أكد مفتي جمهورية كرواتيا ورئيس المشيخة الاسلامية شوقي درويش باشيش أن معظم النساء لا يتحجبن بسبب الفهم القاصر عن الحجاب. وأبان شوقي في حوار مع (الندوة) ان نسبة الفساد الاخلاقي والجنسي في صفوف المسلمين ضئيلة جداً .. إلى نص الحوار: | بداية نود تعريف القارئ بشخصكم الكريم؟ . || شوقي درويش عمر باشيش مفتى جمهورية كرواتيا ورئيس المشيخة الاسلامية هناك تخرجت من الدراسات الاسلامية واللغة العربية بليبيا في جامعة بني غازي عام 1974م وكنت اماما في مدينة رامبا عاصمة كرواتيا منذ 1975م ،وانتخبت رئيساً للمشيخة الاسلامية في كرواتيا . | حدثنا عن المسلمين وأحوالهم في جمهورية كرواتيا؟. || عدد المسلمين في كرواتيا لايتجاوز 60 ألفاً متمركزين في المدن الرئيسية على سبيل المثال في عاصمة رامبا وعدد المساجد في كرواتيا تبلغ 23 مسجداً وهناك أيضاً 14 جمعية دينية خيرية ومجتمعين في جمعية واحدة واسمها الجمعية الاسلامية في كرواتيا ومعظم المسلمين من أهالي كرواتيا اصلهم كروات والأنشطة الاسلامية هناك متنوعة كاقامة الصلوات وصلاة الجمعة ونشر الكتب الدينية ونحو ذلك من الأنشطة الدينية الممارسة هناك. | هل توجد بعض من المشاكل أو المضايقات للمسلمين بخصوص انتسابهم للاسلام ؟. || لا ليس كما يتصور ذلك البعض فكرواتيا مع النسما دولتان معترفتان بالدين الإسلامي فكرواتيا اعترفت بالاسلام منذ عام 1916م بعد النمسا بحوالي أربع سنوات وذلك ان الاسلام كديانة معترف بها واعتقد أن وضع الجمعية الاسلامية ووضع المسلمين الان هناك أفضل وتوجد دلائل كثيرة على ذلك مثلما قلت لك ان الاسلام معترف به هناك منذ 90 سنة ثم ميزانية الدولة تساعد الجمعية الاسلامية سنوياً بحوالي مليون يورو وتعطى رواتب الأئمة كلها وهناك التعليم الديني الاسلامي ملزم في المدارس الحكومية كلها عامة والان من عدد 60 الف مسلم كرواتي أكثر من 50000 طفل وطفلة يدرسون ويتعلمون الدين في المدارس الحكومية حوالي أكثر من 120 مدرسة ويوجد فيها الأطفال كما هناك النكاح الشرعي معترف به من قبل الدولة ويتم توثيقه من الحكومة وحرية بناء المساجد والمباني الاسلامية الاخرى موجودة والدولة تحترم جميع العادات الاسلامية والشعائر الدينية وهناك مقابر للمسلمين والتلفزيون الكرواتي ينقل شعائر العيدين (عيد الأضحى وعيد الفطر) مباشرة وهي الدولة الوحيدة التي تنقل صلاة العيد ، كما يعطى اجازة للمسلمين جميعاً من قبل الحكومة وللجمعية الاسلامية الحق في الاشتراك في برنامج التلفزيون الحكومي في كل أسبوع بنصف ساعة بدون مقابل. برامج اسلامية | هل لكم حق في تلك البرامج التلفزيونية الاسبوعية واليومية في نشر كل مايتعلق بالإسلام وأهله؟ . || نعم في كل أسبوع والجمعية الاسلامية مشتركة فيه بنصف ساعة أسبوعياً وأيضاً راديو كرواتيا يوجد برنامج خاص للأديان والجمعية الاسلامية لها حق الاشتراك فيها أيضاً. أما بالنسبة لنقل الشعائر وممارسة الشعائر الدينية أمور معترف بها كالنكاح والصلوات والجمعة. | أكثر المسلمين كما ذكرت الآن انهم من أصول كرواتية فمن أين بدأ التأثر بالاسلام في كرواتيا؟ ومنذ متى؟ || منذ زمن بعيد فأول دولة استقبلت المسلمين في نصف القرن العاشر الميلادي وكانت تسمى المملكة الهنجارية وكان من ضمنها كرواتيا والبوسنة وأول المسلمين وصلوا إلى هذه الدولة في النصف العاشر الميلادي وكان المسيحيون يسمونهم الاسماعيليين وكان منا فرقتان فرقة الاسماعلية والفرقة المغاربة الذين أتوا من الغرب ومن الجزر من البحر الأبيض المتوسط ومن أفريقيا الشمالية وجزء منهم أتوا من المشرق ومعظمهم من المناطق الايرانية ، وهناك الكثير من الاشارات تدل على وجودهم وقد بين الرحالة العرب القدماء مثل المسعودي كما هو مكتوب في مروج الذهب اشارة إلى وجود المسلمين في هذه المنطقة ثم رجل آخر اسمه حامد القرنوطي وابن ثيته وقد كتبوا عن هؤلاء المسلمين كما وجدوا في المنطقة في عام 1951م حيث ذكر أنه وجد أن المسلمين يصلون على عشرة الاف مكان صلاة الجمعة ثم اختفى هؤلاء المسلمون جراء الضغط