سلمان الخير

نَالَتْ صَحَائِفُهُ سَنَا الأمْجَادِ
فِيْهَا شَمَائِلُ حَازِمٍ مُتَمَرِّسٍ
لمْ يرْضَ إلا بالشُّمُوْخِ ورِفْعَةٍ
اخْتَارَ أنْ يَفْدِي النَّبِيَّ و صَحْبَهُ
لاذَتْ بِهِ عِنْدَ التَّأَزُّمِ هَيْئةٌ
بَلْ أخْرَس الأفْوَاهَ لَمْ يأْبَهْ بِمَا
ولَقَدْ تَشَرْذَمَ كُلُّ صاحِبِ بِدْعَةٍ
أنْتُمْ لَنَا سَلْمانُ عِزُّ دِيارِنَا
وَعَضِيْدُ كُلِّ الْعُرْبِ فِيْ أزَمَاتِهِمْ
فيْكُم رَحَابَةُ حَاتِمٍ و أبِيْكُمُ
ودَهَاءَةُ ابْنِ العَاصِ وابْنِ أُمَيَّةٍ
رُصِدَتْ لكم في العَالمَِيْنَ مفَاخِرٌ
خَطَّ الزَّمَانُ نَفَائِسَاً لِرياضِكُمْ
مُدَّتْ أيَادِيْكُمْ وَمَا شَحَّتْ بِمَا
سَالَتْ دُمُوْعُكُمُ لأجْلِ كَسِيْرَةٍ
هَذِي الْمَصَاحِفُ إنَّها مَقْرُوْءَةٌ
هَذَا كِتَابٌ قَدْ رَعَيْتُمْ نَشْرَهُ
مَنْ لِيْ بِمِثْلِكُمُ وَفَى لأشِقَّةٍ ؟
مَا غِبْتَ يَوْماً عَنْ وِصَالِ أحِبَّةٍ
حَتَّى تَرَى أنْ الشِّفَاهَ تَنَعَّمَتْ
يا خَالِقِي، اُمْنُنْ عَلَيْهِ بِصِحَّةٍ
وامْنَحْهُ فَضْلاً يَسْتَطِيْبُ بِظِلِّهِ
واحْمِ الْحِجَازَ بِجَيْشِهِ مِنْ مَارِقٍ
واجْعَلْ حَيَاةَ الشَّعْبِ يُؤْنِسُ يَوْمَهَا
في حِجْرِ نَجْدٍ والْقَطِيْفِ و حائِلٍ
وتَفَوَّقَتْ في بَزَّةِ الأنْدَادِ
العدْلُ غايَتُهُ ونَهْجُ رَشَادِ
لِلدِّيْنِ يَعْشَقُ وَقْفَةَ الإجْهَادِ
مِنْ مُدَّعٍ شَرَفَاً إلى الأسْيَادِ
ما اسْتَغْفَلَتْهُ نِكايَةُ الْحُسَّادِ
قَالَ اليَسارُ بِمُلْتَقَى الأوْغَادِ
وتَمَزَّقَتْ صُوَرٌ مِن الإلْحَادِ
دِرْعُ الْبِلادِ ومَرْجِعُ الأجْدَادِ
في النَّائِبَاتِ بِقُوَّةِ الإمْدادِ
وبَسالَةُ الْعَبْسِيِّ والمِقْدَادِ
وإبَاءُ مُعْتَصِمٍ لِضَيْمِ مُنَادِي
وَاسْتُوْثِقَتْ بِتوافُقِ الأشْهَادِ
بِالْعَزْمِ صِرْتُمْ قُدْوَةَ الأفْرَادِ
يَكْفِيْ ويَحْمِيْ عَاتِقَ الأجْسادِ
ويَتِيْمَةٍ حُرِمَتْ مِن الأسْنَادِ
بِمَسَاجِدِ الْبَلْقَانِ والأكْرَادِ
حِفْظَاً لِقَوْلِ مُقَدَّمِ الرُّوُّادِ
بالْعَطْفِ يَعْهَدُهُمْ بِكُلِّ وِدَادِ
تَبْقَى شُهُوْرَاً في عَنَاءِ فُؤادِ
بِالماءِ يُبْرِدُ حَرَّةَ الأكْبَادِ
ونَضَارَةٍ ونَجَابَةِ الأوْلادِ
مَا نَغَّصَتْهُ مَكائِدُ الأضْدَادِ
يَبْغِي الدَّمَارَ بِمِعْوَلِ الإفْسَادِ
أمْنٌ بِلا جُوْعٍ وحَلِّ كَسَادِ
ورُبُوْعِ أبْهَا حاضِرٍ والبَادِ