أكد الباحث والمؤرخ فؤاد المغامسي ل»الرياض»، أن المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله - اهتم بأمر الحج وتأمين الحجاج قبل أن يكمل توحيد البلاد، وتتجلى تلك الصورة بوضوح عام 1343ه في ظروف حالكة. فرغم ما قامت به وسائل الإعلام المعادية آنذاك من تحذير الحجاج بعدم التوجه إلى الديار المقدسة، إلا أن الإجراءات التي اتخذها أذهلت الجميع؛ حيث غير ميناء القدوم إلى رابغ، ووفر جميع وسائل التغذية والمياه طوال الطريق، كما عزز وسائل النقل، وأشرف على الحج بنفسه حتى انتهى الموسم بنجاح. وقد شهد بالجهود التي قام بها المؤسس عدد من الذين أدوا فريضة الحج قبل العهد السعودي وبعده، مثل شكيب أرسلان، وضابط الحجاج الملاوية الرحالة عبدالماجد زين الدين، ومن الذين قدموا للحج بداية العهد السعودي الشيخ علي الطنطاوي وغيره، كل هؤلاء وصفوا الجهد الحقيقي والملموس في مؤلفاتهم، وتطرقوا للصعوبات التي استطاع المؤسس تجاوزها لخدمة وفود الرحمن. دروب الحج وقال المؤرخ المغامسي: لا بد عند الحديث عن الحج في بداية العهد السعودي من أخذ فكرة بسيطة عن واقع الحج قبله، حيث كانت دروب الحج المعروفة خمسة: «الشامي، المصري، العراقي، البصري، اليمني»، وجميع هذه الطرق كانت مسارات لقوافل حجاج تلك البلدان حتى تدخل أرض الجزيرة العربية، فتكون محملة بعدة صعاب منذ انطلاقها، تتجسد في: بعد المسافة، وسيلة النقل، الأجواء وتقلبات المناخ، خطر الطريق، وقلة المياه. هذا عدا أسباب أخرى كالأمراض وقلة الطعام في بعض القوافل، والصراعات السياسية والمذهبية وغيرهما. مواجهة التحديات وأضاف: هذه المخاطر والصعاب كانت وعلى مر قرون تؤرق كل قوافل الحج، حتى ضُمت الحجاز في ظل كيان المملكة العربية السعودية، وكانت كل تلك الصعاب حاضرة عند المؤسس الملك عبدالعزيز، فأخذ على عاتقه كل التحديات، حيث أدرك أنه لا تتم خدمة الحجيج إلا بثلاث وسائل جعلها منهاجا له، وهي: العناية بالأمن الكامل؛ ليكون الحاج آمناً على نفسه وماله، والاهتمام والعناية بالصحة، وتسهيل وسائل الراحة للحجاج في حلهم وترحالهم. حج ناجح وعن أول حج أشرف عليه المؤسس - رحمه الله – قال المغامسي: كان ذلك عام 1343ه، فرغم ما قامت به وسائل الإعلام المعادية في ذلك الوقت من تحذير الحجاج بعدم التوجه إلى الديار المقدسة، إلا أن الإجراءات التي اتخذها أذهلت الجميع، ومنها: تغيير الميناء من جدة إلى ميناء رابغ، وتوفير جميع وسائل التغذية والمياه طوال الطريق، كما هيأ وسائل النقل، التي كانت متوافرة في ذلك الوقت، وأشرف على الحج بنفسه حتى تم بنجاح، ما جعل من التحذير ترغيبا، فكان لنجاح حج 1343ه صدى كبير على جميع أنحاء العالم الإسلامي، وكان ذلك أول حج تشرف عليه المملكة ليستمر مسلسل النجاحات المتتالية حتى اليوم. جهود تطويرية وأضاف: بعد ذلك قام المؤسس بحكمته واطلاعه الواسع على تطورات الأمم الأخرى بأخذ الضوابط الإدارية والإجرائية، كفتح مجال للشركات السياحية الخاصة والمحلية باستقدام السيارات لنقل الحجاج، وكان ذلك منذ بداية ضمه الحجاز لكيان وطننا الغالي، كما قام بتعبيد الطرق؛ حيث بدأ بالطرق الداخلية في المشاعر المقدسة من مكة لعرفات لمزدلفة لمنى، ومن ثم الطرق الخارجية بين مكةوجدة، ومكةوالمدينةالمنورة، كما قام بنقلات نوعية في وسائل المواصلات بإنشاء المطارات، ثم بدأت مرحلة توسيع الحرم المكي والمسجد النبوي. وما زال الاهتمام بالحج وفق الأسس الثلاثة التي وضعها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - قائمة، وعلى نهجه سار أبناؤه الملوك من بعده إلى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله –، ولو تتبعنا النقلات التطويرية من عهد المؤسس لوجدنا في كل سنة ما يخدم الحجاج، حتى أصبح الحاج لا يحمل هم العناء والمشقة. المسجد الحرام في بدايات العهد السعودي الإبل كانت وسيلة المواصلات الأولى للحجاج الملك عبدالعزيز أشرف على أول حج العام 1334ه Your browser does not support the video tag.