المستويات المميزة التي قدمها فريق الهلال الأولمبي في البطولة العربية التي تجري الآن في القاهرة والإسكندرية المصريتين كشفت عن وجود مخزون كبير يتمتع به "الزعيم" من الخامات الشابة التي يمكن أن تقود الفريق للبقاء في مقدمة الفرق السعودية من حيث تحقيق البطولات والمنجزات، لكن معظم هذه الأسماء مهددة بالاختفاء وعدم الاستمرارية إن لم تكن جميعها، ذلك أن جلها صعد إلى الفريق الأول المدجج بالنجوم والأسماء اللامعة فضلاً عن القاعدة المتينة من البدلاء الذين يملكون التجربة والخبرة، ما يمنع الفرصة عن غالبية أولئك الذين ذهبوا إلى القاهرة. الأمر ذاته ينسحب على أندية أخرى مثل: النصر والأهلي اللذان يملكان فريقان أولمبيان مميزان بالتزامن مع وجود عدد كبير من النجوم السعوديين وغير السعوديين الذين يشاركون بصفة أساسية فضلاً عن دكتي الاحتياط اللتين يتمتعان بهما، في حين يمكن استبعاد الشباب والاتحاد اللذين يمران بمرحلة تجديد على الصعيد العناصري ويواجهان مشكلات مالية وقضايا وعقوبات تعيق التسجيل خصوصاً لدى الاتحاد ما يعزز من فرص الاستعانة بالشبان الصاعدين من الفريق الأولمبي، في وقت خسر الهلال والأهلي والنصر أموالاً طائلة في تنشئة هؤلاء واحتضان مواهبهم دون الاستفادة منهم، الأمر الذي يؤكد أن الاستثمار في الفئات السنية غير مجدٍ في مثل هذه الأندية التي تبحث عن النجوم الجاهزين القادرين على إبقاء فرقهم في المنافسة. المستفيد الأكبر بكل تأكيد هي فرق الوسط والمؤخرة التي غالباً ما تقوي صفوفها بهذه الأسماء مستغلة تكدس كشوفات "الكبار" بالنجوم ورغبة الأجهزة الفنية لهذه الفرق باستكشاف المواهب لعل أي منها يقدم نفسه بشكل لافت مثلما فعل الظهير الهلالي الأيمن محمد البريك حين تمت إعارته للرائد قبل ثلاثة مواسم وعاد لفريقه أساسياً، في حالة لا تحدث كل موسم وإن حدثت لا تحدث كثيراً، ليبقى السؤال مشروعاً ومنطقياً حول مصير اللاعبين الواعدين وكيفية استفادة أنديتهم منهم في وقت لا يمكن لجماهير فريق ينافس دوماً على الألقاب ولا إدارته أو جهازه الفني الصبر في ظل اشتداد المنافسة. مطلوب من الأندية أن تبحث عن حل لصعود عشرات اللاعبين من الفرق الأولمبية للفريق الأول دون الاستفادة منهم على الرغم من الصرف عليهم وتسجيلهم بمبالغ وإقامة المعسكرات دون فائدة مرجوة على المدى القصير وحتى المتوسط، وربما نشهد في الفترة المقبلة مطالبات بإلغاء الفرق الأولمبية والعودة للنظام السابق بحيث يصعد لاعب درجة الشباب إلى الفريق الأول مباشرة ويجد الفرصة إن كان يملك الموهبة التي تؤهله للبروز بين لاعبي الخبرة.