لمملكتنا الغالية موقع ملحوظ على الخريطة العالمية لا يمكن تجاهله وذلك لدورها الدبلوماسي المحوري ولمواقفها السياسية المتزنة والقائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير؛ كما يتمتع وطننا العزيز بموارد وثقل اقتصادي تنافسي ومؤثر عالمياً ولا يمكن تجاوزه وذلك لحسن سياساتها الاقتصادية الحكيمة التي تدعم استقرار الأسواق وتوازن بين المصالح الوطنية والحاجات الخارجية، وما عضويتها في مجموعة العشرين إلا دليل على ذلك؛ كما للوطن حضوره الإنساني الذي يعكس جزالة عطائه والقائم على مد يد العون وتقديم المساعدة إلى كل محتاج في جميع أنحاء العالم؛ والأهم من كل ما سبق هو ما تحظى به بلاد التوحيد ومهبط الوحي وحاضنة الحرمين وقبلة المسلمين من مكانة عالية ومنزله رفيعة في قلوب المسلمين كافة؛ هذا فضلاً عن العمق العربي الأصيل والموقع الجغرافي الاستراتيجي وثراء التنوع الثقافي، بجانب ما يتمتع به الوطن من استقرار أمني وانسجام سياسي بين الحاكم والمحكوم مما أكسب وطننا الغالي ثقة واحترام جميع الدول. حضور المملكة في المشهد العالمي في السنوات القريبة الماضية لا يحتاج لبرهان، فقد ساهم الوطن ذاتياً على سبيل المثال في تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وآخر لمكافحة تمويل الإرهاب، وكذلك مركز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بجانب الحضور الفعال والمؤثر دون حصر في كثير من المنظمات الدولية القائمة، وما الموافقة على تأسيس ما اقترحته المملكة من مراكز دولية أو ما تقوم به من حضور ذي تأثير في المنظمات الدولية الأخرى إلا تتويج لهذه المكانة، وتقدير لجهود الوطن سواء في نشر قيم السلام الدولي ومبادئ التسامح الإنساني، ومباركة لمساعيه في تحقيق الأمن والسلم الدوليين لجميع شعوب العالم بشكل عام، بجانب ما تم تأسيسه من مراكز محلية والتي يمتد أثر عملها إلى خارج نطاق الوطن وتستفيد منه الإنسانية في جميع أنحاء المعمورة من خلال ما يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف من جهود. لكننا اليوم كذلك نعيش في هذا العهد الميمون حضوراً مختلفاً لا يضاهيه حضور عبر ما نلمسه ونشاهده من جهود وحراك محوري يقوده ولي العهد لهيكلة متنوعة المسارات ومتعددة التطلعات، تتسم بجزالة حاضر وتعتز بأصالة ماضٍ وتؤسس لمستقبل زاهر؛ رؤية طموحة أخذت على عاتقها نقل الوطن بكامل مكونات مجتمعه ومنظومات قطاعاته لمرحلة تتناسب ومكانة مملكتنا الغالية وتلبي طموحات شعبها الأبي؛ وكل ظهور أو حضور لمهندس هذه الرؤية في المشهد المحلي أو العالمي يبث مزيداً من الاطمئنان عن رحلة ومسيرة التغيير في هذا الوطن الغالي. Your browser does not support the video tag.