الأحوال المدنية: منح الجنسية السعودية ل4 أشخاص    أمير تبوك يرفع التهنئة للقيادة على ماتحقق من إنجازات ومستهدفات لرؤية المملكة ٢٠٣٠ خلال ٨ أعوام    وزارة الحج والعمرة تحذر من حملات الحج الوهمية    «الطيران المدني»: تسيير رحلات مباشرة من الدمام إلى النجف العراقية.. ابتداء من 1 يونيو 2024    ولي العهد يهنئ رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة بذكرى يوم الاتحاد لبلادها    الأرصاد: لا صحة عن تأثر السعودية بكميات أمطار مشابهة لما تعرضت له بعض الدول المجاورة    أخو الزميل المالكي في ذمة الله    خطبتا الجمعة من المسجد الحرام و النبوي    تشكيل الهلال المتوقع أمام الفتح    كيسيه يعلق على الخسارة أمام الرياض    جوارديولا: الضغط يدفعنا إلى الأمام في الدوري الإنجليزي    أمير جازان يرعى حفل افتتاح مهرجان المانجو والفواكه الاستوائية    إصابة حركة القطارات بالشلل في ألمانيا بعد سرقة كابلات كهربائية    الشاب عبدالله بن يحيى يعقوب يعقد قرآنه وسط محبيه    خادم الحرمين يوافق على ترميم قصر الملك فيصل وتحويله ل"متحف الفيصل"    أعمال نظافة وتجفيف صحن المطاف حفاظًا على سلامة ضيوف الرحمن    وزير الشؤون الإسلامية يعقد اجتماعاً لمناقشة أعمال ومشاريع الوزارة    أمريكا: اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور في 20% من عينات الألبان    أستراليا تقدم الدعم للقضاء على الملاريا    اتفاق سعودي – قبرصي على الإعفاء المتبادل من التأشيرة    فرصة لهطول أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة    "زرقاء اليمامة" تعيد الأضواء ل"مركز فهد الثقافي"    إصابة مالكوم وسالم الدوسري قبل مباراة الهلال والفتح    الأخضر تحت15 يخسر من سلوفينيا في بطولة ديلي نازيوني    "واتساب" يتيح مفاتيح المرور ب "آيفون"    "المُحليات" تدمِّر "الأمعاء"    مقامة مؤجلة    هوس «الترند واللايك» !    صعود الدرج.. التدريب الأشمل للجسم    تقنية مبتكرة لعلاج العظام المكسورة بسرعة    التنفس بالفكس    مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل يهنئ القيادة نظير ماتحقق من مستهدفات رؤية 2030    افتتاح المعرض التشكيلي "الرحلة 2" في تناغم الفن بجدة    أمير حائل يرفع التهنئة للقيادة نظير المستهدفات التي حققتها رؤية المملكة 2030    الصحة: رصد 15 حالة تسمم غذائي في الرياض    الأخضر تحت 23 عاماً يواجه أوزبكستان في ربع نهائي كأس آسيا    المملكة تبدأ تطبيق نظام الإدخال المؤقت للبضائع    أمير الرياض يرفع التهنئة للقيادة الرشيدة على ما تحقق من منجزات وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030    أمين الرياض يحضر حفل السفارة الأميركية    الهمس الشاعري وتلمس المكنونات    «ألبرتو بُري» يتجاوز مأساته    تحول تاريخي    نائب أمير الشرقية يستقبل نائب رئيس جمعية «قبس»    مصر تبدأ العمل بالتوقيت الصيفي بتقديم الساعة 60 دقيقة    محمية الإمام تركي تعلن تفريخ 3 من صغار النعام ذو الرقبة الحمراء في شمال المملكة    خلط الأوراق.. و«الشرق الأوسط الجديد»    مقال «مقري عليه» !    فلسطين دولة مستقلة    أرامكو السعودية و«الفيفا» يعلنان شراكة عالمية    تفكيك السياسة الغربية    القيم خط أحمر    لو ما فيه إسرائيل    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة ال82 من طلبة كلية الملك عبدالعزيز الحربية    إطلاق برنامج تدريبي لطلبة تعليم الطائف في الاختبار التحصيلي    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يلتقي مديري عموم فروع الرئاسة في مناطق المملكة    التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن وكالة الأونروا    تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود.. قوات أمن المنشآت تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    أسرة البخيتان تحتفل بزواج مهدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملك سلمان: إنجازات حضارية ومشروعات تنموية كبرى في منطقة الرياض
