نائب أمير مكة المكرمة وأمراء يواسون آل نصيف    وزارة الصناعة والثروة المعدنية تصدر 144 ترخيصًا صناعيًا جديدًا وتعلن بدء الإنتاج في 113 مصنعًا خلال أغسطس 2025    قطر تلحق بركب المتأهلين    أمير الرياض يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة تأهل المنتخب السعودي لمونديال 2026    توقّع بتوهّجات شمسية الأيام المقبلة    مدارس الرياض تحصل على «التميز»    "الصحراء والبحر" يلتقيان في معرض "آل خليفة"    إنقاذ عشريني من «فطريات أنفية» خطيرة    51.3% من عقود المشاريع بالخليج للسعودية    المنتخبات العربية المتأهلة إلى كأس العالم 2026    رينارد يواصل كتابة التاريخ مع منتخب السعودية    الرجال حسموها    حاضرون وداعمون    5.8 مليارات ريال تداولات الأسهم    اللعب على المصطلحات: صراع اللغة في زمن الإبادة    حينَ تَتكلَّمُ الرِّياضُ... يَصمُتُ الإملاء    ما بين التراث والتاريخ قصة مؤسسة    1.18 مليون موظف بالقطاع العام    المملكة أوقفت الحرب في غزة وتسعى لدولة فلسطينية    تكلفة إعادة إعمار غزة تصل إلى 70 مليار دولار    رونالدو يصبح أفضل هداف في تاريخ تصفيات كأس العالم    سالم الدوسري: تأهل يدل على قوة منتخب السعودية    عون يأمل وقف العمليات الإسرائيلية لبدء التفاوض    قولوا آمين يا هيئة التأمين!    مركز إتمام.. ركيزة التطوير العقاري    بوصلة السلام    غازي القصيبي في الدوحة    مشاركة الجموع عطّلت العقول بالركض خلف الترندات    هيئة وجمعية حقوق الإنسان تبحثان أوجه التعاون    الذهب يرتفع مدفوعاً بتصاعد رهانات خفض الفائدة    متعة الترفيه    90 ألف مراجع لعيادات "الملك خالد" بالخرج    "جمانة" تحقّق ميدالية برونزية مع المنتخب السعودي في البطولة العربية المدرسية لكرة القدم    صدور رواية نبية وبيوت الموت للأديبة والفنانة التشكيلية سعاد عسيري    حزمة كبيرة من المساعدات السعودية تصل غزة    القبض على (7) إثيوبيين في عسير لتهريبهم (120) كجم "قات"    ختام الآيات ومناسباتها وعلاقتها بما قبلها    محافظ تيماء يستقبل مدير المعهد الصناعي الثانوي وفرع الكلية التقنية بتيماء    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يرأس اجتماع اللجنة الدائمة للحج والعمرة    أمير الشرقية يصدر قراراً بتعيين البقعاوي محافظاً للنعيرية    مجلس الوزراء: تعديل نظام مهنة المحاسبة والمراجعة    تجمع الأحساء الصحي يواصل حملة «التبكيرة خيرة» للكشف المبكر عن سرطان الثدي    الملك فهد الجامعي" يفعّل اليوم العالمي للصحة النفسية تحت شعار "لتصل لذاتك"    أمين العاصمة المقدسة يرأس الاجتماع الثالث للجنة الأعمال البلدية والبيئية لتعزيز التكامل التنموي بمكة    امير القصيم يزور محافظة رياض الخبراء    تعليم جازان يتصدر ب 10.8% من المدارس الحكومية المتميزة على مستوى المملكة.    تحذيرات روسية لواشنطن وأوروبا: «توماهوك» قد تشعل مواجهة نووية    إطلاق كائنات فطرية في محمية الوعول    بدعم من القيادة الرشيدة ..مرحلة جديدة نحو المستقبل.. السعودية تتسلم رسميا راية «إكسبو 2030 الرياض»    الكلمة الطيبة.. محفّزة    دعا «هدف» لتطوير برامج دعم توظيف السعوديين.. «الشورى» يطالب الصندوق العقاري بمراجعة البرامج التمويلية    «الأرصاد» : حالة مطرية خلال نوفمبر بمعظم المناطق    «ضمانات» مباشرة لمفاوضي حماس تقود لاتفاق غزة    تخريج أطباء سعوديين من برنامج «القيادة المتقدمة» بأوتاوا    «التخصصي» يعزز ريادته في العلاجات الجينية    المدينة تحتضن ملتقى علمياً لمآثر شيخ الحرم ابن صالح    الوطن أمانة    «الحياة الفطرية»: إجراءات شاملة لصون الطيور المهاجرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرياض: الذاكرة والتحول..!؟
شموس الأزمنة
نشر في الرياض يوم 11 - 12 - 2005

بعد أزقة الدرعية، وحاراتها، ونخيلها، وشعابها، وكهوف جبالها، وامتدادات وادي حنيفة وتنوعاته الجغرافية، وتفرعاته، وتضاريسه، وملاعب الصبا والشباب فيه، ترتبط ذاكرتي بالرياض. ولا تزال متوقفة أو غير قابلة للاستيعاب عند شارع الظهيرة، والعطايف، ودخنة، ومعكال، وسوق السدرة، والصفاة، وأشيقر، وإذا مارست الذاكرة نوعاً من الترف، والبذخ لفضاء المكان والزمان تبرز كما الأحلام الوردية، كما غيمة حبلى في سماء نجد، أمكنة كخنشليلة، وهيت، والمعذر.
