يعرف الصناعي الأميركي اندرو كارنجي العمل الجماعي: بأنه القدرة على العمل معاً نحو رؤية مشتركة، ويضيف أنه القدرة على توجيه الإنجازات الفردية باتجاه الأهداف التنظيمية، ويؤكد على أنه الوقود الذي يسمح للناس المشتركة تحقيق نتائج غير مألوفة، كل تلك الآراء التي يؤمن بها الأميركي تتحول إلى أساسيات وإلى قواعد عمل لابد من الانطلاق منها لإنجاح أي مشروع وطني. فإلغاء ال»أنا» والتركيز على العمل الجماعي سيخفي العيوب ويقسم الأدوار بشكل واضح وصريح تاركا للكل فرصة للإبداع وللتواجد في الأضواء فالقمة تacتسع للفريق الفائز دائما بخلاف ما يشاع أنها تتسع لشخص واحد، فروح الفريق قادرة على تلافي أي مشكلات والفريق أيضا يملك قدرة أكبر على تلافي الأخطاء وعلى تلقي الصدمات فأعضاء الفريق سيدعمون بعضهم بعضا في الطريق إلى القمة وسيتسابقون لسد أي خلل. هذا التلاحم والعمل الجماعي نشاهده بوضوح في مواسم الحج مما يجعلها ولله الحمد تحقق نجاحا منقطع النظير فالمتابعة الدقيقة من الحكومة والتواجد الكامل للوزارات المعنية بالإضافة إلى الاجتماعات الدورية لكافة المشاركين كلها عوامل تؤدي إلى ظهور الحج بهذه الصورة المميزة على الرغم من صعوبة المهمة، فالتعامل مع هذا الكم من الحجاج على اختلاف مستوياتهم ولغاتهم وحتى حالاتهم الصحية والنفسية يتطلب جهوداً إضافية من الجميع، وهو ما تدركه القطاعات وتعمل عليه. هذا التعاون المنشود ليس حكرا فقط على الحج أو المناسبات الدينية فالتعاون مطلب رئيس لنجاح أي فعالية نريد أن نحتضنها ونريد لها أن تظهر بشكل مميز يسر الناظرين، من هذه الفعاليات التي تتطلب تنسيقا كبيرا وتفاعلا من كل القطاعات المهرجانات السياحية التي انطلق بعضها وينطلق بعضها في القريب، فهذه المهرجانات تحتاج جهدا كبيرا وتناغما عالي المستوى بين الجهات الحكومية من جهة والقطاع الخاص من جهة أخرى الذي سيكون على قدر المسؤولية فهو يعي جيدا أنه جزء لا يتجزء من خطة التنمية وهو شريك رئيس في نجاح أي فعالية.