أرى إعلانات الإغراء بالمضاربة على العملات تتكاثر وتبرق في معظم مواقع النت مع وعود خلابة بالأرباح السريعة الوفيرة والمضارب جالس في البيت! الواقع ان المضاربة على العملات أخطر من المضاربة على الأسهم مئة مرة، مع خطورة المضاربة على الأسهم كما هو معروف.. فالبنوك العالمية ووسطاء المضاربة على العملات يمنحون تسهيلات للمضاربين تزيد عشر مرات عن رأس مال المضارب فإن ضارب بمبلغ كبير فقد يفقده خلال ساعة واحدة! شراء العملات بعقود آجلة لم يوضع أصلاً للمضاربين وإنما وضع لأجل التجار والمقاولين الذين يستخدمون تلك العقود الآجلة لحماية أنفسهم من تقلب أسعار العملات والسلع وتقليل المخاطر إلى آخر حد ممكن وللشركات التي تقترض بالعملات الأجنبية فلكي تحمي نفسها من ارتفاع العملة التي اقترضت بها مقابل العملة المحلية التي هي مجال عملها تقوم الشركة بممارسة حق الشراء للعملة الدائنة بهامش ربح بسيط تضحي به خوفاً من ارتفاع العملة التي اقترضت بها وكذلك يفعل التجار والمقاولون اذا التزموا بعقود تتضمن استيراد سلع من أوروبا أو أمريكا أو غيرها، فتعمل خيار شراء مستقبلي للسلعة الملتزمة بها أو للعملة التي سوف تؤمن بها تلك السلعة. هذا الهدف من العقود المستقبلية على العملات والسلع ولكن المصارف وشركات الوساطة حولت ذلك لبورصة مضاربات عالمية تشبه القمار يدخل فيها أفراد لا يعرفون مخاطرها الهائلة، نود أن نرى حملات توعية شاملة ضد هذا القمار.