الذاكرة ترتبط بالأمكنة، والأمكنة هي إرثنا من التجارب، والفهم، والأخطاء، وربما - أحياناً - الحماقات. وهذه هي مكونات الشخص، وتفاعله الحياتي مع بيئته، وثقافته، وتكوين عقله، ووعيه، والأمكنة هي لحظات زمن، وعمر، وارتباطات حميمة مع التفاصيل، والحكايا، والأحلام، واستشراف مستقبلات لا تكون باذخة بقدر ما تكون محدوديتها انعكاساً مواقع بسيط ومحدود.
إذن:
ذاكرتي توقفت تماماً عند جغرافية معينة لمدينة أحبها كثيراً، وأتماهى مع طبيعتها، ووداعتها، وحماقاتها، وشراستها التي طرأت عليها، لذا فإنني كنت في حالة ارتباك وحذر وتشتت كما طائر مربوط من ذيله عندما تواجدت في الرياض قبل أيام، وتعاملت مع أحيائها وامتداداتها الجديدة في جنوبها، وشرقها، وغربها، وشمالها.
ليست هذه هي الرياض التي كانت في الذاكرة.
ربما لم تكن لدي القدرة على استيعابها، والتعامل معها.
ربما أن الحنين والتماهي مع أمكنة حب، وعلاقات، وصداقات، وأحلام، وأحاديث، وأحداث لا يسمحان لي بمحاولة الاندماج والتكيف مع الامتدادات والتسميات، والمسميات الجديدة، إذ يبدو أن مسمى سوق أشيقر، أو سوق السدرة يحدث زلزالاً في الحنين، ويغوص في نسغ التكوين تجاه مسمى «كارفور» أو «هايبر بندة» التي لا أرى فيها وفي سواها إلا اعتداءات صارخة على مكونات حياة جيل، وذاكرة مدينة، وقبولي بها كحتمية تطور مفاهيم حياتية، واقتصادية، وسكانية، وثقافية لا يعني ضرورة تناغمي معها، أو الاقتراب من تأثيراتها في الوعي، والسلوك، والفهم، وتبديل أفق وفضاءات الذاكرة.
تجاه ردة الفعل من خلال التماس المباشر مع الرياض الأحياء، والامتدادات الجغرافية، والسكانية، ومظاهر الحياة السريعة واللاهثة والاستهلاكية جداً توقفت طويلاً، طويلاً عند الصفحة الأولى مؤطرة في مكتب الزميل الأستاذ رئيس التحرير لأول عدد صدر من جريدة «الرياض» وفي أسفل الصفحة، وعلى امتداد ثمانية أعمدة كتب:
«مع هذا العدد خارطة مدينة الرياض الحديثة، هدية للقارئ..»
تمنيت أن أحصل على هذه الخارطة، لأستعيد عبر الأمكنة، والشوارع والأحياء كل مخزون الحنين والعشق والحب، ورفقه الصبا والشباب والأحلام والتطلعات.
قلت: تلك مدينتي، ذلك عشقنا. أما الرياض الجديدة فقد تعدت على خصوصياتنا. ومفاهيمنا.
هذا شيء.
وشيء آخر.. زاد من غربة الذاكرة.
لقد وجدت الناس يتكلمون لغة جديدة، لغة لا علاقة لي بها. لا أفهمها، لغة شرسة. ففي كل مكان أجد من يتحدث كثيراً عن «المؤشر» و«المحافظ» و«صناديق الاستثمار» و«نقاط المؤشر» و«سوق الإقفال» و«سوق الافتتاح».
وجدت في مكتبة أخي عبدالرحمن فهد الراشد ديوان «ابن سبيل» فأخذ وقتي..؟!
استأذن..!؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.