كندا تلغي ضريبة الخدمات الرقمية    تراجع أسعار النفط    أستراليا تعزّز شراكتها الدفاعية مع الولايات المتحدة    نتائج قوية تتجاوز مستهدف رؤية 2030.. 2.8 % معدل البطالة في المملكة خلال الربع الأول    مطار الملك عبدالعزيز الدولي يوفر وسائل نقل رسمية متنوعة    ترسيخ الحوكمة وتعزيز التكامل بين الجهات ذات العلاقة.. السعودية تقفز إلى المرتبة 13 عالمياً في حقوق الملكية الفكرية    وزارة الخارجية تُعرب عن تعازي المملكة لجمهورية السودان إثر حادث انهيار منجم للذهب    نائب أمير مكة والقنصل العراقي يناقشان الموضوعات المشتركة    وسط استعدادات لعملية عسكرية كبرى في غزة.. تصاعد الخلافات داخل الجيش الإسرائيلي    رئيس "الشورى" يبحث تعزيز العلاقات البرلمانية في كمبوديا    تصعيد متبادل بين العقوبات والمواقف السياسية.. روسيا تشن أعنف هجوم جوي على أوكرانيا    بحثا جهود الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.. وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان الإيرانية يستعرضان العلاقات    تلقى رسالة خطية من سيرجي لافروف.. وزير الخارجية ونظيره الجيبوتي يبحثان تنسيق العمل المشترك    مدرب تشيلسي ينتقد الفيفا ومونديال الأندية    التعليم في ميزان المجتمع    توقيف شخصين ظهرا في محتوى مرئي بسلاحين ناريين    نقل 1404 مرضى داخل المملكة وخارجها عبر 507 رحلات إخلاء    انطلق في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.. "جيل الابتكار".. يعزز ثقافة البحث لدى الموهوبين السعوديين    ما عاد في العمر متسع للعتاب    مادتا التعبير والخط    أكد أهمية مناهج التعليم الديني.. العيسى يشدد: تحصين الشباب المسلم من الأفكار الدخيلة على "الاعتدال"    "الصحة العالمية" تفشل في تحديد سبب جائحة كوفيد- 19    دواء جديد يعطي أملاً لمرضى السكري من النوع الأول    طبيب سعودي ينال وسام القيادة الدولية في الأمراض الجلدية    أخضر السيدات يخسر أمام الفلبين بثلاثية في تصفيات كأس آسيا    سعود بن بندر يستقبل مديري "صحة الشرقية" و"وقاية"    المملكة تواصل ضرباتها الاستباقية ضد المخدرات    الأحوال المدنية المتنقلة تقدم خدماتها في خمسة مواقع    خمس شراكات لدعم مستفيدي «إنجاب الشرقية»    أمين القصيم يفتتح ورشة «تعزيز التخطيط العمراني»    استعراض أعمال الشؤون الإسلامية أمام أمير تبوك    المملكة تنافس لرفع إسهام الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي ل 130 مليار دولار    أمير جازان يكرّم الفائزين بجائزتي المواطنة المسؤولة و"صيتاثون"    انطلاق أعمال «المؤتمر الدولي للصيدلة السريرية» بحائل    الجامعة الإسلامية تدعم الأبحاث المتميزة    بعنوان "النمر يبقى نمر".. الاتحاد يجدد عقد مدافعه "شراحيلي" حتى 2028    «الشؤون النسائية بالمسجد النبوي» تُطلق فرصًا تطوعية    فاطمة العنزي ممثلة الحدود الشمالية في لجنة المسؤولية الاجتماعية بالاتحاد السعودي للدراجات    الواجهة البحرية بالوجه.. متنفس رياضي وترفيهي    "الملك سلمان للإغاثة".. جهود إنسانية متواصلة    إنطلاق برنامج "موهبة الإثرائي الأكاديمي" بجامعة الإمام عبدالرحمن    وزارة الرياضة وهيئة الطيران المدني توقّعان مذكرة تفاهم للتنسيق والإشراف على الرياضات الجوية    أرقام