لجماهير الاتحاد؟
* ادعموا ناديكم فأنتم السر الحقيقي وراء صناعة تاريخ الاتحاد.
* كلمة أخيرة؟
* شكراً لكم على إتاحة الفرصة والاستضافة من خلال زاوية أين هم للنجوم القدامى للتواصل مع الجماهير وإعادتهم للواجهة من جديد عبر منبركم الإعلامي المميز.
مع المنتخب
مع الاتحاد
الاتحاد ينتظر وقفة جماهيره
محمد نور
فهد المصيبيح