يحتفل العالم باليوم العالمي للنوم في شهر مارس من كل عام، وذلك من أجل التذكير بفوائد النوم الصحي، بالإضافة إلى جذب انتباه الناس إلى المشكلات التي يمكن أن تحدث نتيجة اضطرابات النوم. وقد أثبت العلم أن قلة النوم واضطراباته يمكن أن تؤثران على الإنسان بشكل سلبي. كما أن نقص النوم ومضاعفاته قد تؤديان إلى بعض الأمراض مثل السرطان والسكري والسمنة، بالإضافة إلى الاكتئاب والأرق وزيادة القلق. وقد وجد أن جميع الوظائف الفسيولوجية، وكل ما يدور في ذهن الإنسان يجرى لها تعديل خلال فترة النوم. والنوم مهم جداً للإنسان، لكن عند النظر في البيانات الحديثة يتضح أن هناك توجهاً لدى غالبية الناس بأن يناموا أقل مما كانوا عليه قبل 100 عام.. ومن المفيد أن ينام الإنسان من 7 إلى 9 ساعات لضمان صحة جيدة. ومن المهم أن نعرف أن النوم الكافي مهم جداً للصحة العقلية والنفسية والجسمية. وتختلف ساعات النوم من شعب إلى شعب آخر، ومن منطقة جغرافية إلى أخرى. ويلعب المناخ دوراً أساسياً في تكوين العادات السائدة في النوم. والمجتمع السعودي يتميز بأنه مجتمع مسلم تفرض عليه مواعيد الصلاة أوقات النوم. كما أن حرارة الطقس وخاصة في فصل الصيف تؤثر كثيراً في مواعيد النوم، حيث يقل النشاط عادة في فترتي الظهيرة والعصر، ويزداد في فترتي المساء والليل. وقد أصبح السهر ظاهرة بارزة في المجتمع السعودي. ويعود ذلك إلى انتشار وسائل الترفيه ومنها تعدد القنوات الفضائية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وغير ذلك من وسائل الترفيه.. وهناك عدد من الدراسات التي أجريت منذ عدة سنوات عن عادات النوم في المجتمع السعودي، وتعطي هذه الدراسات تصوراً عن بعض عادات النوم. ففي بحث نشر في المجلة الطبية السعودية العام 2005 وجد أن وقت النوم خلال أيام الأسبوع لأفراد سعوديين معدل أعمارهم 33 عاماً هو الساعة 12 و30 دقيقة بعد منتصف الليل. في حين أن معدل وقت النوم عند عينة أخرى من غير السعوديين (غير العرب) ويعملون في المملكة كانت عند الساعة 10 و50 دقيقة مساء. وعند دراسة عينة من طلاب كلية الطب قام بها الدكتور أحمد باهمام حصل على نتائج مشابهة، ونشرت الدراسة في مجلة العلوم العصبية. وقد وجد أن طلاب المرحلة الابتدائية في عينة شملت أكثر من 1000 طالب وطالبة يسهرون أكثر من قرنائهم من نفس المرحلة العمرية في بعض الدول الغربية. ويذكر د. أحمد باهمام أستاذ أمراض الصدر واضطرابات النوم أن المجتمع السعودي تطبع بعادة السهر التي لا تتوافق مع ثقافتنا الإسلامية التي تحض على النوم مبكراً. ولا شك أن نقص النوم خلال الليل ينعكس سلباً على تحصيل الطلاب ويؤثر على مستواهم الدراسي. أما القيلولة عند المجتمع السعودي فتقع عادة بين الساعة الثالثة والرابعة عصراً، وتتراوح مدتها بين ساعة إلى ساعتين عند أكثر المشاركين في الدراسة. وفي اعتقادي أن عادات النوم واضطراباته في المجتمع السعودي تحتاجان إلى مزيد من الدراسة التفصيلية.