صادمة بعد هزيمة «الأخضر» أمام المكسيك    باريس سان جيرمان يفوز على إنتر ميامي برباعية    نائب أمير منطقة مكة يستقبل القنصلَ العام لجمهورية العراق    أمير تبوك يطلع على التقرير السنوي لاعمال فرع وزارة الشؤون الاسلامية بالمنطقة    بيئة نجران تعقد ورشة عمل عن الفرص الاستثمارية بمنتدى نجران للاستثمار 2025    جمعية "وقاية" تنظّم معرضاً توعوياً وندوة علمية بمستشفى وادي الدواسر    قطاع ومستشفى النماص يُنفّذ فعالية "اليوم العالمي للأنيميا المنجلية"    اتفاقية استراتيجية" بين مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة ومصرف الإنماء    أمير جازان يكرّم الفائزين بجائزتي المواطنة المسؤولة و"صيتاثون" في دورتها الرابعة    الشؤون الإسلامية في جازان تنفذ جولات ميدانية لصيانة جوامع ومساجد المنطقة    انطلاقة عام 1447    الترويج للطلاق.. جريمة أمنية    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالتخصصي ينهي معاناة «ثلاثينية» مع نوبات صرع يومية بجراحة نادرة ودقيقة    وكالة الشؤون النسائية بالمسجد النبوي تُطلق فرصًا تطوعية لتعزيز تجربة الزائرات    ترامب يحث الكونغرس على "قتل" إذاعة (صوت أمريكا)    أقوى كاميرا تكتشف الكون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرياض تفتح ملف «قناة الجزيرة».. الاتجاه المعاكس.. بلا حدود (5-4)
نشر في الرياض يوم 16 - 09 - 1439

مستوى التعاون بين الطرفين وصل إلى مراحل يمكن وصفها بمرحلة التنسيق الاستراتيجي في المواقف
الكيان الصهيوني لم يجد منصة إعلامية أفضل من «الجزيرة» لتبرير أعماله الوحشية وسياسته الإجرامية
الخارجية الإسرائيلية دافعت عن وجود مكتب
«الجزيرة» في تل أبيب وحذرت من فرض أي عقوبات ضدها
نتينياهو وجه خطابات شكر للقناة القطرية على دورها في بسط وجهة النظر الإسرائيلية
رئيس الوزراء الإسرائيلي أعرب عن إدانته بالفضل للقناة لحملاتها التحريضية ضد أعداء (إسرائيل)
ليفني طلبت من الديوان الأميري القطري عقد لقاء مع إدارة
(الجزيرة) «للاتفاق على آلية العمل المستقبلية بين القناة وتل أبيب»
إن أي منصة إعلامية تدعي "الرأي والرأي الآخر" والانفتاح على جميع الأطياف السياسية والاتجاهات الفكرية، يبقى من حقها بل ومن صميم عملها استحضار مختلف الآراء الخلافية والاتجاهات المتضادة، في نطاق الحدود القانونية والأخلاقية التي تفرضها الممارسة الإعلامية وتضبطها القوانين الدولية والأعراف السياسية.
لقد تولدت القناعة عند المشاهد العربي والأجنبي، على السواء، أن أجندة (الجزيرة)، من خلال استضافتها لأطياف المعارضة السياسية (في بعدها المؤسساتي البنيوي) وأصحاب الأطروحات المناوئة للطرح الرسمي للدول، تتجاوز مجرد محاولة الظهور بصورة المؤسسة الإعلامية المحايدة التي تبسط القضايا السياسية بعيون بريئة، إلى العمل على التدخل في الشؤون الداخلية للدول قصد إخضاعها للرؤية السياسية للقيادة الجديدة في الدوحة.
في هذا السياق، سنحاول استعراض علاقة الجزيرة مع مختلف الأطروحات المعارضة، والتي تهدف من خلالها القناة ضرب الوحدة السياسية للدول العربية والإسلامية كمقدمة لمحاولة إنهاكها سياسياً وأمنياً لخلق الظروف الموضوعية لحالة من "التوحش" تجعل من هذه الدول كيانات "فاشلة"، وبذلك يسهل إخضاعها وتوجيهها.
