التقدم العلمي والتكنولوجي يزيد ويتسارع شيئاً فشيئاً، فأصبحت الحاجة ملحة إلى إنشاء هيئة للفضاء بشكل منظم ذي أهداف سامية، ومنذ أيام قلائل صدر توجيه كريم بإنشاء الهيئة السعودية للفضاء في رغبة جادة لإبراز العقل السعودي على رأسها الأمير سلطان بن سلمان، وقد كان عشقه القديم الفضاء، فقد كان طياراً سابقاً وأول رائد فضاء عربي مسلم نفتحر به جميعاً، إنها معركة سموه القادمة ليخدم رؤية المملكة الطموحة بعد أن أبلى بلاء حسناً في الهيئة العامة للسياحة والآثار. إن إنشاء تلك الهيئة خطوة جريئة في مجال تقنية الفضاء، ومجال الفضاء مجال حيوي تتطلبه المرحلة ليواكب التطور الذي تشهده الدول المتقدمة، ويخدم النهضة الكبرى التي تعيشها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله. ونحن متفائلون ونحن ننتقل من حياة الريفية إلى حياة الفضاء في تطور مستمر منذ عهد الباني المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - إلى العهد الذهبي عهد الملك سلمان - حفظه الله - وليكشف ذلك عن طاقات شابة طموحة ووطنية تبذل العرق والجهد من أجل البناء المتسارع يقود إلى الرقي والازدهار وترف المواطن، وإنها نقلة نوعية وفتح مجيد لدولتنا العزيزة باركها جميع وكالات الفضاء الدولية وغيرها، ما من شأنه رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي بوجه عصري في مجالات التقدم ومنفعة اقتصادية عظمى تقودنا إلى الريادة، والإنسان شاء أم أبى بساعديه يبني والكوادر الوطنية أمثال سمو الأمير سلطان بن سلمان، هي فخر واعتزاز لنا جميعاً لينتقل الإنسان من فكرة إلى فكرة وأنا أتذكر فرحتي الغامرة وأنا في سن الخامسة عشرة عندما كنت في صفوف المرحلة المتوسطة وقد كنا في حفل لإدارة تعليم الزلفي احتفاء بسمو الأمير إثر عودته لأرض الوطن سالماً بعد مشاركته في الرحلة المكوكية كأول رائد فضاء عربي مسلم، وقد شاركت أنا شخصياً بفقرة في ذلك الحفل، وكان حدثاً لا أنساه، وقد كانت شخصية سموه إلهاماً للشباب كشجرة سامقة تعلو بأغصانها للارتفاع والسمو نحو السماء في شموخ وعزة، وقد كنا ونحن صغار ننظر لسموه الكريم نظرة رسام فريد من نوعه يبدع بألوانه البهية ومصدر إلهام للفتيان. ومن العبث أن نرغب في حضارة تقليدية لا تجديد فيها ولا إبداع ولا تنويع ولا اختراع، إنه سباق مع الزمن لنثبت أن دولتنا العزيزة ماضية نحو التقدم مبهرة العالم وقد تحولت من صحراء قاحلة وبيوت طينية إلى ناطحات سحاب ومصانع عملاقة ومجتمع متحضر. إن الحياة عمل وتبادل أدوار وسنصبح نطلق الأقمار الصناعية وننافس الدول المتقدمة رفداً للاقتصاد السعودي، وتأكيداً لمكانة المملكة في الريادة العالمية وصنع القرار، وتأثيراً في الرأي العام الإقليمي والدولي، إن علوم الفضاء هي فرع عن علم الفلك وكل ما هو خارج نطاق الأرض. وأخيراً يبدو لنا جميعاً أن تلك الخطوة الجريئة والمباركة في إنشاء تلك الهيئة هي نقلة استراتيجية مواكبة للتقدم الصناعي تماشياً مع رؤية 2030 الواعدة، والاستفادة من تقنيات الفضاء واستكشافه، وهذا انتصار تكنولوجي واقتصادي، ولا ننسى جهود مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على مدى سنوات، وقد جعلت المملكة شريكاً لشركات فضائية عالمية، ومما يتيح الفرصة لجلب الاستثمارات من خلال تقديم الخدمات للدول التي لم يكن لها حظ في هذا المجال.