تظاهرة حب كبيرة غزت مواقع التواصل خلال اليومين الماضيين تفاعلاً مع أخبار إصابة عميد الصحافة الفنية الصحفي القدير علي فقندش بفيروس الكورونا، رغم أن الأطباء كانوا لم يؤكدوا بعد، وقد يكون عارضاً صحياً آخر لكن الشائعة سبقت المعلومة فأخذها الجميع بيقين كبير. علي فقندش الذي تقاعد منذ عدة سنوات مجبراً بعد بلوغه الستين والذي يحظى بمكانة رفيعة في قلوب الجميع لا يحب عادةً أن يصبح محور الحكاية، لذلك نراه يكتب عن كل شيء إلا نفسه، عشقه الأول محمد عبده يأتي من بعده صوره التذكارية مع الجميع وفي كل لحظة تصور حدثاً حتى وإن كان خلال مراسم تعزية محاطاً ب"صيوان" العزاء. الحالة الصحية لعلي فقندش والتي شغلت الجميع مع انتشار شائعة إصابته بكورونا أظهرت اهتماماً كبيراً به كإنسان وتاريخ، لا يعلم أحد أن هذا التاريخ أصابه الضعف مؤخراً وأنهكته ظروف الحياة ومتغيراتها، ورغم ذلك أقرب المقربين لفقندش لا يعرفون ذلك، فهو وإن كان البيت المفتوح للجميع، والقلب الذي يحتوي كل من حوله ويجمعهم دائماً على الحب والفن إلا أنه ومنذ لحظة سقوطه في إحدى الدول العربية قبل عدة سنوات وإصابته في فكه وأسنانه وهو ليس بخير تماماً، دون أن يشعر به أحد. الكل ينظر لعلي فقندش ولا يعلمون أنه لا يراهم كما يرونه، لأن مرض السكر والتقدم في العمر ومشاكل صحية أخرى أفقدته القدرة على الرؤية شيئاً فشيئاً حتى أصبحت صعبة للغاية، هذه أمور لا يتحدث عنها فقندش لاحظتها بنفسي خلال مرافقتي له وهو يتصرف بطبيعية وتلقائية كبيرة، أمور لم يعد من الممكن إخفاؤها مهما حاولت، عليك أن تجالسه قليلاً فقط حتى تكتشف أنه ليس بخير. في المقابل ومنذ لحظة تقاعده عن العمل وهو لم يتوقف عن العمل، الفرق فقط أنه لم يُعد مُلزماً بدوام رسمي، ولم يعد يُصرف له راتب شهري، كما لم تعد الشركات والجهات المعنية تطلبه في كل محافلها كما كانت تفعل سابقاً، بحجة أنه لم تعد له صفحته الخاصة في الجريدة التي كان يعمل بها رغم أن معظم المتواجدين في غالبية تلك المحافل لا ينتمون لصحف بعينها وجهات إعلامية من الأساس!! ورغم ذلك فقندش لا يشكي الخذلان ولا قلة الوفاء بل يلتمس للجميع ألف عذر حتى لا يضايق نفسه، مكتفياً بالسهر على كتبه، حيث يستكمل الجزء الجديد من (الأغاني قصص وحكاوي) و(سيرة محمد عبده الفنية) ودون أي مقابل. الأزمة الأخيرة كشفت مكانة علي في قلوب الناس، ما ننتظره هو أن تكشف لهم مكانة الحياة في قلبه الطيب الأبيض التي من حقه أن يعيشها بصحة طيبة وبكل خير. وألف سلامة اليوم ودوم لأيقونة الصحافة الفنية علي فقندش.