ماجد أبوعبيد- كاتب ومتخصص في التسويق الرياضي والمسؤولية الاجتماعية في الرياضة يشدني؛ وقد يشدك أيضاً -عزيزي القارئ- السباق المحموم بين الدول المتنافسة، وحجم الحشد والاستعداد وإعداد الملفات المتكاملة لاستضافة أي تظاهرة رياضية عالمية.. هي بالنسبة لكثير من الدول بمثابة مشروع اقتصادي رياضي واسع النطاق والتأثير على البلد المستضيف من جميع النواحي، تأتي البنية التحتية Infrastructure خاصة الرياضية منها لتُعطي ذلك المشروع الانطباع الأولي الذي يساهم في إعطاء الأفضلية لأي ملف استضافة، مصداقاً لذلك ما حدث مؤخراً من إعلان اللجنة التنفيذية بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم الشهر الماضي فوز ألمانيا بتنظيم كأس الأمم الأوروبية 2024 بمنافسة مع تركيا، حيث اعتمد الملف الألماني على البنية الأساسية التي أنصفتها بنهاية المطاف، بالأخص على صعيد الملاعب ووسائل النقل العامة. ففي جانب الملاعب، تفوقت ألمانيا بإجمالي السعة الرسمية للاستادات العشرة المُضمنة في الملف، بمجموع مليونين و 780 ألف متفرج لمباريات البطولة البالغة 51 مباراة، مقارنة بقدرة الملف التركي لاستيعاب مليونين و 290 ألف متفرج للعدد نفسه من المباريات، حتى وإن أُعيد بناء استاد «أتاتورك» في إسطنبول، بسعة تبلغ 92 ألف مقعد، ليكون ثاني أكبر استاد في أوروبا، حيث أبدى تقرير لجنة التقييم في UEFA عدة تحفظات على الملف التركي، منها ما يتعلق بالفنادق والانتقالات، كما أن تركيا تحتاج إلى إعادة بناء ثلاثة من الاستادات العشرة المُدرجة في الملف! على الجانب الآخر، نشهد خطوة نادي برشلونة المُعلن عنها رسمياً هذا الأسبوع بتطوير استاذه الشهير Camp Nou وزيادة السعة الجماهيرية إلى 105 آلاف مشجع، والذي كان يستوعب 99,354 مشجعاً، ليصبح بذلك الأستاد الأكبر بأوروبا، إضافة إلى بناء ملعب رديف للقطاعات السنية وإطلاق اسم اسطورته الهولندية الخالدة «يوهان كرويف» على الملعب الذي سيحتضن كذلك تدريبات الفريق الأول، مع صالة مغلقة لفريق كرة السلة بالنادي ومسطحات خضراء. حيث من المنتظر أن تبدأ أعمال التطوير قبل بداية الموسم القادم، وأن يتم الانتهاء منها بداية موسم 2023/2024، بكلفة 360 مليون يورو، وباستمرار لعب المباريات الرسمية عليه دون توقف!. وإذا عُدنا بالذاكرة نحو كأس العالم الأخيرة، قامت روسيا ببناء وتجديد 12 ملعباً في 11 مدينة روسية، كذلك تم تحديث البنية التحتية للنقل، شاملة المطارات والطرق والسكك الحديدية، وبناء 27 فندقاً جديداً في المدن الروسية التي ستستضيف البطولة، وسنفرد في مقال قادم المردود التي حصلت عليه روسيا اقتصادياً من تنظيم هذه البطولة الكبيرة. Your browser does not support the video tag.