إن الضجة الإعلامية التي أثارها وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا، أغسطس الماضي، بعد تلويحه بسحب تصاريح العمل الصحافية لمراسلي قناة "الجزيرة" القطرية والبدء في إجراءات إغلاق مكتب القناة في القدس، والتي أعقبتها تدوينة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على موقع "فيسبوك"، في 26 يوليو الماضي، قال فيها بأن "شبكة الجزيرة تواصل التحريض على العنف حول جبل الهيكل، وتحدثْتُ عدة مرات مع سلطات إنفاذ القانون للمطالبة بإغلاق مكاتب الجزيرة في القدس، وإذا كان هذا لم يحدث بسبب تفسير قانوني فإنني سأعمل على تفعيل التشريع اللازم لطرد الجزيرة من إسرائيل"، ما هي، في الحقيقة، إلا فرقعة سياسية موجهة للاستهلاك الإعلامي، والتي لا يمكن أن تحجب حجم التنسيق والتعاون بين المؤسسة الإعلامية والكيان الصهيوني، وصلت إلى حد اعتبارها أول منصة إعلامية عربية يزور مقرها رئيس وزراء "إسرائيل" في شخص بنيامين نتنياهو.
إن المتابع لتاريخ العلاقة بين "الجزيرة" و"إسرائيل" تترسخ لديه القناعة بأن مستوى التعاون بين الطرفين وصل إلى مراحل يمكن وصفها بمرحلة التنسيق الاستراتيجي في المواقف، أما عن المواقف الأخيرة، فنجزم أنها محاولة من إسرائيل "للنفخ" في سمعة القناة التي فقدت، بشكل كبير، ذلك البريق الذي لمعت به عند انطلاقها في الأول من سبتمبر 1996، فيما أكد متابعون أن هذه الخطوة تأتي في إطار تنسيق متفق عليه بين الدوحة وتل أبيب، خصوصا مع تصاعد الأصوات المعارضة لرئيس الوزراء الإسرائيلي والمطالبة برأسه لضلوعه في العديد من ملفات الفساد، فكانت "ضجة" المطالبة بإغلاق مكاتب القناة محاولة لتعويم النقاش وتحويره بعيداً عن تركيز أشعة النقد على نتنياهو.
تحذيرات إسرائيلية من المساس بالقناة القطرية:
لقد كشفت العديد من القرائن والشهادات، في الداخل الإسرائيلي وخارجه، عن الرضا التام الذي عبرت عنه دولة الاحتلال تجاه قناة الجزيرة، والتي مكنت صانع القرار الإسرائيلي من دخول ملايين البيوت العربية ومخاطبة الرأي العام الدولي، والدفاع عن الجرائم التي تورط فيها الكيان الصهيوني ولم يجد، للأسف، منصة إعلامية أفضل من "الجزيرة" لتبرير أعماله الوحشية وسياسته الإجرامية والاستئصالية تجاه الشعب الفلسطيني، الذي تدعي القناة الدفاع عن مصالحه.
وفي خطوة كشفت عن حجم العلاقات المتميزة بين الدوحة وتل أبيب، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، بتاريخ 17 أغسطس 2017، أن الخارجية الإسرائيلية دافعت عن وجود مكتب "الجزيرة" في العاصمة تل أبيب، وحذرت بشدة من فرض أي عقوبات ضدها من جانب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما دفعت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بعد أيام من نية نتانياهو إغلاق مكتب القناة بإسرائيل، في نفس الاتجاه، من خلال الدفاع عن القناة القطرية، مؤكدة، في هذا الصدد، أن المنصة الإعلامية "المثيرة للجدل"، حسب تعبيرها، قدمت للعرب صورة "متوازنة" و"متنورة" عن إسرائيل بفتح منابرها أمام قادة ومسؤولي تل أبيب.
وذهب مدير شعبة الوحدة "8200" التابعة لجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية، إلى التعبير على نفس القناعة لدى صانع القرار "الأمني" في "إسرائيل، من خلال تصريحات لموقع "والا" الإخباري الإسرائيلي، عبر من خلالها عن اعتراض الأجهزة الأمنية على نية نتنياهو، غلق مكتب الجزيرة في إسرائيل.