قال إن تاريخ الرياض جزء من حياتي.. عايشتها بلدة صغيرة وعاصرتها حاضرة عالمية كبرى
نشر في الرياض يوم 30 - 01 - 2015


ويفتتح حديقة الوطن
افتتاح مخرج 15 الدائري الشرقي
يضع حجر الأساس لمشروع واحة سلمان للعلوم
.. ويستمع إلى شرح عن مكونات المشروع
الملك سلمان وضع برنامجاً لتطوير منطقة قصر الحكم لإعادة المنطقة كقلب نابض لمدينة الرياض
مركز الملك عبدالعزيز التاريخي تحفة تنبض بحياة العاصمة
«حي السفارات» فكرة الملك سلمان وتم إنشاؤه في 1395 ه
شهدت منطقة الرياض نهضة تطويرية شاملة في كافة جوانبها التنموية طوال خمسة عقود من الزمن كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أميرا لها حيث شهدت العاصمة خلال تلك الفترة نمواً وتطوراً ونهضة متسارعة، ويصف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز علاقته بمدينة الرياض التي نشأ وترعرع فيها قبل أن يتولى المسؤوليات الإدارية بأنها جزء من حياته.
من أقوال الملك سلمان عن الرياض العاصمة
«تاريخ الرياض جزء من حياتي، عايشتها بلدة صغيرة، يسكنها بضعة آلاف من السكان الذين يمتهنون الزراعة والتجارة المحلية، وعاصرتها حاضرة عالمية كبرى، تسجل حضورها في كل المحافل الدولية، بمداد من العزة والفخار، إذ هي عاصمة المملكة العربية السعودية، وتمثل مركز قرار في المجالات السياسية، والإدارية، والاقتصادية على المستوى الوطني، والإقليمي، والعالمي».
الأمير سطام: «الأمير سلمان» كان المفكر والمخطط والمهندس والمتابع والمراقب لكل منجز يتحقق على أرض الرياض
وعندما يكون الحديث عن منطقة الرياض يتذكر الإنسان باني مجدها الزاهر ومهندس نهضتها الشاملة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حيث شهدت العاصمة خلال العقود الخمسة التي قضاها الملك سلمان أميراً لمنطقة الرياض نهضة شاملة نالت ولله الحمد نصيبها الوافر من التنمية من رعاية الدولة.
إن مدينة الرياض العاصمة ومنطقة الرياض بمحافظاتها ومدنها وقراها، كانت في قلب المسيرة المباركة حضوراً ونماءً وتطلعاً ونموذجاً لمدن المملكة حيث كانت المبادرات والمتابعة والتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الدور الرئيس في بناء تلك النهضة وشواهدها.
إنشاء هيئة تطوير الرياض
جاء قرار مجلس الوزراء في 29 جمادى الأولى 1394ه بإنشاء الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، إثر فكرة استراتيجية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتنطلق رؤية الملك سلمان من تأثير تطور مدينة الرياض، على تطور مناطق المملكة بوجه عام، وكانت تطلعاته -حفظه الله- في ضرورة إحداث تنمية متوازنة للمنطقة، من خلال مخطط استراتيجي إقليمي، يهدف إلى ضبط نمو مدن المنطقة ومحافظاتها، وأن تطوير المنطقة يستدعي رؤية شاملة، وبرامج استراتيجية تستوعب جميع عوامل النمو في المنطقة، ضمن خطة موحدة، تتكامل مع الاستراتيجية الوطنية العمرانية، والخطط الخمسية للدولة.
ومن أبرز مهام الهيئة: التخطيط الحضري الاستراتيجي: هو أول المحاور الرئيسية التي تمثل مهام الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وتتبعها ستة محاور أخرى وهذه المحاور هي: الإدارة الحضرة والتشغيل والتنسيق والمتابعة والدراسات والمعلومات والمشاريع الإنشائية لجهات مختلفة في المدينة وعلاقة الهيئة بالجهات العاملة في مجال التخطيط الحضري الاستراتيجي: المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض، والمخطط الاستراتيجي الاقليمي لمنطقة الرياض.
«الأمير سلمان كان المفكر والمخطط والمهندس والمتابع والمراقب لكل منجز يتحقق على أرض الرياض حتى تحققت بفضل الله الانجازات تباعاً على مختلف الأصعدة».
