اليوم العالمي للكتاب هو احتفال يُقام كل عام في 23 من أبريل، بعد أن قررت اليونسكو منذ عام 1995 الاحتفال بالكتاب.. وكان اختيار اليونسكو لهذا التاريخ اختياراً طبيعياً فقد أرادت فيه التعبير عن تقديرها وتقدير العالم أجمع للكتاب والمؤلفين، وذلك عن طريق تشجيع القراءة بين الجميع وبشكل خاص بين الشباب وتشجيع استكشاف المتعة من خلال القراءة وتجديد الاحترام للمساهمات التي لا يمكن إلغاؤها لكل الذين مهدوا الطريق للتقدم الاجتماعي والثقافي للإنسانية جمعاء.. والاحتفال بهذه المناسبة يهدف إلى إثارة العالم أجمع نحو أهمية الكتاب، والتذكير بدوره في حياة الأفراد وتطوير المجتمع ورقيّه.. ويتطلع العالم إلى أن يكون الاحتفال ب «اليوم العالمي للكتاب» يوماً لاستعادة مكانة الكتاب في ظل تزاحم وسائل المعرفة التكنولوجية لجذب القارئ بأي طريقة كانت.. فمهما تعددت وسائل النشر، وخصوصاً التكنولوجية منها مثل الإنترنت ووسائل الإعلام الفضائية، فلن يفقد الكتاب بريقه اللامع، فعلى صفحاته تكون الأسرار، وبين سطوره تأتي الأخبار، وفي نهاياته تكون العبر والآثار. عندما يقرأ الإنسان يبتعد عن الواقع ومشاكله، ويبدأ بالتعرف على نفسه وأين هو في هذا الكون الفسيح، في كل يوم.. بل في كل ساعة أو لحظة.. يمكن للمرء أن يتعلم وأن يعرف جديداً، وفي كل كتاب قد يفتح فصلاً، ويغلق فصلاً من حياته، ويبدأ مع أفق جديد يتسع أمامه. عندما تقرأ كتاباً فأنت تعيشه، وتدخل في عوالم جديدة وقصص غريبة وحكايات ومغامرات.. وتلامس شخصياته.. وقد تتمثل بها، وتؤثر فيك دون شعور. في اليوم العالمي للكتاب قد تكون أجمل هدية تقدمها لأطفالك كتاباً مصوراً يحمل معانيَ جميلة وقصصاً هادفة.. ولتزداد مخيلة طفلك اتساعاً وخصوبة فعليك بإهدائه روايات قصيرة وستجد منه الإلهام والتحليق والسمو. الجميع اليوم تغمره السعادة حين يرى ابنه يقرأ كتاباً.. فلا يضيع وقته الثمين أمام التلفاز أو مع ألعاب الكمبيوتر، ويفرح حين يشاهد شاباً يشتري جريدة حتى لو لم يقرأ إلا الأخبار الرياضية. لا بد أن نزرع في أبنائنا أن الكتاب هو الملاذ لهم إن أرادوا النجاح والتفوق والثقافة، ولكن أين أطفالنا منه اليوم؟ بل أين مكتبة المدرسة التي كنا نتسابق للقراءة فيها والاستعارة منها؟ أعيدوا لهم حب الكتاب بعمل مسابقات للتلخيص والتأليف، وفّروا لهم ما يريدون، امنحوهم الفرصة وأعطوهم التشجيع والتحفيز وسترون النتائج مبهرة بإذن الله. في يوم الكتاب أقترح إحياء دور مكتبة المدرسة.. وإعارة الأطفال كتباً ومناقشتهم فيها بعد ذلك.. أقترح عمل مهرجانات داخل المدارس أو خارجها للقراءة، أقترح إعطاء الطلاب مسابقة يلخصون فيها كتاباً أو قصة قرأوها وأعجبتهم، بدلا من المكوث ساعات خلف الأجهزة التي أخذت منهم حتى طفولتهم.. وفي اليوم العالمي للكتاب تذكروا: أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