في نفس سياقات بسط القرائن على التنسيق الاستراتيجي بين "الجزيرة" و"إسرائيل"، نشرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية تقرير لها، استناداً إلى تصريحات لمسؤولين كبار في وزارة الخارجية، تكشف من خلاله تحذيرهم لديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، من مغبة فرض عقوبات على قناة الجزيرة، وتأثير ذلك على مكانة إسرائيل الدولية، كما نقل موقع الجزيرة الإخباري عن الصحيفة الإسرائيلية نفسها ما نصه: "وأضافت الصحيفة في مقال افتتاحي أن هذه الخطوة ضد كرام هي جزء من حرب تشنها إسرائيل ضد الجزيرة، التي وصفتها هآرتس بأنها "الشبكة التلفزيونية العربية الأكبر والأهم في العالم".
نتنياهو يشكر قناة "الجزيرة"
لقد سبق لصحيفة "هآرتس" ومجلة "اليوم" بنسختيهما العبرية، أن نشرت وثائق مهمة تكشف عن واقع التعاون وروح الود المعلن بين تل أبيب وشبكة الجزيرة، بما في ذلك خطابات من نتنياهو ذاته، تتضمن الشكر للقناة القطرية على دورها في بسط وجهة النظر الإسرائيلية.
في هذا السياق، سبق أن أرسل مكتب رئاسة الوزراء في تل أبيب، خطاب شكر لمكتب القناة في الولايات المتحدة الأميركية، بتاريخ 23 أبريل 2013، ينص على ما يلي: "امتلأت الأجواء الإسرائيلية بنسائم الحزن لما نسمعه من أخبار حول الدعاوى والمطالبات بإغلاق المكتب، لكننا سعدنا بما قدمتم وما تقدمه شبكة الجزيرة من دعم لدولة إسرائيل".
إن الموقف المؤيد لبنيامين نتنياهو "للجزيرة" لن يقف عند هذا الحد، بل بادر بنفسه للدفاع عن القناة من خلال رسالة وجهها شهر يوليو عام 2014، يقول فيها: "لا يوجد عيب في إظهار الوجه القبيح للحرب، من حق الجزيرة بث آرائها ونحن مع الديمقراطية وحرية الرأي، والجزيرة أحد أهم إنجازات العرب الإعلامية وعلينا جميعا دعمها".
هذا الخطاب، تلاه خطاب ودي وعاطفي آخر لا يقل حمولة عن الأول، حيث أرسل نتنياهو خطابا آخر في ديسمبر، هذه المرة لقناة الجزيرة الناطقة بالعربية، جاء فيه: "أوجه كل شكري لما بذلته قناة الجزيرة من جهود مضنية من أجلنا في العالم العربي، ندين لها بالفضل يوميا لما تفعله من حملات تحريض ضد أعدائنا، حماس والجيش المصري ونظام الأسد".
الجزيرة وإسرائيل: رهانات متبادلة
إن محاولة استيعاب ردات الفعل الإيجابية في الداخل الإسرائيلي الرسمي، من خلال وقوفه في وجه أية محاولة للمساس بالتواجد المادي والقانوني لقناة الجزيرة، يكشف حجم "الرهان الاستراتيجي" لدى صانع القرار "الأمني" في إسرائيل على قناة الجزيرة، وذلك لغرض الاستمرار في تمرير رسائله وتبرير أفعاله عبر منصة "عربية" يتابعها، أو كان يتابعها، ملايين العرب، هذا المعطى دفع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، خلال اجتماع رسمي، إلى توجيه وزارة الخارجية لصياغة وجهة نظر حول الرد الدولي المتوقع على العقوبات التي تنوي إسرائيل فرضها على القناة القطرية.
رد وزارة الخارجية كان واضحاً، من خلال التنبيه إلى أن أي مساس بقناة الجزيرة وبمراسليها في إسرائيل، سيسبب ضرراً لصورتها في العالم، بالإضافة إلى أن "القناة ساهمت بشكل كبير في تحسين صورة تل أبيب في المنطقة" حسب تعبير ممثلي وزارة خارجية دولة الاحتلال، هذه الصورة التي رسمتها القناة القطرية حول "إسرائيل"، ظلت هذه الأخيرة تحارب من أجل الوصول إليها لأزيد من نصف قرن، حتى ابتلى الله قطر الحبيبة بنظام "الحمدين"، ليحقق لإسرائيل في سنوات قليلة ما عجزت عن تحقيقه طوال مدة احتلالها للأراضي الفلسطينية.
