قامت سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن بالتعاون مع جامعة دار الحكمة بإطلاق معرض فنّي للنساء السعوديات يعرض أعمالاً فنية تضيء جانبا جديدا من المملكة مايزال مجهولاً بالنسبة للأميركيين وهو الجانب التراثي؛ حيث قدّمت الطالبات ابتكاراتهن بطريقة عصرية تربط الماضي بالحاضر وتخلق الفضول عند المتابع الغربي ليتعرّف على عمق الحضارة السعودية كنقطة انطلاق نحو تجربة سياحية سعودية يكتشفها العالم عبر سلسلة من النشاطات والفعاليات التي تقيمها مؤسسات المملكة لنقل الوجه الحضاري للبلاد والصورة الحقيقية للإنسان السعودي الذي نجح في الحفاظ على تراثه بأدق تفاصيله، رغم أن شعب المملكة يعتبر من أكثر الشعوب إقبالاً على آخر الابتكارات العلمية والحضارية والتكنولوجية. وكان للرياض حديث مع بعض طالبات دار الحكمة اللواتي لفتن الحضور بأعمال إبداعية في ميادين علمية تتجنبها النساء لصعوبتها والوقت الطويل الذي تطلبه حتى في دول غربية متقدمة. تقول ديمة الحمراني وهي مصممة "رسوم متحركة": إنها حاولت جمع الحضارة القديمة والتطور الحالي في المملكة من خلال لوحات فنية تعرض التراث السعودي وامتزاجه ومجاراته للحاضر فتخلط ديمة في لوحاتها بين الغمرة القديمة والحنة الذهبية الحديثة. وتؤكد بأنها "طريقة لنعرض للمشاهد الغربي تجدد الثقافة السعودية وعدم تخلي الإنسان السعودي عن تراثه بل تطويره ليماشي المتغيرات"، مضيفة "كامرأة سعودية اليوم وفي ظل الرؤية الجديدة أنا أكثر ثقة بنفسي، وطموحاتي لا يحدها شيء، ففرصة عرض أعمالنا الفنية في عاصمة ذات ثقل كواشنطن فرصة كبيرة جداً تشرفنا وتفتح الأفق أمام طموحاتنا". وتقول لمى البلوي خريجة "تصميم أزياء": "الفن هو شغفي منذ الصغر كما أحب الرسم كثيراً، ومساهمتي في المعرض كانت عبر لوحات لشخصيات ترمز للبداوة وتفاصيل حياة البدو ببساطتهم وصلابتهم وعزمهم وقسوتهم وأملهم بالله الذي لا ينقطع، والرسالة التي أرغب بتوصيلها هي الجوانب التي لا يعرفها الإنسان الغربي عن تفاصيل حياة البدو وشهامتهم ووفائهم بلغة الفن ليقرأ ثقافتنا حتى من لا يقرأ حروفنا العربية". أما بشائر الخياط خريجة "جرافيك ديزاين" من دار الحكمة فقامت بابتكار يعكس اعتماد المرأة السعودية على قدراتها لتذليل كل التحديات إذ ابتكرت تطبيقاً إلكترونياً يشجع المرأة السعودية على الجري من خلال إيجاد ممشى وصديقة جري قريبة من مركز المستخدمة، كما يمكّن التطبيق المرأة من اختيار المدة المرغوبة للجري والسرعة، وعلى هذا الأساس يجد التطبيق الموقع والصديقة المناسبة للمشاركة في رياضة الجري.. وتعبر بشائر عن تطبيقها بلوحة مصنوعة من الخيوط تمثل امرأة تسحبها للخلف العوائق المختلفة التي تمنعها من ممارسة الرياضة وتقول إن هذا التطبيق سيساعد المرأة ويشجعها على تحدي العوائق التي تمنعها من تحقيق أهدافها الرياضية. وقامت روابي السنوسي وهي خريجة "جرافيك ديزاين" بإسهام فني مميز للمعرض مع 13 زميلة أخرى؛ حيث قمن بتصميم كتاب ملون يحكي 13 قصة تراثية عن الأجداد في المملكة وكلها قصص تعكس حكماً قديمة وإسهامات مهمة لمسنين سعوديين في مختلف أحداث المنطقة، وترى السنوسي أن المرأة السعودية لم تكن مقموعة يوماً ومسألة تمكين المرأة أمر كان موجوداً حتى في السابق إلا أن الفرص اليوم باتت أكثر. وأخيراً تقول رنا الفطاني التي صممت تطبيقاً إلكترونياً وخريطة خاصة للسياح للمنطقة التاريخية في جدة، إن التطبيق والخريطة التي تطلقهما قريباً سيساعدان السائح على معرفة الأماكن التراثية التي تستحق الزيارة في المملكة كما سيساعدانه على تذليل عوائق اختلاف اللغة والجهل بشوارع المدينة، مضيفة بأن إسهامها هذا ليس إلا جزءاً بسيطاً من رد الجميل لبلد منحها مستوى عالياً من التعليم. Your browser does not support the video tag.