شهد شهر مارس وكبقية الأشهر انتهاكاً منظماً لحقوق الإنسان في إيران، وتزداد حالة انتهاك حقوق الإنسان والضغوطات التي تمارسها حكومة إيران على مختلف الشرائح بالمجتمع، ولكن في المقابل يتم حرمان السجناء من أي دفاع قانوني، حيث يستخدمون آخر الطرق وأصعبها (الإضراب عن الطعام) للحصول على حقوقهم، وشهد شهر مارس حالات عديدة للإضراب عن الطعام ومنهم سهيل عربي وكلرخ إيرايي وحميد رضا أميني والمحامي عبدالفتاح سلطاني وأرجنك داوودي السجين السياسي الطاعن في العمر، وولي الله تقيزاده وحمزة درويش. كما خاض مجموعة من السجناء السياسيين المحبوسين في سجني إيفين وكوهردشت في الثلاثة أيام الأخيرة للعام الإيراني احتجاجاً على انتهاكات لحقوق الإنسان. وفي المقابل لم تحرك حكومة إيران ساكناً تلبية للمطالب الحقة، وإنما انهالت عليهم بالضرب والشتم لممارسة المزيد من الضغوط على هؤلاء السجناء. مناخ السجون لا يزال السجناء يحرمون من أبسط الإمكانيات التموينية والصحية والعناية الطبية، وفيما يلي صورة موجزة عن ظروف تجري داخل بعض السجون: سجن قرجك ورامين للنساء تصف السجنية المطلق سراحها زهرة أسدبور التي اعتقلت 8 مارس ونقلت إلى سجن قرجك ورامين، ظروف السجن بأنها موسفة للغاية، وأكدت على أن المياه الصالحة للشرب في هذا السجن من الصعب الحصول عليها ويجب شراؤها، ولا توجد إمكانيات صحية للنساء، وفي جناح الأمهات يسجن أعداد كبيرة من الأطفال مع أمهاتهن حيث لا يتمتعن بأبسط إمكانيات ترفيهية وصحية وتعليمية. سجن سراوان بحسب التقارير الواردة تمارس ضغوط هائلة على السجناء نتيجة سوء الإدارة والفساد الإداري، ويتم إدخال المخدرات من قبل المسؤولين بشكل منهجي، ونتيجة الضغوط الشديدة في السجن ووجود المخدرات، تعاطى عدد كثير من السجناء المخدرات، والظروف الصحية والعنايات الطبية مؤسفة، وعلى سبيل المثال يحق لكل 600 سجين ساعة واحدة في كل أسبوع من أجل الموعد الطبي في مركز الصحة. كما تفشى مرض السل في السجن حيث أصيب عدد من السجناء بالسل منهم: يعقوب دامني وحميد شيرزاد وهما محرومان من العناية الطبية. كما قضى سجين من أهالي بلوشستان يدعى عبدالرؤوف باهنك نحبه في سجن سراوان نتيجة الإصابة بمرض السل، وعدم الاهتمام به من قبل مسؤولي السجن. سجن خورين في ورامين منذ الإثنين 19 مارس، قطع الماء في سجن خورين في ورامين لمدة ثلاثة أيام، مما عرض السجناء لمشكلات صحية وطبية، غير أن مسؤولي السجن لم يحركوا ساكناً لمعالجة هذه القضية، وخلال هذه الأيام الثلاثة اضطر السجناء إلى شراء المياه الصالحة للشرب بأسعار عالية جداً. ونظراً لرضوخ 80 % من المواطنين الإيرانيين تحت خط الفقر بات بيع الأعضاء كمصدر رزق لهم، وعلى سبيل المثال أعلنت مينا (19 عاماً) من أهالي مدينة أصفهان أنها تنوي بيع إحدى كليتيها، وجزء من كبدها من أجل توفير المال لإعالة أهلها ولتغطية تكاليف الدراسة بحسب مانقلته وكالة أنباء تابناك. وفي هذا الجانب تحدث مهدي عقبائي عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وقال: «ظاهرة الفقر والجوع في إيران وصلت إلى حد لم يستطع النظام من إخفائها، بحيث أنه في الصفحة الأولى نشرت الصحيفة الحكومية (جهان صنعت) في تاريخ الأحد 8 أبريل نقلاً عن أحد علماء الاقتصاد والباحثين بأنه بناءً على حسابات (خط الفقر المطلق) في إيران، 33 % من سكان البلد ما يقارب 26 مليون شخص يعانون من الفقر المطلق و6 % يعيشون تحت خط الفاقه». هذا في الوقت الذي ذكرت فيه وكالة الأنباء ايسنا، استنادا إلى هذه الحسابات، أن «خط الفقر المطلق» بالنسبة للمناطق المحرومة هو 50 % من المناطق الحضرية ومناطق المدن. وأضاف عقبائي، طريقة حساب خط الفقر في إيران يتم التعبير عنها بطرق مختلفة، ولهذا السبب يتم الإعلان عن أرقام مختلفة حول إحصائيات الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر، ويحاول النظام إظهارها أقل بكثير مما هي في الواقع. وأكثر من عضو برلماني في جلسة علنية للبرلمان الأحد قالوا:»إن نتائج العملية الإحصائية التي استمرت ستة سنوات لوزارة التعاون والعمل والرعاية الاجتماعية فإن 80 % من سكان إيران يعيشون تحت خط الفقر». وأكدعقبائي وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الحكومية أن دخل الأسرة لايغطي تكاليف الطعام في حين أن للناس أيضاً نفقات أخرى كالسكن والملابس والمواصلات. صرخات الملايين من المواطنين الإيرانيين ضد الجوع والفقر والغلاء والنهب للممتلكات الوطنية، والتي بدأت في أواخر ديسمبر 2017 في مشهد، وانتشرت على مدى أسبوعين إلى 142 مدينة في جميع أنحاء إيران؛ والآن توصل الجميع إلى استنتاج مفاده أن السبيل الوحيد للخروج من هذه المعضلات هو الإطاحة بحكم الملالي، والشعب والمقاومة الإيرانية بدأوا الانتفاضة الإيرانية بتشكيل ألف مركز للثورة على طول إيران، وسينهون من خلالها حكم الجهل والظلام. Your browser does not support the video tag.