بتلك الكلمات، بدأ صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض -رحمه الله- أول اجتماع يترأسه سموه لهيئة تطوير الرياض، بعد تولي سموه إمارة الرياض، والذي عقد في يوم الثلاثاء التاسع عشر من ذي الحجة 1432ه.
الأمير سطام، الحاضر في كل خطوات النهضة المباركة، يؤكد بهذه الكلمات الدور الكبير للملك سلمان في حضارة الرياض التي تشهدها، وهي كلمات تأسيسية، ووعد باستمرار الانطلاقة على القواعد القوية للانجازات الحضارية التي تحققت في العاصمة ومحافظاتها، النهضة الكبرى التي تعيشها الرياض اليوم بدأت مسيرتها فجر الخامس من شوال عام 1319ه على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وبدأت الرياض تخرج من أسوارها، وفاق عدد سكانها ال 80 ألف نسمة نهاية الستينيات الهجرية.. وفي عام 1374ه الذي شهد تعيين خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز (أميراً لمنطقة الرياض)، أخذت المدينة تتسع وتنمو، ودخلت الرياض مع تولي الملك الأمير سلمان إمارة المنطقة مرحلة التخطيط الشامل والموجه.
ففي عام 1388ه أعد المخطط التوجيهي الأول لمدينة الرياض، وحدد مداه الزمني بثلاثين عاماً ويغطي نموها حتى عام 1420ه وافترض أن مساحة المدينة في ذلك العام لن تتجاوز 3٫4كم2 وعدد سكانها لا يتجاوز 1٫4 مليون نسمة، وفي عام 1394 أنشأت الهيئة العليا لتوير مدينة الرياض لتساهم في رسم السياسات العليا لتطوير المدينة، وتضع الخطط الشاملة والبرامج التطويرية الزمنية وتحديثها، وقد تزامن إنشاء الهيئة مع بداية الطفرة الاقتصادية التي مرت بها المملكة آنذاك، مما دفع إلى تضاعف النشاطات الاقتصادية بجميع قطاعاتها، وتم بدء العمل على إعداد المخطط التوجيهي الثاني، كانت الهيئة تتابع نمو المدينة أولاً بأول، وكان الأمير سلمان يتابع ذلك النمو بالانجازات، وعندما تيقنت أن ثورة النمو تتجاوز توقعات المخططات الموضوعة، تولد الاقتناع لدى الهيئة بضرورة تأسيس جهاز فني تنفيذي، فأنشئ مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة عام 1403ه ويعد المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض هو نقطة البداية وأحد العناصر الرئيسية في الرؤية المستقبلية للعاصمة.
بين الماضي والحاضر
المسافة الحضرية الهائلة التي قطعتها الرياض بين ماضيها القريب البسيط وحاضرها العالمي الوثاب كانت استجابة لمواكبة الارتقاء الوظيفي الذي اضطلعت به المدينة، تلك المدينة الصغيرة القابعة على ضفاف وادي حنيفة.
ومنذ مطلع السبعينيات الهجرية واجهت الرياض تسارعاً تنموياً هائلاً لمواجهة التطور الكبير في دورها الوطني كمقر للحكم ومؤسسات الدولة الوطنية، وما نتج عن ذلك من تضاعف عدد سكانها مرات عديدة، وتضاعف مساحتها العمرانية أضعافاً مضاعفة، وتأسيس شبكات حديثة متكامل من المرافق، العامة، والخدمات والطرق.
إن عملية تأهيل المدينة لمواكبة دورها الوطني الكبير اتسمت بضخامة المجهود التطويري، وبنقلته النوعية، وشموله لجميع مجالات التطوير الحضري الحديثة كافة، وتحقيقه بفضل الله ضمن أوقات قياسية، إنه جهد كبير يسر الله له الموارد الكافية، والدعم الحكومي غير المحدود، والقيادة الفاعلة من خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز فمنذ بداية السبعينيات الهجرية، وفي الوقت الذي تولى فيه الملك سلمان بن عبدالعزيز إمارة منطقة الرياض بدأت الرياض واحدة من أكبر تجارب التطوير الحضري الحديث، إذ تميزت بحجم النقلة بين الواقع القديم والحديث، وشمولية التطوير لجميع قطاعات التنمية الحضرية من: مرافق وعمران، وخدمات، واقتصاد متعدد المجالات، وقد جاء ذلك استجابة لتوجهات الدولة أيدها الله في بناء مؤسسات الدولة الحديثة، وأنظمتها، ومرافقها، كثمرة للاستقرار السياسي والاقتصادي الذي من الله به على البلاد، نتيجة لذلك دخلت الرياض في تلك الحقبة مرحلة العمران الحديث، وبداية انتشار المرافق الخدمية لعامة سكان المدينة.
