«لورانس شابيرو» مؤسس ورئيس المركز الخاص بعلم النفس التطبيقي في ولاية بنسيلفانيا له مبحثٌ هام ومنه.. «إن على الأب أو الأم أن يضع نفسه في حالة اهتمام وتعاطف وأن يستمع للابن بجدية وتفاؤل لاتجاهاته دون أن يزعجه، تقابل عيون الأب أو الأم عيون الابن بمحبة.. وإن من الضروري في هذا الموقف أن نجبر أنفسنا على أن نؤجل اللهجة «الموجهة» بأسئلتنا.. وأن نسمح للحب أن يطل من أعيننا، هنا ينتقل هذا الإحساس الجميل إلى أعماق الابن، وهنا لن يلجأ الابن إلى الصمت أو الشكوى منك ومن أوامرك أو التوسل إليك حتى تمتنع عن مساءلته.. وفي العادة إذا ما قابل الأب أو الأم الابن بلهجة فيها أوامر وتوجيهات ونصائح وتهديد.. فإن الابن ينزلق إلى الصمت، أو إلى الشكوى من الأب نفسه..».. ومما سبق، وبعد بدء الفصل الثاني من عامنا الدراسي الحالي، ما أول سؤال ستقابل به ابنك بعد يومه الدراسي؟!. أعتقد أنها الأسئلة الدراجة الأزليّة في قاموس «الأبوّة» المباشرة بعد عودته من المدرسة حرصاً.. ليبدأ بماذا درست اليوم؟ هل سُلمت جميع المقررات الدراسية؟ ومن هم معلموك هذا الفصل..؟ نعم هي أسئلة تمتد «حرصاً» لاشك، لتمتد بعد أسبوع وأسابيع من تاريخه إلى الأسئلة المعتادة، وبأسوأ اسم استفهام «كميّ» نستعمله في تعليمنا.. كم درساً أخذته اليوم؟ وكم واجباً عندك اليوم، وكم وكم ...؟! حتى يتمنى الابن إذا ما دخل إلى المنزل من مدرسته أن يعود «أدراجه» من أسئلة متعبة تدعو للكدر والتذمر لأنها لم تكن في «وقتها»، وكما قيل: «كأنك تسأل شخصاً بعد انتهائكما من تناول وجبة دسمة هل أنت جائع الآن؟!. ومنه بالطبع، يخرسُ الآباء أبناءهم، وجعلوا إرهاصات «الحوار» يبقى أحادياً من طرفٍ «وصائي»، يتحول فيه الآباء في نظر أبنائهم إلى محققين يعتقدون أنهم يبنون بحرصهم وأسئلتهم مستقبلاً جيداً لأبنائهم، والواقع يقول أن الآباء انتقلوا من «أصدقاء» حقيقيين ينبغي أن يكونوا إلى أشخاص يبحثون عن محاسبة من مبدأ جهل «الحرص» الأبويّ.. والذي قد يمتدّ إلى محاور أخرى في تفاصيل حياتهم دون إنصات لرغباتهم واتجاهاتهم أولاً..!. أخيراً، دعونا نتخيل نفسيّاً –ودون ترفٍ- قد يعتقده البعض، أن ذلك الابن يعرف أن والديه دائماً سيدخلان معه في نقاش حميم مفعم بالإصغاء والتفاهم الخالي من الاستجوابات الدراسيّة المملة إلى «اهتمام» ومشاركة ومساعدة في وقتها المناسب، أعتقد إنه سيعود من مدرسته إلى المنزل ركضاً لأنه يشعر أنه يتمتع بود وصداقة مع أفراد أسرته.. ولأنه أيضاً تخلص من يوم دراسي «ممل» كذلك !. Your browser does not support the video tag.