أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، على أن الأمة لم تخلُ من الإشاعات وأن أعداء هذه البلاد المباركة سيظلون متربصين بأمنها واستقرارها من خلال بثهم للإشاعات، مشيراً سموه على أن المنهج الرباني في قوله تعالى "فتبينوا" علاج فعال ضد كل ما يثيره ويبذره مصدرو الإشاعات، مبيناً أن على مواطني هذه البلاد مسؤولية كبيرة في التحقق من كل أمر يشاع عن بلادهم وفي كافة جوانب الحياة وقال سموه "إن أبناء هذا الوطن على درجة كبيرة من الوعي والمناعة القوية ضد ما يتم بثه من إشاعات وعلينا تفعيل سبل الوقاية والتوعية أمام كل ما يتم بثه من إشاعات في المنزل والمدرسة والمسجد ووسائل التواصل الاجتماعي" وأشار سموه إلى أن إمارة المنطقة قدمت قبل ثلاث سنوات ندوة حول "الإرجاف" وخرجت بالعديد من التوصيات المهمة التي يجب الاستفادة منها. ولفت أمير منطقة القصيم إلى أن وعي المواطن هو صمام الأمان لهذه البلاد وأن المناعة القوية هي في التحقق من كل كلمة تنتشر بين المجتمع والرجوع إلى المصادر الرسمية وحسابات الجهات الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، مشدداً سموه على أن القطاع الحكومي عليه مسؤولية تفعيل دور المتحدثين الرسميين والذي يجب أن لا يغفل دوره من خلال تفنيد كل إشاعة، مبيناً سموه على أن ترك الأمور هو أساس انتشار الإشاعات، مقدماً شكره وتقديره للأستاذ الدكتور إبراهيم بن مبارك الجوير على ما قدمه من إيجاز وفائدة من خلال ورقته التي قدمها، سائلاً المولى عز وجل أن يبارك بالجهود، وأن يوفق الجميع لكل خير وجاء ذلك في كلمة سموه خلال الجلسة الأسبوعية مع المواطنين بقصر التوحيد بمدينة بريدة، بحضور أصحاب المعالي والفضيلة ووكلاء الإمارة ومسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة ورجال الأعمال وأهالي المنطقة، والتي قُدمت خلالها ورقة بعنوان "فتبينوا.. الإشاعة خطرها وسبل الوقاية منها"، قدمها عضو هيئة التدريس في جامعة نايف للعلوم الأمنية الدكتور إبراهيم بن مبارك الجوير، الذي بين في مستهلها أن الإشاعة معلومات لا يتحقق من صحتها ولا مصادرها وتتناقلها الأفواه دون التركيز على مصدر صحتها، مضيفاً على أن الإشاعة تنقل بطرق غير رسمية ومن مصادر مجهولة مصنوعة من قبل أيادٍ خفية تحدث أثناء ظروف بالغة الخطورة على مستوى السلوك والتصرف الاجتماعي وأشار الجوير إلى أن الإشاعات تتنوع إلى سبعة أنواع تتوزع بين الخوف والأمل والاندفاعية والغاطسة والمحلية والقومية والدولية، وتتوزع إلى ثلاثة اتجاهات من حيث دلالتها الوظيفية عبر الشائعات العدوانية والمحايدة والفكاهية، وقال إن الشائعات تتميز بسهولة النقل والرواية وإمكانية الزيادة والنقص ويتضمنها شيء من الحقيقة لتعزيز المناخ الملائم لانتشارها، وتهدف إلى الحرب النفسية وإثارة الفتنة والتشكيك وإضعاف الروح المعنوية وزعزعة الوحدة بين أبناء الوطن وألمح الدكتور الجوير إلى أن الإشاعات صورة من صور الغيبة والنميمة والتي حرمها الإسلام، وأن على المؤسسات الاجتماعية دور في مكافحة الشائعات من خلال تعزيز دور الأسرة والمدرسة والمسجد والجامعة ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، مبيناً على أهمية التجرد وتحري المقصد من كل معلومة يتم طرحها والتبين والتثبت قبل إصدار كل حكم واتخاذ موقف، وتعزيز التوعية بين أفراد المجتمع عبر إيقاف تداول كل شائعة يتم تداولها، مشيراً