في اللقاء الأخير الذي عقده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مع القادة الرياضيين الأسبوع الماضي أشار حفظه الله إلى ظاهرة التعصب وضرورة نبذها باعتبار مخاطرها مؤكداً حفظه الله على ضرورة تركيز المؤسسات ذات التماس بالشباب على الاهتمام بتكوينهم المعرفي والعلمي مع الاهتمام ببناء منظومة القيم الجميلة والتسلح بالوعي والتمسك بالقيم الوطنية الأصيلة والبعد عن التعصب والمنزلقات التي تقف عائقاً بينهم وبين استفادة مجتمعهم وأمتهم من استثمار طاقاتهم الفكرية والبدنية واستثمارها في منجزات تسجل باسم الوطن في المحافل الرياضية الإقليمية والدولية، مؤكداً حفظه الله على مسؤولية القطاعين الحكومي والخاص في تحقيق ذلك. من يتابع المشهد الرياضي في كافة تفاصيله يجد فعلاً أن التعصب بات ينخر في جسد الرياضة السعودية وللأسف يشكل الإعلام الرياضي مصدراً فاعلاً في إشعال فتنة التعصب حيث للأسف نجد ان بعض الإعلاميين للأسف يعمق ثقافة التعصب من خلال طرح غير موضوعي ويستهدف مناصرة فريقه وإن كان على حساب المصلحة العامة. إشكالية التعصب لا تقف عند مربع الرياضة بل هي تتقاطع مع مواقف الشاب في قضايا وطنية أخرى، حين يفرح الشاب لخسارة فريق وطني مقابل نادٍ خارجي لمجرد التعصب فالأمر هنا يعكس ضعفاً في تكوين الانتماء الوطني وإدراك أن التنافس الرياضي يقف عند حدود الملعب وان الرياضة جزء من الثقافة والترفيه وليست صراعاً بين أفراد ومجموعات. رسالة خادم الحرمين الشريفين تمثل عمقاً مهماً في مواجهة مشكلة التعصب التي باتت تشكل محوراً سلبياً في بناء المنظومة الرياضية السعودية بل لا أبالغ إن قلت إنها باتت معوقاً ملموساً في نجاح المشاركات الرياضية الخارجية حيث يربط البعض النتائج بالأفراد وانتمائهم الرياضي لهذا النادي أو ذاك.. وهنا تكمن سلبية التعصب حيث تغيب المصلحة الوطنية ويحضر حب النادي بل ويتقدم على المكسب الوطني. الرئاسة العامة لرعاية الشباب تعاني من فجوة في تواصل خدماتها مع قطاع الشباب خارج منظومة الرياضة وأيضا تعاني من فجوات داخل منظومة الرياضيين عموماً حيث بات الثراء المالي هدف اللاعب دون منجز يعادله، أيضاً بات التعصب للنادي يفوق المصلحة الوطنية مع صراع بين مراكز القوى في القطاع كما يكشف ذلك الإعلام وتصريحات رؤساء الأندية وقادة الاتحادات الرياضية. نبذ التعصب ليس قراراً بل نظام يتم تطبيقه على الجميع مع رفع وعي منسوبي القطاع واشتراط مؤهل جامعي لمن ينتسب للرياضة كإداري والثانوية للاعبين مع اشتراط اجتيازهم دورات تأهيل نفسي وفكري ومالي؛ لأنهم يمثلون قدوة للصغار والمراهقين مما يعني أن ممارساتهم تمثل جزءاً من ثقافة هؤلاء الصغار وبالتالي لابد من توعيتهم ثم محاسبتهم فالمرحلة التي نمر بها تتطلب مشاركة الكل في تكوين الاتجاهات والقيم الوطنية والسلوكية عند الشباب على وجه الخصوص. لمراسلة الكاتب: [email protected]