وبدأت ملامح هذه الفترة بحدث عمراني كبير، تمثل في إزالة الأسوار، التي كانت عمران المدينة قد تجاوزها في جميع الاتجاهات، وبدأ تأسيس شبكات المرافق العامة، وتقديم خدماتها لسكان المدينة، عبر محطات توليد متعددة، وشبكات محلية لتوزيع الطاقة الكهربائية، كما حفرت العديد من الآبار الارتوازية لسد احتياجات المدينة من المياه عبر شبكات تغذية مختلفة، أما الطرق المعبدة فكانت أحد المعالم البارزة التي اخترقت أحياء المدينة القديمة، وازيلت من أجلها أجزاء كبيرة من تلك الأحياء، وكانت سكة القطار من أهم المعالم البارزة التي ربطت المدينة بالجزء الشرقي من المملكة، إضافة إلى العديد من الطرق البرية والزراعية، وشكل المطار الذي انشئ إلى الشمال بوابة الرياض إلى العالم الخارجي، في هذه المرحلة بدأت مؤسسات التعليم النظامية تنتشر في مختلف أحياء المدينة، وتأسست مؤسسات التعليم العالي والفني، كجامعة الملك سعود، ونواة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والمعاهد الفنية والكليات العسكرية، وأنشئ في تلك المرحلة مستشفى الملك سعود بالشميسي وعدد من المستوصفات، إضافة إلى مراكز البريد، والشرطة، والمرور.
أبرز التطورات العمرانية تمثلت في تأسيس الأحياء الحديثة في وسط المدينة وغربها وشرقها، وتأسيس عصب الأنشطة المركزية على الطريق المؤدية إلى المطار، وإنشاء مقرات الوزارات، وبعض الخدمات الحديثة على جانبيه.
أما التسعينيات الهجرية فكانت منطلقاً لمرحلة جديدة من التطور الحضري الذي شهدته الرياض، إذ كان للازدهار الاقتصادي الذي عم البلاد، وعناية الدولة بالعاصمة الرياض دور محوري في توجيه الرياض نحو المزيد من المدنية الحديثة، واستكمال متطلبات ذلك في مجال المرافق الحديثة، والخدمات المتنوعة، لخدمة الزيادات الكبيرة في أعداد السكان والقيام بالدور الوطني المتنامي لعاصمة البلاد.
وتم في هذه المرحلة انجاز المخطط التوجيهي الأول لضبط توسع المدينة العمراني، وتأسست الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، برئاسة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وقد بدأت الهيئة عملها بمراجعة هذا المخطط التوجيهي، ومن ثم الإشراف على تنفيذه، ومتابعة عمل الجهات المختلفة، والتنسيق بينها، كما بدأت الهيئة في الإشراف المباشرة على تطوير وسط المدينة عبر برنامج تطوير منطقة قصر الحكم، وبدأت إنشاء حي السفارات لاستيعاب البعثات الدبلوماسية، التي تقرر نقلها إلى مدينة الرياض.
كما عملت الهيئة في تلك المرحلة على تحديث المخطط التوجيهي الأول لمواكبة النمو الكبير في عدد السكان، والأنشطة الاقتصادية، وما يحتاجه كل ذلك من توسع في شبكات المرافق العامة والخدمات والطرق ومؤسسات التعليم والصحة وغيرها.
على الصعيد العمراني انتشرت الأحياء السكنية بنظامها الشبكي في جميع الاتجاهات، وبرزت أهمية وسط المدينة كمنطقة تتركز فيها الخدمات المختلفة، والأنشطة المتعددة، وتمتد باتجاه الشمال، إضافة إلى المنطقة الصناعية في الجنوب الشرقي من المدينة.
شهدت المؤسسات الخدمية في المدينة قفزة نوعية وكمية في الوقت نفسه، ففي الوقت الذي انتشرت فيه مقرات المؤسسات التعليمية، صاحب ذلك تنوع كبير في طبيعتها لتشمل الجامعات والكليات المتخصصة والمعاهد الفنية، كما بدأ في تلك المرحلة تأسيس العديد من المراكز الطبية التخصصية التابعة لجهات حكومية مختلفة.
