تترقب أسواق السلع الاستهلاكية في المملكة نصيبها من الركود وكساد المبيعات بسبب فيروس كورونا الجديد، الذي أطل برأسه على دول العالم، مسبباً الكثير من القلق والخوف بين جمهور المتسوقين، الذين يشعرون بالخوف من زحام الأسواق. ويقر تجار في السلع الاستهلاكية أن مبيعاتهم خلال الشهر الماضي، تأثرت بشكل مباشر بنسبة 20 % بسبب فيروس كورونا وما صاحبه من جدال، ويتوقعون أن تستمر حالة الكساد في المبيعات لفترة غير محددة، مشيرين إلى أن مخازنهم مليئة بشتى الأنواع من السلع الاستهلاكية التي تنتظر التسويق. وتؤكد مصادر أن فيروس كورونا أحدث خلخلة في العديد من الأسواق التجارية داخل المملكة، وعلى رأسها مبيعات السيارات بجميع أنواعها فضلاً عن قطاع الغيار والملابس وغيرها. وقال عبدالله العبدالكريم تاجر ويمتلك معرضاً للأدوات الكهربائية إن "فيروس كورونا ضرب مبيعات السلع الكهربائية بجميع أنوعها في مقتل"، مشيراً إلى أن "المبيعات قبل موجة كورونا شهدت بعض التراجع، وعندما ظهر فيروس كورونا، زادت نسبة التراجع إلى أن بلغت اليوم نحو 45 %". وأضاف "يجب ألا ننسى أن مبيعات الأجهزة الكهربائية والاستهلاكية في المملكة تنتعش بفعل إقبال الوافدين على شرائها لأنفسهم أو على سبيل الهدايا لأقربائهم، ولكن بعد سفر الكثير من الوافدين إلى بلادهم في السنوات الماضية، تراجعت مبيعاتنا إلى ما يفوق النصف، واليوم يأتي كورونا ليهز المبيعات ويربك حركة الأسواق، وهذا يهدد تجارتنا". ولا يفرق أسامة راضوان مدير أحد المعارض لبيع أجهزة الجوال، بين السلع الصينية أو غير الصينية فيما يخص الركود في المبيعات، ويقول: "التأثير السلبي شمل جميع الأنواع والماركات بلا استثناء، وفي مقدمتها الأنواع الصينية، ليس لأن فيروس كورونا ظهر أولاً في الصين، وبعد ذلك انتشر إلى ربوع العالم، ولكن لأن الأنواع الصينية كثيرة وتملأ الأسواق السعودية، لرخص ثمنها". وأضاف راضوان: "تراجع المبيعات شمل سوق الجولات والأجهزة الكهربائية المنزلية وكذلك ألعاب الأطفال والأجهزة المعمرة والمفروشات، ومثل هذا التراجع أثر بالتالي على الكميات التي كنا نستوردها من الصين والدول الأخرى، وأتوقع تفاقم أزمة المبيعات في قادم الأيام والأسابيع المقبلة، طالما حالة الخوف والتوجس بسبب كورونا موجودة بين الناس". ومن جانبه، قال عمر إسلام (متسوق) إنه يتعمد عدم التجوال في الأسواق، وتجنب الأماكن المزدحمة، خوفاً من العدوى، ويقول: "عن نفسي لا أهتم كثيراً بعمليات التسوق، خاصة في مثل هذه الظروف وهذه الأوقات، فكل ما يشغل بالنا اليوم هو فيروس كورونا، الذي ظهر في الصين، ثم انتقل إلى دول العالم، ومنها المملكة، فالجميع منشغل بالفيروس وأدوات الوقاية من العدوى، وليس بشراء سلعة ما". وتابع "لا أتوقع الاقبال على شراء أي سلعة جديدة في الوقت الحالي، ولكن إذا ما انتهت أزمة كورونا على غير، وزال الخوف، قد نعاود التسوق من جديد، واقتناء السلع". بدوره، قال المختص في الشؤون الإستهلاكية فهد الشرافي أنه من الأجدر في هذه الاوقات الابتعاد عن أماكن الزحام، مؤكدا، لابد أن تتأثر الأسواق المحلية بسبب فروس كورونا، مشيرا، أن ركودا كبيرا سيضرب تلك المحال في الأيام القادمة تبلغ نسبته 30 %، إلى أن تتحسن الحالة العامة لفيروس كورونا. وبحسب بيانات مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" حقق إنفاق المستهلكين في السعودية نموا خلال 2019، بنسبة 2.7 في المائة بما يعادل نحو 6.91 مليار ريال، على أساس سنوي، ليصل إلى نحو 261.9 مليار ريال مقارنة بنحو 255 مليار ريال للفترة المماثلة من العام الماضي، ويأتي ذلك رغم انخفاض الإنفاق خلال شهر (يونيو) الماضي بنسبة 7.5 في المائة، مسجلا أول تراجع بعد تسعة أشهر من النمو المتواصل، إذ بلغ معدل الإنفاق خلال (يونيو) نحو 75.1 مليار ريال مقارنة بنحو 81.2 مليار ريال للفترة المماثلة من العام الماضي، وتشير البيانات، فإن إنفاق المستهلكين في السعودية قد سجل تحسنا ملحوظا. وبلغ متوسط الإنفاق منذ مطلع العام 2019 لمدة "ستة أشهر"، نحو 85.01 مليار ريال شهري، مقارنة بمتوسط الإنفاق للعام الماضي البالغ 81.95 مليار ريال، وذلك بزيادة 3.7 في المائة. دوليا تحذو شركات أميركية عدة متخصصة في خدمات الأجرة والتوصيل حذو "أوبر" التي أعلنت عزمها دفع تعويضات للسائقين الذين يصابون بفيروس كورونا المستجد. وأعلنت شركات أخرى متخصصة في خدمات الأجرة والتوصيل عزمها بأن تحذو حذو "أوبر"، في خطوة نوعية لهذه الشركات التي لا تتعامل غالبا مع السائقين المتعاقدين معها على أنهم موظفون بدوام كامل ما يحرمهم من طلب تعويضات اجتماعية. وأوضحت شركتا "دورداش" و"إنستاكارت" لتوصيل الطعام الأحد لوكالة فرانس برس أنهما تجريان مفاوضات مع شركات أخرى في القطاع بينها "ليفت" و"بوستمايتس" لأخذ الأزمة الصحية العالمية الراهنة في الاعتبار. إلى ذلك أظهر مسح أمس الاثنين أن ثقة المستثمرين في منطقة اليورو تراجعت في مارس آذار لأقل مستوى منذ أبريل نيسان 2013 في حين يثير انتشار فيروس كورونا احتمال استمرار الضعف الاقتصادي لفترة طويلة. ونزل مؤشر سنتيكس لمنطقة اليورو إلى -17.1 من 5.2 في فبراير شباط، وكان متوسط توقعات رويترز لانخفاض إلى -11.1. وشمل مسح سنتيكس 1155 مستثمرا في الفترة من الخامس إلى السابع من مارس آذار. وقال مانفريد هوبنر رئيس سنتيكس "المستثمرون يتأهبون لفترة ضعف اقتصادي طويلة". وتعهدت ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا الأحد الفائت بمساعدة الشركات التي تضررت جراء انهيار الطلب بسبب فيروس كورونا، وأضاف "يريد المستثمرون أن يروا مؤشرا قويا من خلال سياسة نقدية".
