قد يكون البعض على قناعة أن مشاركة يسرا في أغنية "3 دقات" مع مغنيها الأصلي "أبو" الذي لحنها بينما كتب كلماتها تامر حبيب هي السبب خلف النجاح الكبير وغير المفهوم للأغنية، في حين يعتقد البعض أنه وبعدما تخطت الأغنية حاجز الثمانين مليون مشاهدة في هذه الفترة الوجيزة فالسبب يعود لمشاركة نجوم آخرين في فيديو كليب الأغنية وفي مقدمتهم شيرين وأحمد مالك وجميلة عوض وغيرهم، بينما ذهب آخرون إلى المناسبة التي أُطلقت بها الأغنية والتي كانت مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولى والتركيز على سحر المكان وطبيعة الحياة فيه. نجاح "تلات دقات" الذي وصل لكل أنحاء العالم، فظهر شباب أجانب يعزفونها ويغنونها على "اليوتيوب"، ليس إلا "خلطة سعادة" من عدة عناصر اجتمعت وخلقت هذا النجاح، أي أن الفضل لا يعود ليسرا أو تامر أو أبو أو نجوم الفيديو كليب أو حتى لمهرجان الجونة السينمائي، بل للكلمات البسيطة واللحن القائم على الفرح، والهدوء والتناغم في أداء النجوم سواء من غنوها أو من مثلوا بها، والأهم للتسويق الذكي الذي استغل المناسبة المهمة، وسحر المكان، وشرقية الأغنية التي خالفت موجة الأغاني المستوردة الآلات.. ببساطة "تلات دقات" خلطة سعادة غمرت المشاهد العربي وتسرب تأثيرها للمشاهد الأجنبي. هذه الحالة التي مرت بها "تلات دقات" ليست جديدة، بل تكررت سابقاً مع أغانٍ لم يُفهم سبب رواجها وانتشارها، بل وبقائها على قيد الحياة حتى اللحظة بنفس السحر والتأثير، كأغنية "يا واد يا تقيل" و"يا صبابين الشاي" وغيرها أغنيات لم تؤدها أصوات مخملية، ولم يغنيها مطربون صف أول، بل ببساطة تقاسمت عاملاً مشتركاً واحداً، وهو "خلطة السعادة"، فتسمعها كل مرة لتجد نفسك تتمايل مع أنغامها وتردد كلماتها بفرح. الأغنية السعيدة لا تتطلب نجم غناء لامع، ولا لحناً نادراً أو كلمات عميقة، الأغنية السعيدة حالة تكتمل عندما تجتمع بها عناصر من نوع خاص، مؤدٍ مختلف عن منافسيه، كلمات قريبة من قلب الصغير والكبير، وجمل موسيقية تحرك سامعها من الداخل قبل أن يبدأ فعلياً في الانسجام معها بالحركات، ورقّة في التنفيذ.. الأغنية السعيدة هي الأغنية التي تتوحد عند سماعها كل الوجوه وترفع شعار الابتسامة والتمايل والتحليق. وبرغم أن يسرا شخصياً تعتقد أن "الحب" الذي غلف هذه الأغنية أداءً وتمثيلاً هو السبب خلف نجاحها الكبير، إلا أن الحب لم يكن ميزة "تلات دقات" الفريدة من نوعها، فالكل غنى للحب وعن الحب، والكل حاول أن يصور الحب في أجمل أشكاله عبر بعض الأغنيات، وحتى عبر الفيديو كليبات، لكنها ببساطة "خلطة السعادة" السحرية التي يصعب على صناع العمل أنفسهم خلقها مرة أخرى، حتى وإن استخدموا نفس العناصر التي استخدموها بهذه الأغنية وبنفس المعايير.. "تلات دقات" حالة من الصعب جداً أن تتكرر. Your browser does not support the video tag.