وكذا كانت الحال بالنسبة للمرافق العامة، التي تطورت نوعياً وكمياً، فظهرت الطرق المتعددة المستويات في تقاطعات المدينة المختلفة، وتطورت الطرق البرية التي تربط المدينة ببقية مناطق المملكة، وتحولت شبكة الكهرباء إلى شبكة موحدة، وكذلك الأمر بالنسبة للمياه.
مرحلة من التجديد
مع دخول الرياض القرن الحالي كانت على موعد مع ارتقاء وظيفي جديد انيط بها، أحدث تفاعلات تنموية حضرية لم تنقطع بفضل الله وتوفيقه، إذ كانت المملكة العربية السعودية على اعتاب نقلة اقتصادية هائلة، صاحبها تقدم كبير في المكانة السياسية في المحافل الدولية، وازدهار اقتصادي حعل من الرياض إحدى دوائر صنع القرار السياسي الهامة، وأحد أهم المراكز الاقتصادية والمالية، كان على الرياض أن تواجه ذلك بالتحول إلى حاضرة عالمية دولية، قادرة على استيعاب مختلف أنماط التباين الثقافي الذي بدأ أفواجه في التدفق إليها بسبب ازدهارها الاقتصادي، وأن تكون على قدر كبير من جودة المنشآت الحضرية وتكامل المرافق، وشهدت تلك المرحلة اكتمال المخطط التوجيهي الثاني لتطوير المدينة، وعملت الهيئة العليا في ضوئه، بمتابعة حثيثة من سمو رئيسها، وبتكاتف الأجهزة الحكومية المختلفة، والقطاع الخاص - على تنفيذ هذا المخطط، لاستيعاب التوسع الكبير في أحياء المدينة واستيعاب الكم الكبير من المشاريع الحضرية والخدمية التي اعتمدتها الدولة لتحقيق الوصول بالمدينة إلى هذه المكانة، والتطور الكبير في مختلف محاور التنمية، إذ تم تأسيس مدينتين صناعيتين في جنوب المدينة وأنشئ مطار الملك خالد الدولي، وتأسست شبكة متكاملة من الطرق السريعة والدائرية، وعشرات الجسور والانفاق، وربطت المدينة بطرق سريعة حديثة بمناطق المملكة المختلفة.
كما اكتسبت المدينة الكثير من الملامح الدولية بانتقال البعثات الدبلوماسية، والمنظمات الدولية إلى حي السفارات وتزايد أعداد المهاجرين إلى المدينة للعمل فيها من مختلف دول العالم المختلفة، كما أنشئ العديد من المقرات الحديثة لمؤسسات الدولة وتزايدت معدلات إنتاج الطاقة الكهربائية المولدة عبر ثماني محطات توليد أساسية، وتوفرت للمدينة مصادر من المياه المحلاة عبر محطات التحلية، وكان لصناديق التمويل المختلفة في المجالات، العقارية، والصناعية، والزراعية دور كبير في تسارع تأسيس المساكن الخاصة والمصالنع وازدهار النشاط الزراعي في المنطقة عموماً، وفي مجال الخدمات الطبية أنشئت المدن الطبية، ومراكز الأبحاث التخصصية، وفي مجال التعليم تأسست المقرات الحديثة لجامعتي الملك سعود والإمام محمد بن سعود، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وتأسست مراكز الاتصالات الفضائية، ومرافق الاتصالات الحديثة.
لمواجهة هذا التطور المبارك في شتى المجالات اعتمدت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض مبدأ التخطيط الاستراتيجي الشامل، الذي يجعل من التخطيط عملية مستمرة تمتاز بقدر كبير من الشمول الذي يستوعب كل عوامل التنمية ضمن خطط محكمة، ويتيح قدراً كبيراً من المرونة الضرورية لاستيعاب مستجدات التنمية.
منطقة قصر الحكم
وضع مهندس إعمار الرياض الحديثة، الملك سلمان بن عبدالعزيز، برنامجاً لتطوير منطقة قصر الحكم يهدف إلى إعادة المنطقة إلى ما يجب أن تكون عليه كقلب نابض لمدينة الرياض، وإعادة القيمة الذاتية والمعنوية للمنطقة على مستوى المدينة وعلى مستوى المملكة وعلى المستوى العالمي كمنطقة استقطاب سياحي وثقافي.