وفي سياق "ما اعتبر" تفاعل من القناة القطرية مع القرار، كشف كبير مديري مكاتب قناة الجزيرة في فلسطين المحتلة، الإسرائيلي من أصل عربي وليد العمرى، لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه لا يصدق أن تغلق إسرائيل مكاتب القناة، لأن هذا الأمر لن ينجح في المحكمة العليا، موضحا أن المكتب واجه في السابق ثلاث محاولات لإغلاقه. وأضاف العمري، في اعتراف ضمني بالدور التطبيعي الخبيث للقناة القطرية: "إن المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي ورئيس الحكومة الإسرائيلية نفسه، والخبراء والمحللين الإسرائيليين يأتون ويعرضون الموقف الإسرائيلي لدى الجزيرة"، وتساءل العمري: "أين تجد قناة عربية أخرى تشارك إسرائيليين وتسمح لهم بإجراء لقاءات معهم بالعبرية" !!!
تسريبات توثق للعلاقة بين الموساد و"الجزيرة"
عندما قلنا إن الجزيرة لعبت دوراً مهما في الحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي، لم ننطلق من فراغ ولم نتهم المنصة بما لا يليق، فهذه صفيحة "هآرتس" الإسرائيلية، تكشف عن تورط جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" بتسريب وثائق إلى قناة الجزيرة والغارديان لاستغلالها إعلامياً، وتتعلق بصفقات بيع أسلحة لإيران وكذا التعاون العسكري بين حكومات إفريقيا وبين إسرائيل.
ومع توالي التسريبات، اتجهت مجموعة من الأصوات الحقوقية، في الداخل الإسرائيلي، إلى توجيه اتهام رسمي للحكومة الإسرائيلية بتسريب أسرار الدولة لدول ومؤسسات مجاورة، خاصة لقناة "الجزيرة"، بغرض إثارة البلبلة في المنطقة وعدم التوصل لحلول حقيقية في الشرق الأوسط، متهمين الجزيرة بمساعدة تل أبيب لإحداث حالة اللا استقرار بالمنطقة.
التعاون الإعلامي ثمرة للثقة السياسية بين الدوحة وتل أبيب:
على هذا المستوى، يعترف "ليئور بن دور"، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإسرائيلية، بوجود تعاون إعلامي على أعلى مستوى بين إسرائيل وقطر، هذا الأخير، كما أشار إلى الدعم الكامل الذي حظيت به الجزيرة والطاقم الذي يعمل معها، طيلة مدة تواجدها بإسرائيل، من طرف الخارجية الإسرائيلية، مؤكداً أن هناك تفاهماً استراتيجياً واسعاً بين الطرفين وأن هناك الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين إسرائيل وقطر في المنطقة.
من جانب آخر، كشف كتاب جد مهم بعنوان "قطر هذا الصديق الذي يريد بنا شرّا"، مجموعة من المعطيات تناولت إحداها سياقات تأسيس قناة الجزيرة القطرية والأهداف الغامضة من وراء ذلك، وحسب كل من "نيكولا بو" و"جاك ماري بورجيه"، مؤلفي الكتاب وأصحاب خبرة كبيرة في مجال الصحافة التحقيقية، فإن إطلاق قناة الجزيرة كانت، في الأصل، فكرة يهودية، حسب تعبيرهم، حيث عمل على تنفيذها الأخوان ديفيد وجان فريدمان وهما يهوديان فرنسيان، وعن طريق أعضاء في منظمة الايباك، لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية، تمكنا من إقناع أمير قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني بهذا الأمر، حيث رأوا فيه النموذج المثالي لفتح أبواب العالم العربي لإسرائيل.
