الصديق اللي بحالك ما يروف لا تعدّه لا عدو.. ولا صحيب

كتب الشاعر الكبير بدر بن عواد الحويفي - رحمه الله - هذه القصيدة شكوى من تغيرات الزمان، وتبدل الأحوال، وأخطاء الأصدقاء، وما أصاب بعض الناس من التهاون في الحفاظ على العادات الأصيلة والمشرفة، وأسندها إلى الشاعر سعيّد الحربي حيث يبوح فيها عن ما يختلج في داخل قلبه من شكوى ووصايا بالمروءة والشهامة:
الصوت
يا سعيّد ما تساعدنا الظروف
كان تنشد عن حوالي يالحبيب
وأنت عارفني وأنا رجل معروف
والحياوي حالته حالة غريب
وشايبٍ راسي عاسف ومعسوف
وكل شخصٍ يا بو صالح له نصيب
قالعٍ سن اللبن قبل الكسوف
وافهم الحق المجنب والمصيب
والبصير بدورنا لازم يشوف
حالةٍ من غيبها العاقل يشيب
والبليد اللي مثل قلب الخروف
لا يوجه له سؤال .. ولا يجيب
وأنت عارف بالنقاط .. وبالحروف
والمجرّب يعطي الراي الطبيب
ومشكلتنا ما تجابه بالسيوف
اعتبرها بين كف وبين جيب
رمزها ميه على لام معطوف
لا تبعدها ترى الواقع قريب
والصديق اللي بحالك ما يروف
لا تعدّه لا عدو .. ولا صحيب
والحمول جمالها بيض الدفوف
والردي عرفه يطولك منه عيب
وناس مافيهم من المعبود خوف
في عماهم تطلع الشمس وتغيب
عنهم الخيره مع الغفله تطوف
والعمل له سجل كتاب ورقيب
ولا تدوّر حاجتك عند الجلوف
المروءة حرزها الرجل النجيب
ولا يغرّك كل كلاك وزهوف
الثعل لو ينتفخ ما صار ذيب
وعن مثل هذا ترى نفسي عيوف
عارف الصافي من النقع السريب
الشاعر بدر الحويفي
الصدى
مرحباً باللي كتب زين الحروف
عد ما هز الهوا غصن العسيب
مرحباً به عد برّاق الصيوف
وعد نجمٍ بعد ما يظهر يغيب
وعد من زار الحرم واللي يطوف
وعد من يرمي الهدف واللي يصيب
من صحيبٍ شايفٍ بالعين شوف
ويفهم المرتاب ويعسر الغضيب
وراعي المقدار ضيفه ما يطوف
لين ياخذ واجبه حسمه وطيب
والحياوي كل مسعاه امخلوف
ذي مسيرة عزّ يالرجل النجيب
والصديق اللي بعينه ما يشوف
ليت فوقه ينهدم جال القليب
مار أنا ابعطيك من وصف معروف
وأنت لك بالمعرفه يا بدر طيب
يالحوفي شايفٍ دل الهنوف
من وقع في حبها يذهب ذهيب
عشقةٍ قشرا وفحلها خطوف
ما تفرق بن عدوان .. وحبيب
وشايبٍ منها وجاري لي صدوف
شايبٍ في سن رضاع الحليب
درّها اللي رقد تحت السقوف
لو رقد من طلعته لا ما تغيب
ومن شقا في جمعها عن تطوف
والله أنه غير رزقه ما يجيب
واتركت راع المكارم للسروف
مكرها ما ينعرف والله عجيب
ولا تخاف القل والرازق يروف
وكل حيٍ له من الدنيا نصيب
وسعلةٍ ما تمشي إلا بالحلوف
لو تعذر صاحبه ما فيه عيب
وكل لمازٍ لعلّه بالذلوف
اترك اللماز لعلّه يخيب
الشاعر - سعيّد بن صالح الحربي
Your browser does not support the video tag.