تحول لقاء ثقافي واجتماعي في ليالي صيف عسير إلى الدعوة لتأسيس مركز علمي للوثائق والمخطوطات بالمنطقة ونقاش عن دور المثقف الأكاديمي في تعزيز الأمن الفكري وتناول لدور المؤسسات الوطنية في تعميق الوعي الثقافي الوطني. وشهد اللقاء الثقافي والاجتماعي الأول الذي استضافه اللواء الدكتور محمد الثبيت في داره بقرية مسلت بني مالك تجمعا لحشد من وجهاء المجتمع والمثقفين ومنتسبي المؤسسات الثقافية بالمنطقة وأداره المدير الأداري لنادي أبها الأدبي د. أحمد عبدالله التيهاني الذي وزع أدوار الحديث بعشر دقائق للمتحدثين وبدئ اللقاء بكلمة لمدير فعاليات الصيف في نادي أبها الأدبي د. خالد بن سعيد أبو حكمة نيابة عن رئيس مجلس نادي أبها قال فيها: إن اللقاء في بيت عامر من بيوتات أهل عسير، وفي ضيافة كريمة لنؤكد معا على أهمية الشأن الثقافي بوجهيه الرسمي والاجتماعي في التنمية الوطنية الشاملة وهذه المبادرة التي دعا إليها الدكتور محمد الثبيت تحت مظلة نادي أبها الأدبي وجدت تشجيعا من أمير المنطقة ولولا التزاماته الكبيرة -أعانه الله- لكان حاضرا بيننا الآن. وذلك لأنها تتوجه مباشرة إلى دور الثقافة المجتمعية في تعزيز أهداف الرؤية ومن ثم تحقيق مكاسبها، لافتاً إلى أن يستمر هذا الملتقى بصفة دورية متنقلا بين بيوتات أهالي المنطقة ووجهائها. وأضاف أبو حكمة: ثقوا أن هذه المبادرة التي انطلقت بكم ومعكم تحت مظلة نادي أبها الأدبي هي انطلاقة نوعية ستكون نواة لمشروعات ثقافية واعدة أعدكم بأن نعمل عليها وأن تكون مثلا يضرب للنجاح ما دامت تكتب حروفها بمداد من عزمكم وانتمائكم ووعيكم. ودعا الأستاذ الدكتور عبدالله محمد أبوداهش صاحب إصدارات "حوليات حباشه" إلى تأسيس مركز علمي للوثائق والمخطواطات بمنطقة عسير. ثم تناول الحديث الأكاديمي اللواء علي بن فائز الجحني الوكيل الأسبق لجامعة نايف العربية دور المثقف الأكاديمي في تعزيز الأمن الفكري، لافتاً إلى أهمية تنمية هذا المفهوم الفكري باعتبار الأكاديمي الأقدر إلى توصيل هذا المفهوم للآخر وأن يوجد منهج الأمن الفكري في كل قطاعات الدولة لأهميته في هذا الوقت الحاضر. وتناول د. سعد بن حسين بن عثمان دور مؤسسات المجتمع المدني في تحقيق رؤية 2030 حيث أعطى إلماحة عن تجربة المجالس البلدية وأكد أنها ستصبح من مؤسسات المجتمع المدني الذي يسهم في صنع القرار وقال سيصبح لدينا اهتمام بأعمال التطوع بما يتوافق والرؤية الوطنية ليصبح لدينا أكثر من مليون متطوع. واستعاد د. عبدالله بن محمد الحميد مستشار مدير جامعة الملك خالد ذكريات والده الوجيه الراحل محمد الحميد كأول رئيس لنادي أبها الأدبي كاشفا عن جوانب خفية عن والده ومنه تعلقه بالكتاب والكتابة حتى اللحظات الأخيرة من حياته. ثم قدم عبدالله المتحمي ورقة بالنيابة عن عضو مجلس الشورى عبدالعزيز بن سعود المتحمي عن المؤسسات الوطنية ودورها في تعميق الوعي الثقافي الوطني وحملت شواهد وأفكارا للمؤسسات الوطنية باعتبار من أسسها هم المواطنون ما أسهم في عمق العلاقات فيما بينهم وزاد من الوعي الوطني بما قدمته من برامج محلية في مواقعها. وتحدث محافظ بلقرن د. عبدالرحمن آل حامد عن "البيئة في الثقافة الاجتماعية في منطقة عسير" أوضح فيها أن البيئة هي محيط الإنسان وأن العناية بها ثقافة تنعكس بالإيجاب على حياة الإنسان، معرجا على العادات والتقاليد. واختتم اللقاء اللواء خالد شائع عسيري الباحث في الشأن الثقافي في عسير بورقة عن "مسيرة الثقافة في عسير".