أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير أن كل من يعمل في القطاع العام لا يقبل منه أي تقصير في الوصول للجودة، وأن أي تقصير في ذلك يعد مخالفاً للتوجيهات. وأشار سمو أمير منطقة عسير خلال رعايته أعمال ورشة العمل الدولية للحدائق والطرق النموذجية التي نظمتها أمانة عسير خلال الفترة من 3 إلى 4 رجب الجاري، ضمن مبادرة تحسين المشهد الحضري للمنطقة، إلى أن عسير بحاجة إلى خطط عمرانية مدروسة تهتم بالمشروعات النموذجية المختلفة ما بين الطرق والحدائق والمراكز الحضرية، وأنه يجب على الجميع تنفيذ الخطط التي تنتج عن الورش بالطريقة المطلوبة، التي يحتذى بها كما أمرنا بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإنفاذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله -، مؤكداً أنه لن يقبل أي خلل في التصميم أو الإشراف أو التنفيذ. وأشاد سموه بالدور الذي تقوم به أمانة منطقة عسير والجهود المميزة في هذا الاتجاه وسعيها بخطوات متسارعة نحو الأمام عبر البناء على مكامن القوة التي تكمن أيضاً في أساتذة وطلاب وطالبات الجامعات والكليات، ورؤساء البلديات، والمتخصصين في البيئة، والفريق الإقليمي والخبرات العالمية الموجودة، وكذلك القدرات العظيمة لدى الفرد منا بحبه لوطنه وأصالته وطموحه التي سنبني جميعاً عليها الخطط. وأوضح الأمير تركي بن طلال أن ما عُرض في الورشة من مشروعات متنوعة وطرق وحدائق نموذجية، التي تم اختيارها لأن تكون علامة بارزة في المنطقة، ستتم مراجعتها ومتابعتها بدقة، لنعرف ماهية العمل الذي قمنا به، وهل سيرتقي ليكون نموذجاً يحتذى به كما أمرنا به ولاة أمرنا - حفظهم الله -. من جانبه، بين أمين منطقة عسير د. وليد الحميدي في كلمته خلال الورشة، أن مبادرة المشهد الحضري أطلقها سمو أمير منطقة عسير مطلع يناير 2019، بالتعاون مع الأمانة وهيئة التطوير والتنسيق مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص المعنية بتطوير المنطقة، وتعنى بالبنية العمرانية في المدن عبر شوارعها ومبانيها وحدائقها واستثماراتها وكافة مظاهرها الجمالية، مؤكداً أنه سيتم العمل بهذا المنهج في كل مدن ومحافظات المنطقة، على أن تكون لكل منها ثلاثة مشروعات مميزة من خلال البلديات، وسيتولى رئيس البلدية والمجلس البلدي اختيار تلك المشروعات. وأضاف أنه جرى تشكيل لجنة من الخبراء والمتخصصين على مستوى العالم لتحكيم 20 مشروعاً لطرق وحدائق نموذجية في المنطقة، في سياق مبادرة تحسين المشهد الحضري، كما شارك في الورشة رؤساء البلديات ومديرو المشروعات لتلقي الملاحظات وتعديل التصاميم طبقاً لآراء المحكمين، على أن يتم استبعاد أي مشروع لا تجيزه لجنة التحكيم، إنفاذاً لتوجيهات سمو أمير منطقة عسير وتأكيده على عدم قبول أي خلل في عمليات الدراسات والتصميم والتنفيذ والإشراف. وكشف د. الحميدي عن طرح الأمانة لعشرة نماذج للطرق وعشر حدائق أنجزت كافة تصاميمها للتحكيم بواسطة الخبراء المحليين والإقليميين والدوليين، من ضمنهم 4 خبراء عالميين في مجال تصميم الطرق والحدائق وقع اختيار سمو أمير منطقة عسير عليهم خلال مشاركته في ورشة عمل أقيمت في العاصمة البريطانية لندن الأسبوع الماضي. وخلصت الورشة التي عقدت على مدى يومين إلى عدد من التوصيات في مجال الطرق تضمنت: التأكيد على أولوية المشاة ومراعاة عوامل الأمان لهم، وتوفير الطرق لبدائل مختلفة للحركة «مشاة، دراجات، عربات كهربائية»، مع توفير احتياجات النقل العام للمستقبل، والاهتمام بدراسات الحركة المرورية الحالية والمستقبلية، والربط بين مشروعات الطرق ومواقع التراث العمراني بالمدينة، وتوفير فراغات مناسبة للأنشطة والاحتفاليات، والتركيز على الاستعمالات والأنشطة المرتبطة بالمجتمع المحلي، والاهتمام بوضع ضوابط واشتراطات تخطيطية وبنائية مناسبة للطريق، والتناسب بين قطاعات الطرق والأنشطة المحيطة وحجم المدينة والحركة بها، واستخدام الطرق الحديثة في إدارة عملية تجميع المخلفات الصلبة، والحرص على الجودة في تصميم الجزر الوسطية وعناصرها، واستخدام أنفاق الخدمات كعنصر تصميمي رئيس. وفي مجال الحدائق ركزت التوصيات على الالتزام بالأنظمة والاشتراطات الوطنية المرتبطة بأعمال التشجير، والحرص الشديد في تصميم العناصر والمسطحات المائية لتحديد منظومة إدارة المياه «الأمطار، مياه الري، مياه الشرب، الصرف»، واستغلال الأودية كعناصر رئيسة للمواقع التي توجد بها، والتناسب بين الغطاء النباتي المستخدم والظروف الطبيعية والعمرانية، والتأكيد على المدرجات الزراعية كعنصر تصميمي مناسب لطبيعة المنطقة وبديل للحوائط الساندة، ودراسة كيفية تعامل المستخدمين مع الحدائق القائمة كعنصر يؤخذ في الاعتبار عند تصميم الحدائق الجديدة، والاهتمام بتوفير عناصر تصميمية تشجع على ممارسة الرياضة، والاهتمام بالمساحات المخصصة لألعاب الأطفال ومدى كفايتها للمستخدمين. وقد شارك في الورشة عدد من الخبراء الإقليميين والدوليين، وخبراء من جامعات الملك سعود، والملك عبدالعزيز، والملك خالد، وممثلون عن الهيئة الملكية لتطوير مدينة الرياض، وأمانة محافظة جدة، ومهندسون مختصون، ومكاتب هندسية، وفنانون تشكيليون، ورؤساء بلديات منطقة عسير، وأعضاء هيئة تطوير عسير، ورابطة عسير الخضراء، وعدد من ذوي الإعاقة والمعلمين والمعلمات والطلاب والمقاولين. أمير عسير يرعى ورشة العمل الدولية للحدائق والطرق النموذجية