يقول الروائي التركي أورهان باموق: «لكل مدينة صوت لا يمكن أن يُسمع في غيرها، صوت يعرفه جيدًا كل هؤلاء الذين يعيشون في المدينة ويتشاركون فيه كأحد الأسرار: صفارة المترو في باريس، وطنين الدراجات البخارية في روما، والأزيز الغريب في نيويورك» وإذا جاز لي أن أُعرّف الصوت الذي يمكن لمحافظة الزلفي أن تُعرف به، فلا أظن أنها ستكون بعيدة عن روما الإيطالية، حيث الدراجات النارية التي تقودها العمالة الوافدة تملأ الشوارع والأحياء بأصواتها المزعجة وأدخنتها الخانقة، لكن الفرق يكمن في أن دراجات روما تسير بلوحات ورخص، عكس ما نراه في الزلفي، حيث تجد العمالة تقودها بأريحية دون وجود لوحات عليها، ولا نعلم من منهم يحوز على رخصة القيادة الخاصة بهذه الدراجات! أعلم أن محافظات عدة تعاني بشكل أو بآخر من هذه الظاهرة، لكن ليس بالحجم والنوعية الذي نراه في الزلفي، حيث نجد محافظات تمنع سير جميع الأنواع ما لم تكن مستوفية للمتطلبات النظامية من لوحات ورخص وخلافه، ومحافظات أخرى تمنع الدراجات الكبيرة وتغض الطرف عن تلك الصغيرة، لكن الباب عندنا في الزلفي مفتوح على مصراعيه لكل أنواع الدراجات المخالفة، خصوصاً ذات الحجم الكبير التي تنتشر بشكل مزعج وبكثافة في الشوارع والأحياء دون أي رادع. عندما أرى هذا الانتشار لهذه الدراجات المخالفة وبأعداد متزايدة في المحافظة، أقول لعل في تطبيق النظام عليها استحالة أو حتى صعوبة، وإلا لما ترُكت هكذا وفي مخالفة صريحة لنظام المرور، لكنني في كل مرة أزور فيها محافظة المجمعة (لا تبعد عن الزلفي أكثر من 75 كلم)، ولا أرَ فيها وجودًا لهذه الدراجات المخالفة، نتيجة للتطبيق الصارم للنظام، يتأكد لي أن تطبيق النظام عليها سهل، لكن الأمر يحتاج إلى إرادة فقط. ولماذا نبعد، حتى في الزلفي نفسها شاهدت دراجات نارية بلوحات، لكن عددها لا يتجاوز أصابع اليدين. وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن بإمكان العامل من هؤلاء استيفاء كل المتطلبات والاشتراطات الخاصة بهذه الدراجات، لكن وكأني بلسان حالهم يقول: لماذا نسعى لذلك وندفع ولا أحد يسألنا عن شيء أو يحاسبنا. سعادة مدير الإدارة العامة للمرور، عذرًا إن أثقلت عليكم، لكن ليس في اليد حيلة، فقد أتينا الدور من أبوابها ولم نجد جوابًا، ولم يبق لنا إلا التوجه لكم بهذا الطلب، في ضرورة تطبيق النظام عليها ومنع سيرها دون لوحات وكذلك التأكد من حيازة قائديها للرخص وكلنا ثقة في أننا سنجد الجواب قريبًا وعلى أرض الميدان. عبدالله بن دعفس الدعفس Your browser does not support the video tag.