اتجهت أصابع الاتهام إلى الأجهزة الأمنية التركية بعد العثور على ابنة زكريا مبارك مطعونة في أمام حديقة منزله في العاصمة البلغارية، وبعد اسعافها اتضح أنّه تعرضت للضرب الشديد، الذي ظهرت آثاره على رأسها ورقبتها، حيث أصيبت بكسر، إلى جانب جرح مقطعي في بطنها. وكشف زكريا مبارك -شقيق زكي مبارك القتيل الفلسطيني الذي زعمت تركيا انتحاره بالسجن- أن ابنته حقنت بمواد مجهولة، مبيّناً أنّ المعتدون عليها رددوا تهديدات بقتل أسرة زكريا كلها، إذا استمرت في إثارة قضية القتيل زكي مبارك، والذي وري جثمانه الثرى مؤخراً بعد انتهاء التشريح الذي طلبته أسرته من مصر، حين تعارض تقرير الطب الشرعي التركي مع الرواية الرسمية والتي ادعت انتحاره، بينما كشف التقرير تعرضه للتعذيب الوحشي وذكر زكريا مبارك أنّهم سيرفعون عدة دعاوى لملاحقة النظام التركي بإثبات تورطهم في قتل زكي مبارك واختلاق رواية انتحاره. وكانت السلطات التركية أعلنت إلقاء القبض على زكي حسن مبارك وسامر سميح شعبان بتهمة التجسس وتم إيداعهم في سجن «سيليفري» بإسطنبول، الذي أنشأه أردوغان، قبل أن تعلن عن انتحار زكي مبارك في زنزانته الانفرادية، وكان الإعلان بعد أن كشف محاميه أن سيفرج عنه بكفالة لاحقاً. ولم تسلم تركيا الجثة لذوي زكي مبارك إلاّ بعد مرور ما يقارب الشهر من إعلان وفاته، وبعد أن تسلمتها الأسرة اتضح أن الجثمان مفرغ من كافة أحشائه، فيما تغيرت ملامح زكريا من آثار التعذيب، الأمر الذي دفع الأسرة للسعي في مطارد السلطات التركية قضائياً