على الرغم من مواصلة الناشطين المهتمين بمكافحة هدر الأطعمة والتبذير في الجمعيات الخاصة إلاّ أن التقارير الجديدة لا تزال تؤكد استمرار الفرد في المملكة في هدر كميات كبيرة من الطعام، وتشير إحصاءات وزارة الزراعة السعودية بأن الفاقد والهدر الغذائي يبلغ (49.833) مليار ريال سنوياً، فيما كشف تقرير جديد صادر عن مؤسسة "باريلا" للغذاء والتغذية، عن (25) دولة من الأكثر هدراً للغذاء على مستوى دول العالم. ودعا ناشطون في مجال مكافحة الإسراف والتبذير الأسر السعودية إلى ترشيد استهلاك الأطعمة، خاصةً أن نسبة التبذير التي يرتكبها الفرد في المملكة تعد الأعلى عالمياً، مؤكدين أن نحو مليار شخص على مستوى العالم يعانون من أزمة كبيرة في توفير الغذاء ويعانون من الجوع. وشدّد د. فيصل العزام -باحث وأكاديمي- على أهمية ترشيد الاستهلاك، وقال: إن الإحصاء الجديد الذي أجرته وحدة "ذا إيكونومست إنتلجنس يونت" يشير إلى أن هناك (25) دولة تمثل نحو (87%) من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويشير التقرير إلى أن المملكة الأولى عالمياً، إذ يهدر المواطن السعودي نحو (427) كيلو جراماً من الغذاء سنوياً، ووفقاً لإحصاءات وزارة الزراعة في المملكة بأن الفاقد والهدر الغذائي يبلغ (49.833) مليار ريال سنوياً، وجاءت دولة الإمارات في المركز الرابع حيث يهدر المواطن الإماراتي نحو (196) كيلو جراماً من الأغذية سنوياً، وفي المركز (14) حلت فلسطين إذ يهدر المواطن الفلسطيني نحو (93) كيلو جراماً من الغذاء سنوياً، فيما حلّت مصر في المركز (16)، إذ يهدر المواطن المصري نحو (73) كيلو جراماً من الأغذية عالمياً. وأضاف: جاءت أثيوبيا كأقل الدول هدرا للغذاء، تلتها كل من نيجيريا وجنوب إفريقيا ثم الهند، مبيناً أنه على الرغم أن بعض الدول العربية والنامية على حد سواء ظاهرة يسودها هدر واتلاف الطعام إلاّ أنه لا يزال يعاني بعض مواطني هذه الدول ومن كل الأعمار الفقر والجوع، بل وتسجل مستويات إهدار عالية للأطعمة بسبب العادات والتقاليد الاجتماعية التي تتحكم في أنماط الاستهلاك. وأشار إلى بلوغ الأرقام لحواجز مخيفة جراء الهدر الحاصل، خاصةً أن بعض البلدان تواجه مجاعة، مؤكداً أهمية مساهمة المؤسسات الاجتماعية والمؤسسات الخيرية ووسائل الاعلام والجامعات ووزارة التعليم بما تملكه هذه الجهات من أدوات للحد من هذا الإهدار وهذه الظاهرة. د. فيصل العزام