إِلى أن التدبر في قول المولى سبحانه "إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم" علاج متكامل لكبح جماح انتشار كل شائعة، مقدماً شكره وتقديره لسمو أمير منطقة القصيم على إتاحته الفرصة وتعزيزه لمثل هذه الجوانب الثقافية الخادمة للوطن وأبنائه. ولفت قاضي الاستئناف الشيخ إبراهيم الحسني إلى أن أول من وجهت له الإشاعات في العالم الإسلامي هو النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن قذف المنافقون زوجته وعاش المسلمون شهراً كاملاً حتى أنزل الله براءتها من فوق سبع سماوات، مؤكداً على أن المسلم يجب أن لا يلتفت للشائعات التي تهدف إلى زرع الفتنة والتضخيم والتشكيك، وقال إن هذه البلاد المباركة مستهدفة في دينها وعقيدتها كونها دولة محورية ومؤثرة وفاعلة وقائدة للعالم الإسلامي، وشدد على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي وعدم تداول الشائعات المؤثرة على الوطن وبين أبنائه، ويجب على المسلم أن يكون فلتراً وفاحصاً ومتثبتاً من كل أمر يشاع، سائلاً المولى عز وجل أن يحفظ هذا الوطن وقيادته وشعبه من كل مكروه. وفي شأن آخر، كرم أمير منطقة القصيم ستة من أفرد منتسبي مرور منطقة القصيم نظير ما قدموه من جهود وإنتاج عملي في الميدان وأشاد بالمهنية العالية التي قدمها منتسبو مرور المنطقة والتي ساهمت بالعديد من الإنجازات في الحفاظ على الأمن وتعزيز الأنظمة المرورية، مبيناً سموه على أن ما تحقق يعكس جهوداً قدمت بروح التكاتف من قبل كافة منتسبي مرور المنطقة، مثمناً ما يقوم به منتسبو مرور المنطقة من جهود مبذولة لتحقيق ما تصبو إليه القيادة -أيدها الله-، منوهاً بدور رجال الأمن في كافة القطاعات الأمنية والعسكرية وتفانيهم في أداء عملهم وما يبذلونه من جهود وأعمال وخدمات عالية الأداء، سائلاً المولى عز وجل أن يبارك بالجهود وأن يوفق الجميع لكل خير، وأعرب مدير إدارة مرور منطقة القصيم العميد صالح العواجي عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة القصيم على هذه اللفتة الكريمة التشجيعية من سموه والتي تظهر مدى حرصه على متابعة كل عمل يحافظ على المنطقة وأمنها، مؤكداً على أن دعم سموه لأبناء المنطقة هو إحدى الركائز لمواصلة تحقيق النجاحات. وكرم أمير منطقة القصيم، بحضور أصحاب الفضيلة والمعالي ووكلاء إمارة المنطقة، الشيخ إبراهيم بن عبدالله الحسني المشرف العام على لجنة إصلاح ذات البين سابقاً "عفو"، نظير جهوده المميزة وأعماله المباركة في اللجنة طيلة فترة إشرافه عليها وأشاد سموه بالجهود التي بذلها الشيخ الحسني والتي ساهمت بالعديد من المخرجات الخيرية لصالح المستفيدين من أعمال مباركة قدمت واستلهمت من شريعتنا الإسلامية السمحة لكل ما فيه خير ومصلحة، مثمناً سموه تلك الأعمال التي تسعى إلى ما تصبو إليه حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- من خلال خدمة المجتمع والإصلاح بين الناس، سائلاً المولى عز وجل أن يبارك بالجهود وأن يوفق الجميع لكل خير. وفي نهاية الجلسة، شارك العديد من الحضور بطرح مداخلاتهم حول الإشاعة وخطرها وسبل الوقاية منها، عبر التوعية وتعزيز الجانب الاجتماعي والتربوي في كافة القطاعات الحكومية والتعليمية والأمنية والأهلية، وتعزيز رفع معدل الوعي لدى أبناء الوطن للحفاظ على الوطن. مهنية عالية وإنتاج ميدان لمنتسبي مرور القصيم يسهم بالحفاظ على الأمن وتعزيز الأنظمة المرورية