الاستقامة .. هي الطريق المؤدي للحياة السعيدة، بالرغم من أن هذا الطريق قد يواجه فيه الإنسان بعض المصاعب، فهذا الطريق يوجد فيها أعداء للاستقامة منهم: الشيطان، النفس، الهوى، أصدقاء السوء الخ ... ولكن يجب على من يريد الاستقامة والتغلب على أعدائها، والبعد عن الانحراف، وأن يسلك الطريق المستقيم، ويترك الطريق المتعرج الذي هو طريق الشيطان والانزلاق في الشهوات والمخاطر .. يقول الشاعر عبد الله بن عبار العنزي: من يرتدي ثوب الشرف ما يعيره ومعنا الكرامة عند الأجواد غالي وفوائد الاستقامة وكرامة النفس كثيرة جداً ومنها أنها تمنح أصحابها المهابة، والقدر الرفيع، وراحة القلب، وكذلك السعادة، وتعجل أيضاً في الرزق وسعته .. ولاشك أن الكثير من الشعراء قد حثوا في أشعارهم الجميلة على اتباع طريق الاستقامة والعدل والبعد عن الطريق المتعرج، كما حذروا من أصدقاء السوء ومجالستهم، وبينوا أن صداقة الأخيار خير ما يكون عوناً وسنداً عند الشدائد بعد الله - عز وجل - كما قال الشاعر محمد بن أحمد السديري: الناس في دنياك كل له أعمال اتبع طريق العدل وأبعد عن العيب درب النقا بين ولك فيه مدخال ومن باق ماله عند ربه مقاضيب وليا رضا حلال عسرات الأقفال لا تلتفت للخلق لوهم مغاضيب والذكر الطيب واتباع أوامر الخالق - عز وجل - واجتناب نواهيه هو أهم شيء يفكر فيه الإنسان في هذه الحياة، لذلك يجب علينا أن نتبع طريق الخير والصواب، وأن نبتعد عن طريق الخطأ والانحراف .. ونعين على الخير، ومساعدة الناس، ونجبر أنفسنا على الاتصاف بالخصال النبيلة، والتحلي بمكارم الأخلاق الحسنة التي تمنح صاحبها الذكر الطيب، وتعود فوائدها بالخير والمسرات على أصحابها .. والشعر الشعبي له أبعاد كبيرة في مثل هذه الأمور الهامة في حياتنا فقد بين لنا الكثير من الأشعار الجميلة التي كانت خلاصة تجارب الشعراء في هذه الحياة الواسعة، والشعر الشعبي يوجد فيه الكثير من الأشعار التي تدل على مدى معرفة شعرائها بالحياة وشؤونها وبعد نظرهم من هذه الأشعار نختار هذه الأبيات المعبرة والمفيدة التي تحث على الاستقامة للشاعر محمد بن عقيل السويلمي: هذه نصحية للوجيه السفيره نصيحة ما أبغى عليها مكافاه اضرب طريق الخير واسلك مسيره ولا تلتفت للناس عوجاه واقداه عمي القلوب وتايهين البصيره عقارب تلدغ ابسمها والافواه وخلك مع اللي حط ربه ذخيره وراع المقاصد لا تسمع لفتواه لو طال عمرك عارف وش مصيره ازبن ولي العرش واتعب على ارضاه