صحافي من "داخل البيت" يفضح
واقع التطبيع مع "إسرائيل"
بقي أن نعرض لشهادة أحد الوجوه الصحافية التي اشتغلت في القناة، وهو المصور محمد فوزي، والذي يروي شهاداته الصادمة حول حجم العلاقات الاستراتيجية التي كانت تربط قطر بإسرائيل والتي كانت من خلالها الجزيرة "محور الضبط والربط"، وآلية التواصل اليومية لتقريب وجهات النظر وتوجيه السياسة الثنائية بين الدوحة وتل أبيب. في هذا الصدد، غالبا ما تغيب الرؤية الموضوعية عندما يكون المرء في قلب مؤسسة إعلامية تتجاذبه الأحداث والمهام وضغط ظروف العمل، ليكتشف، بعد الابتعاد عن أجواء المؤسسة وإعادة النظر إلى التواريخ والأحداث بعيون باردة، حجم الوهم الذي عاشه جزء كبير من المكون الصحافي داخل القناة القطرية، اعتقادا منهم أنهم كانوا إنما يقدمون خدمة جليلة للمشاهد العربي ورسالة نبيلة للأمة الإسلامية.
محمد فوزي، المصور المصري الذي اشتغل 12 عاماً في قناة الجزيرة، والمحكوم غيابياً في مصر بالسجن عشر سنوات، على خلفية ما عرف إعلاميا ب"خلية ماريوت" والتي أدين من خلالها بتهمة تلفيق الأخبار والتآمر مع جماعة الإخوان عبر منصة قناة الجزيرة.
يروي محمد فوزي حالة الصحافي الأميركي "كلايتون سويشر"، عين المخابرات الأميركية على القناة، حسب شهادته، وفى نفس الوقت المؤتمن من جانب القطريين على أدق الأسرار والتفاصيل. كما تطرق محمد فوزي لمجموعة من الأسرار تم التعتيم عليها من طرف القناة القطرية، ومنها ما وقع يوم 14 أبريل 2008 حين كانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، آنذاك، تسيبي ليفنى ضيفة "شرف" على الدوحة، بعدما تواصلت مع الديوان الأميري القطري، حيث طلبت عقد لقاء مع أطر وإدارة قناة الجزيرة "للاتفاق على آلية العمل المستقبلية بين القناة وتل أبيب".
سيرتب الديوان الأميري للقاء، الذى تم في فندق شيراتون الدوحة، حيث حضره كبار أطر وإداريي القناة، ويروي محمد فوزى أن الصحفي "كلايتون" استدعاه وطلب منه التوجه إلى فندق "شيراتون الدوحة" لتصوير لقاء "ليفني" مع قيادات الجزيرة، وبالفعل ذهب فوزى مع "كلايتون" ليتفاجئ، بعده، وضاح خنفر بوجود المصور فوزي ويطلب منه مغادرة الفندق على الفور.
ويذكر فوزي أن الاجتماع انتهى بموافقة "ليفني" على إرسال وفد رفيع المستوى إلى قطر للاجتماع بأطر القناة الفضائية لبحث مؤاخذات إسرائيل على عدم توازن الجزيرة وانحيازها خلال تغطية الأحداث، حسب زعمها.
يذكر أن هذا اللقاء سبقه اجتماع لليفني مع الأمير السابق لقطر، حمد بن خليفة آل ثانى، ورئيس وزرائه حمد بن جاسم بن جبر، والذى شهد ترتيبات سياسية وأمنية واقتصادية بين الدوحة وتل أبيب، والأهم من ذلك أن أمير قطر كلف رئيس وزرائه بإبلاغ مسؤولي الجزيرة بتنفيذ كل ما تطلبه ليفنى خلال اجتماعها معهم، دائما حسب إفادة الصحاليفنى طلبت من الديوان الأميري القطري عقد لقاء مع إدارة (الجزيرة) "للاتفاق على آلية العمل المستقبلية بين القناة وتل أبيب"في محمد فوزي.
ختاما يمكن القول بأن قناة الجزيرة القطرية لم تكن في يوم من الأيام منصة إعلامية "عادية" بأهداف بريئة، وإنما كانت أداة في يد النظام القطري والقوى العظمى لإعادة رسم خارطة المنطقة، وفق مخططات خبيثة وأجندات شيطانية لا يمكن أن تمت لنبل الرسالة الإعلامية بصلة.
ليئور بن دور
تسيبني ليفني
المصور السابق في الجزيرة محمد فوزي
أيوب قرا
وليد العمري
بنيامين نتنياهو
Your browser does not support the video tag.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.