لا تؤجر عقلك

غياب الاعتدال يسقط من يجعل التسرع عنواناً لتفكيره حينما ينساق بسذاجة إلى تصديق حكايات تعج بها أضواء الشاشات الصغيرة والكبيرة، الشائعات آفة استقرار المجتمعات ولا تربك عناصر الاستقرار فحسب بل تسهم في إعاقة برامج التنمية.. كيف لا؟ وهي تقلب الحقائق رأساً على عقب، ناهيك عن تأجيجها للخلافات والافتراءت التي تستند على الكذب.
تضاؤل تأثير الوازع الديني يفضي إلى إضعاف دور القيم، فإذا غاب التأثير في استشعار المخالفة فليس ثمة شعور بالذنب "وهذا دور اللي يدرعم ويطير بالعجة" ويصدق كل ما ينشر ويؤجر عقله وفقاً لرغبات الآخرين وأهوائهم، وآمل ألا ينتهي بالتمليك، ليس ثمة أقسى من انتهاك القناعات وزرع بذور التشكيك وإنهاك الثقة. الاستدراج على هذا النحو يرهن الإرادة لا نقصاً بالقدرة والمهارة؛ بل في التخلي عن الثقة بالنفس ورهن القناعة في مزاد المتسلقين.
لا يمكن بحال من الأحوال القضاء على الشائعات والاستحواذ على العقول على هذا النحو المؤسف بقدر ما يتطلب محاربتها ملء الفراغ وعدم ترك المساحات في العقول مسرحاً للعبث بالقيم والمبادئ.. إن تمرير الرسائل المعبرة والنماذج المؤثرة في العقول يمكن أن يقوم به المسرح، المخزون الإبداعي تفجرت طاقاته لدى السعوديين من خلال وسائل التواصل المتطورة حيث المهارات المبعثرة والقدرات المتنوعة والتي هي بحاجة إلى الاحتواء والتدريب والتطوير، وهذا ما يتطلب بدون شك إنشاء معاهد متخصصة بالفنون المسرحية، المسرح أبو الفنون وهو أقوى وسيلة اتصال بين الشعوب والتناغم مع محيطها.. في حين أن الاهتمام بالمسرح وتغذيته بالنصوص الجيدة والمعبرة سيكون من أبرز روافد التنمية الفكرية والاقتصادية والاجتماعية بل والإعلامية.
تجربتنا الرائدة في ترسيخ الاستقرار - بفضل الله - ومعاني حب الوطن التي تعيش مع كل سعودي وسعودية بفخر واعتزاز أحد الأمثلة الحية، لا يوجد لدينا أزمة في النص فلدينا كتّاب وكاتبات على أعلى مستوى. النص الجيد، المهارات العالية، المقرات النموذجية ستشكل بإذن الله رسائل حب وسلام لكل من يحب السلام.. من هنا نستطيع أن نحاصر الشائعات ونضيق عليها المكان.
الأمن الفكري، الأمن الاجتماعي والاقتصادي أسس ثابتة سيرسخها المسرح بإذن الله، ثم بجهود السعوديين الذين سيحققون طفرة مسرحية مذهلة لاسيما وأن تراثنا يزخر بالقيم الجميلة المستمدة من شرع الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام. كوادر فتية شابة لديها ما تقدمه لنقل مآثر النهضة والسلام للعالم أجمع فضلاً عن إثرائها السياحة وتشكيلها مصدر دخل قومي لا يستهان به.
Your browser does not support the video tag.