متضادان لا يلتقيان أبداً؛ التنمية والإرهاب، التنمية المستمرة التي نحن بصددها تحتاج إلى بيئة آمنة حتى تستطيع أن تكون عجلتها في دوران متواصل وصولاً إلى تحقيق أهداف الخطط الموضوعة دون عوائق والإرهاب في مقدمتها. ونحن في بلدنا مستهدفون في أمننا وأماننا واستقرارنا وتنميتنا، كون بلدنا - والحمد لله والمنة - شهد ويشهد قفزات تنموية في وقت قياسي لا يتحقق فيه ما تحقق بالفعل من إنجازات لا يمكن إلا الوقوف لها إعجاباً واحتراماً، وتنميتنا لم تقتصر على المشاريع الكبرى والبنى التحتية، وإن كانت لازالت مستمرة، بل كان المواطن محورها وأساس هدفها، وهذا ما جعل من المملكة محط أنظار دول العالم التي دائماً ما تبدي رغبتها واستعدادها في عقد شراكات إستراتيجية يتم تحقيق الفائدة فيها للطرفين وصولاً إلى تكامل اقتصادي يفتح آفاقاً أوسع من التعاون المشترك. وكون مملكتنا قائدة رائدة للعالمين العربي والإسلامي، وكونها دولة تحتل موقعاً مرموقاً على خارطة المجتمع الدولي فذلك يجعلها هدفاً لحقد حاقدين موتورين يحاولون محاولات يائسة بائسة النيل من أمنها واستقرارها عبر عمليات إرهابية تمكنت أجهزتنا الأمنية بفضل من الله من إحباطها قبل وقوعها وردت كيد الكائدين في نحورهم وحمت -بعد الله - بلادنا من شرورهم. وفي الوقت الذي يحاول فيه أولئك الهدم، نرى المملكة في كل يوم تثبت أنها على قدر المسؤولية في أن تحقق معادلة الأمن والتنمية بكل اقتدار، تحقق المزيد من الإنجاز الوطني المبني على ثوابت واضحة وأهداف تضع مصلحة الوطن والمواطن أساساً لها، وجولة الأمير محمد بن سلمان وبدأها بإسلام أباد وشملت بكين وتختتم في طوكيو تأتي في سياق التنمية المستمرة والعمل على تحقيقها بعقد شراكات سياسية اقتصادية استراتيجية مع دول العالم التي تفيدنا شراكتنا معها في تحقيق أهداف تنميتنا، وبالفعل فقد نتج عن زيارة ولي ولي العهد إلى الصين توقيع خمس عشرة اتفاقية شملت العديد من المجالات التي ستعود بالفائدة على الطرفين، وهذا غيض من فيض. المملكة ماضية بعون الله وتوفيقه في مسيرتها التنموية دون أن تلتفت لأولئك الذين امتهنوا الهدم عوضاً عن البناء، امتهنوا الإفساد في الأرض بدلاً من إحيائها، واتخذوا من قتل الإنسان حرفة دون أن يجعلوا منه عنصراً أساساً في التنمية. المملكة ستسير على الطريق الذي وضعت أسسه تنمية الإنسان والارتقاء به من أجل رفعة الوطن وعزته وشموخه.