أكد عدد من المختصين بشؤون الأمن الغذائي والمزارعين على أهمية وجدوى مبادرات وزارة البيئة والمياه والزراعة والفرص الاستثمارية المتعددة التي يتم طرحها، وبينوا أن طرح فرصة استثمارية لإنتاج تقاوي البطاطس مفيد ومهم في ظل الحاجة لها ولكنه يتطلب أيضا مزيدا التحفيز للمزارعين والشركات الزراعية عبر ضمان استمرارية واستدامة زراعة البطاطس كمنتج غذائي مكتمل يصلح بديلا للعديد من المنتجات المكلفة كالأرز، في ظل استهلاكه للمياه في حال استمرار زراعته بطرق الري المحوري المعتادة. وقال رئيس الجمعية التعاونية لمنتجي البطاطس السابق سالم بن سليمان الشاوي ل»الرياض»: إن مساعي الدولة نجحت في دعم زراعة البطاطس عبر برنامج طموح تضمن إحضار خبراء من هولندا للتوجيه والإرشاد وتوزيع التقاوي على المزارعين وحققت المملكة الاكتفاء الذاتي منها كمنتج وطني كامل الفائدة كغذاء قل أن تخلو منه مائدة ووصلنا لحد التصدير للخارج لدول مثل روسيا وبريطانيا، إضافة إلى التصنيع المحلي للشيبس وخلافه، وتعد مثل هذه الفرصة الاستثمارية لإنتاج تقاوي البطاطس التي تطرحها وزارة البيئة والمياه والزراعة أمرا مهما ومطلوبا للاستمرار في هذا النجاح خصوصا إذا علمنا بأن المملكة تستهلك حوالي 30 طنا من التقاوي تصل كلفتها من الخارج إلى حوالي 100 مليون ريال وعادة تكون من الجيل السابع أو السادس وهذا يعني أنها دون مستوى الجودة المطلوبة رغم كلفتها المرتفعة، ولكن يتطلب ذلك مزيدا من التحفيز للمزارعين عبر ضمان استمرارية السماح بزراعة البطاطس ولن يمكن ذلك دون دعمهم على التحول من الزراعة بطرق الري المعتادة والري المحوري إلى الزراعة عبر التنقيط. وأشار الشاوي إلى أهمية دعم صندوق التنمية الزراعية لتحول المزارعين للري عبر التنقيط وتفعيل قرار تحمل الدولة لنسبة 70 % من قيمة مواسير وشبكة الري، الأمر الذي سيحفز على التوسع من قبلهم في زراعة البطاطس وشبيهها من المحاصيل وفي نفس الوقت سيدعم الاستراتيجية الوطنية للمياه وما تسعى إليه من حفظ لموارد المياه وتقليص نسبة هدرها. بدوره قال خبير الأمن الغذائي د. خالد بن نهار الرويس: إنه لا شك بأن جهود ومبادرات وزارة البيئة والمياه والزراعة واضحة ومفيدة للاقتصاد المحلي، وطرح فرصة استثمارية لإنتاج تقاوي البطاطس الذي يعد ضمن تلك المبادرات والجهود يدعو لمزيد من المبادرات ذات الصلة بالمنتج المقصود سواء من حيث استهلاكه للمياه في ظل ما تواجهه المملكة من تحديات كبيرة نظراً للاستخدام غير المستدام لموارد المياه، إضافة إلى المزيد من الدراسات حول قدرة المحصول من البطاطس ليكون بديلا مناسبا لمنتجات مكلفة كالأرز، وأيضا دراسات التوسع في الأنشطة الاقتصادية الصناعية المرتبطة بهذا المنتج وجدوى التسويق له مقارنة بالمستورد. وكانت وزارة البيئة والمياه والزراعة قد أكدت عزمها طرح فرصة استثمارية لإنتاج تقاوي البطاطس وإكثارها مخبرياً للمهتمين من المؤسسات والمشروعات والشركات الزراعية والجمعيات، بتكاليف استثمارية تُقدَّر ب85 مليون ريال، وذلك بالتنسيق مع صندوق التنمية الزراعي. وأوضحت الوزارة أن هذه الفرصة الاستثمارية تأتي في إطار جهودها الرامية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة، واستدامة سلاسل الإنتاج المحلي لمختلف المحاصيل الرئيسة المستهدفة بالمملكة، وتأمين أهم مستلزمات الإنتاج الضرورية لتحقيق الزيادة في الإنتاج المحلي اللازمة للأمن الغذائي. وبيَّنت الوزارة أن هذه الخطوة ستسهم في توفير فرص وظيفية للمواطنين والمواطنات وزيادة المحتوى المحلي، مشيرة إلى أنه سيتم تنظيم ورشة عمل في هذا الشأن بمركز البذور والتقاوي في حي المصانع بمدينة الرياض، يوم الأربعاء الموافق 4 / 9 / 2019م، الساعة العاشرة صباحاً. خالد الرويس