بين فترة وأخرى نشهد الإعلان عن إطلاق حملات توعوية لا ينفك القائمون عليها عن التصريح أن الهدف منها هو رفع الوعي الصحي المجتمعي وتعزيز السلوك الإيجابي، وتتزامن هذه الحملات غالبًا الملتقيات العلمية التي تُقام احتفاءً باليوم العالمي أو الأسبوع العالمي لأحد التحديات التي تواجه الصحة، حتى باتت هذه الحملات موسمية وقتية. وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم بهذا الحدث العالمي بعرض أبرز ما تحقق لمواجهة التحدي ومراجعة الدراسات التي تناولت بالبحث والتمحيص الخطط والبرامج المنقذة ومدى تحقيقها للهدف كما يتم فيها استعراض الدراسات التي تناولت التغير في السلوك المجتمعي والتحديات التي تواجهه، نجد أنفسنا نعيد اختراع العجلة وبدلاً من عرض المنجزات التي تم تحقيقها خلال عام نقوم بتنظيم حملات قصيرة المدى، تُقدم في الغالب ما سبق تقديمه دون أن تكون هناك دراسة حقيقة للتأثير الذي قد يكون ناتجًا عن الحملة السابقة، أو تحليل تطور المعرفة لدى المجتمع وتأثير ذلك على السلوك مما يجعنا ندور في نفس الدوامة. هذه الحملات القصيرة التي لا تسبقها دراسة مجتمعية لقياس الاحتياج وتحديد مكامن الخلل ولا تتلوها دراسة لقياس التأثير وتحديد مدى تغير السلوك والوعي المجتمعي هي في الواقع غير فاعلة، ما يجعل الحاجة ماسة إلى البدء في تصميم برامج تتناول التحديات التي تواجه الصحة بشكل عام، وصحة المجتمع على وجه الخصوص بحيث يضم الفريق القائم على تصميم هذه البرامج خبراء ومتخصصين في الصحة والعلوم وعلم الاجتماع وعلم النفس والتقنية، مما يضمن ثراء البرامج وتنوعها وخدمتها لاحتياجات الفئات المستهدفة. إضافة إلى الاستعانة بالمؤثرين في المجتمع من رجال الدين والمثقفين لتعزيز البرامج، والدفع نحو السلوك الإيجابي. ولضمان تحقيق الهدف المرجو من هذه البرامج فلابد من قياس فعاليتها بهدف التقييم والتقويم بصورة دورية. إن ما نحن بحاجة إليه بالفعل برامج وليس حملات ذات أثر آني ما يلبث أن يزول حين ينفض السامر. Your browser does not support the video tag.