في وقت بات فيه المواطنون يتلمسون أفضل الطرق للحفاظ على ميزانياتهم الشهرية بغية الصمود في وجه المرحلة الاقتصادية التي ألقت بظلالها مؤخراً على البلاد، وفي وقت يعول فيه على الوعي والقدرة على الترشيد، لجأ مواطنون ومقيمون إلى استبدال نظام الإضاءة لمنازلهم بتحويلها إلى إضاءة "الليد"، والتي يأملون أن تكون إحدى أدوات الترشيد وكبح جماح فواتير الكهرباء القادمة. وفي سوق يعج بالغش والبضائع الرديئة، يخشى الناس أن يكونوا قد هربوا من ارتفاع فواتير الكهرباء، ليقعوا في فخ الإضاءة المغشوشة والرديئة، فما يثير توجس المواطنين كمية المضبوطات المغشوشة في سوق الكهرباء، فقد أعدت وزارة التجارة خلال العام المنصرم مخالفة 788 منشأة تتاجر بمصابيح الإضاءة، وتم مصادرة 24 ألف من تلك المصابيح، كما تم استدعاء أكثر من 50 ألفاً من مصابيح الإضاءة للتأكد من جودتها. الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الشعلان -الخبير وأستاذ الهندسة الكهربائية- أكد أن العقدين الماضيين شهدا تطوراً مذهلاً في صناعة وتقنية المصابيح الكهربائية الموفرة للطاقة، مشيراً إلى أنه تم التخلص من المصابيح القديمة ذات السلك الحراري (فتيل التنجستن) المسبب لهدر وإضاعة الطاقة على شكل حرارة لا جدوى منها، وقال: لقد حل محلها تقنيات جديدة من المصابيح الكهربائية (الفلورسنت والهالوجين والليد). وحول ما تحظى به إضاءة "الليد" من اهتمام كبير، أكد أنها تقنية متقدمة في مضمار الإنارة وترشيدها، مبيناً أنها مصنوعة من أشباه الموصلات (الترانزستور) وتتراوح قدراته المقننة ما بين 4 إلى 8 وات مقارنة بالمصابيح العادية (التنجستن) والتي تتراوح ما بين 40 إلى 100 وات، وأشار إلى أن شدة إضاءتها تضاهي تلك التي توفرها المصابيح العادية، وقال: لقد أقبل الناس عليها إقبالا كبيرا لا سيما وأنها مع توفيرها المحسوس للطاقة تتمشى مع الديكورات المنزلية وتضفي بمظهرها الجمالي اللائق حسنا ورونقا في بيئتها المحيطة. وحذر من الاندفاع في شراء إضاءة الليد دون التثبت من جودتها، وقال: إن مصابيح "الليد" كأي منتجات كهربائية أخرى قد تكون عرضة للغش والتقليد ورداءة الإنتاج، مشيراً إلى أن ذلك يظهر في تدني أدائها وقصر عمرها التشغيلي بل وتعرضها للاحتراق بمجرد تشغيلها. وأشار إلى أنه في الغالب فإن المستهلك قد لا يكون بمقدوره التمييز بين الجيد والرديء منها، مؤكداً أن من واجبات الجمارك فحص تلك المنتجات وتعريض عينات منها للاختبارات المعملية الدقيقة للتأكد من جودتها وأصالة تصنيعها إلى جانب شهادات مصدقة من جهات اختبار رسمية في بلد المنتج قبل عملية فسحها والسماح بدخولها للأسواق السعودية. د.عبدالله الشعلان