وأعيد بناء أهم صرح في منطقة قصر الحكم، وهو القصر الظاهر، والمعروف بقصر الحكم، وهو العنوان الأبرز في (منطقة قصر الحكم) أو قصر إمارة منطقة الرياض ويشمل قصر الحكم، مقراً لاحتفالات الرسمية للملك والدولة واستقبال بيعة المواطنين، ومكتب سمو أمير الرياض، ومكتب سمو نائبه، وقد أقيم في موقعه السابق على أرض مساحتها 11500 متر مربع وقد استلهم تصميم هذا القصر من الملامح التقليدية لعمارة المنطقة.
مركز الملك عبدالعزيز التاريخي
في العهد الزاهر لباني العاصمة الرياض أنشئ واحد من أهم المعالم الحضارية والثقافية في العاصمة الرياض، ورمز حضاري للدولة السعودية، إنه مركز الملك عبدالعزيز التاريخي.
واختير موقع مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في حي المربع لقيمته التاريخية التي ما زالت تشغل حيزاً من ذاكرة عامة لسكان المدينة، ويقدم تصميم المركز ومنشآته نموذجاً واضحاً للهوية العمرانية في المنطقة، ولذلك كان اهتمام الملك سلمان بن عبدالعزيز ووقوفه مباشرة لإعادة الحيوية إلى هذا الموقع المهم، وتحويله إلى تحفة تنبض بحياة العاصمة.
حي السفارات
من أبرز الإنجازات في العاصمة الرياض والتي كان وراءها فكرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إنشاء حي السفارات في 12/11/1395ه حيث تم نقل وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية من مدينة جدة إلى مدينة الرياض استكمالاً لوظائفها كعاصمة للبلاد، وتشكيل لجنة تنفيذية عليا برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أمير المنطقة الرياض.
إذ يعتبر مشروع حي السفارات إطلالة على القرن الجديد في مدينة الرياض، وعنواناً لمجموعة من المشروعات الكبرى، وأحد أبرز الانجازات في العاصمة التي وقف وراءها الملك سلمان بن عبدالعزيز حتى تحققت على أرض الواقع، وأصبح الحي من أبرز وأشهر الأحياء الدبلوماسية في عواصم العالم.
مركز الملك عبدالله المالي
في شمال العاصمة الرياض مدينة نشطة ومنافسة اقتصادية وقف وراءها الملك سلمان بن عبدالعزيز – أمير الرياض آنذاك – انه مركز الملك عبدالله المالي والذي يرسخ الأسس التطويرية التي من شأنها ضمان استمرارية الدور القيادي للمملكة العربية السعودية بوصفها صاحبة الاقتصاد الأكبر في المنطقة ومركز الملك عبدالله المالي يمثل دفعة قوية لاقتصاد الرياض حيث تتهيأ مدينة الرياض لانطلاقتها نحو الانضمام إلى مصاف المراكز المالية التجارية الكبرى على المستوى العالمي.
متنزه الثمامة
لم تقتصر جهود الملك سلمان بن عبدالعزيز على الجانب العمراني، وتوفير الخدمات المتميزة للمواطنين.. بل تعدى ذلك إلى الاهتمام بحماية البيئة وتوفير المواقع الترويحية والأجواء الترفيهية لسكان المدينة.
ويقف متنزه الثمامة أحد الشواهد التنموية على مراحل التطوير والتجديد من خلال مخطط شامل لمتنزه الثمامة يشتمل على عدد من المشاريع الترويحية والمرافق، لسكان المدينة حاضراً ومستقبلاً.
وتم وضع مخطط شامل يتضمن عناصر ترفيهية وترويحية وثقافية وتعليمية مختلفة في المتنزه، والاستغلال الرشيد لجميع الموارد الطبيعية والتراثية والثقافية المتوافرة، وتسهيل وصول الزوار، واشتمل المخطط على 12 عنصراً ترويحياً هي: المتحف الطبيعي، العربات المعلقة (التلفريك، حديقة السفاري، الحديقة النباتية، مركز الشباب الرياضي الترفيهي، مخيمات الشباب، المخيمات البرية، المخيمات اليومية العائلية، مركز المغامرات، المدينة الترفيهية، مركز الزوار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.