الصلبيي عليهم حيث أن الحروب الصليبية كانت بهذه المنطقة ثم ظهر المسلمون مرة أخرى وكان هذا الاختفاء في نهاية القرن الخامس عشر ولم نسمع عنهم شيئاً. وجود الاسلام | وهل كان هناك مسلمون في ذلك الوقت بعد هذه الأحداث التي ذكرتموها؟. || آخر المسلمين الذين بقوا في هذه المناطق ذهبوا إلى البوسنة، والبوسنة في ذلك الوقت الإسلام فيها ينتشر عن طريق العثمانيين ويعني ذلك أن الاسلام كان دون انقطاع واستمر في منتصف القرن العاشر وكان عدد المسلمين في كرواتيا كثيراً وكان هناك 190 مسجداً وعدد من المدارس والعثمانيون كانوا يحكمون كرواتيا سنتين ونصف وبعدما أطيح بالدولة التركية بعد هزيمة في نهاية القرن السابع عشر بدأ الاسلام ينحدر واختصر فقط في البوسنة وكرواتيا لم يكن فيها مسلمون آنذاك بعدما احتلت النمساوية الهنجارية امبراطورية كبيرة البوسنة بدأ الاسلام يعود في النمسا وكرواتيا والمجر وهذا في بداية القرن التاسع عشر ودخل المسلمون في كرواتيا في 1916م ، وفي هذا العام اقر البرلمان الكرواتي قانونا بالاعتراف بالاسلام كدين للدولة ومن ذلك الوقت المسلمون متواجدون هناك ، وفي غضون الحرب العالمية الثانية كان الحكم الكرواتي والبوسني وكان هناك دولة موحدة وحاكم البلدين ومسجد كبير جداً في وسط المدينة وكان يصلي فيها أكثر من 5000 مسلم لكن بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وحيث ان الحاكم الكرواتي كان نازيا وكان مشتركا مع هتلر فقد أمر بهدم المسجد والمركز الاسلامي وهدموا المنابر كلها وأخذ الشيوعيون المسجد وحولوه إلى متحف الثورة الشيوعية وحاول المسلمون بعد الحرب العالمية الثانية عدة مرات بناء المركز الاسلامي ولم يستطيعوا إلا في نهاية عام 1981م ،فقد تم بعون الله تعالى بناء أجمل مركز إسلامي في أوروبا وهو المركز الإسلامي الزابوي ومساحته 11 الف متر مربع وبه جميع الملحقات من بينها مدرستان ثانويتان (مدرسة اسلامية والمعهد الاسلامي الثانوي والمدرسة الثانوية) ويعرفون فيها المبادىء الاسلامية ولها المواد الاسلامية باللغة العربية وهي المدرسة الثانوية الوحيدة في كرواتيا تدرس فيها اللغة العربية ثم هناك ناد للشباب وهناك كثير من الملاعب لكرة القدم وحديقة وهو يعتبر أجمل مركز اسلامي في أوروبا كما ذكرت ذلك سابقا ، والجمعية الاسلامية في كرواتيا وباقي الدول الأوروبية المعروفة والدولة الكرواتية هي الدولة الوحيدة التي تمنع قانونياً الهجوم على الاسلام وتعتبر هذا جريمة سياسية ومعظم المسلمين في كرواتيا من أصول كرواتية ومعظم المسلمين في كرواتيا متعلمون ومن مجمل الطاقة العلمية في كرواتيا 10% من المسلمين وفي جامعة زابر نفسها 127 استاذاً وأستاذة مسلمون يدرسون في مختلف الكليات والجامعات وهناك الكثير من المثقفين الرياضيين يعني من جميع أنواع العلوم والمثقفون موجودون هناك وطبعاً الجمعية الاسلامية تبذل جهدا كبيرا في رفع مستوى التعليم وثقافة المسلمين وهذا يجعلنا نختلف عن باقي المسلمين في هذه المنطقة . وجمهورية كرواتيا تستعد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ونحن المسلمين نستعد ان ننضم إلى أوروبا لكن بشكل رسمي وتنظيمي وإن شاء الله سنبذل ما في وسعنا لرفع سمعة الاسلام في أوروبا وبطريقة قانونية وكثيراً من المسلمين متواجدون في الحكومة كالمستشار العلمي لرئيس الجمهورية وهو البروفسور : د. عزت وهو طبيب مختص في السكري وهناك رئيس المراسم الجمهورية هو مسلم أيضاً اسمه عامر وهناك السفراء كالسفير الكرواتي في طهران وهو مسلم والحكومة على وشك افتتاح السفارة في المملكة ويكون السفير مسلماً بطبيعة الحال وكذلك بعض القضاة في المحاكم العامة وبعض المسلمين موظفون كبار في الشرطة والجيش وهناك الأئمة في الجيش والشرطة ويبلغ المسلمون في الشرطة الكرواتية حوالي 200 مسلم ولنا حرية في جميع ما يتعلق بالدين علاوة على ذلك أن الدولة تخصص من ميزانيتها للجمعية الإسلامية سنوياً أكثر من مليون يورو و80% من ميزانية المعهد الاسلامي من الميزانية الجمبازيا الإسلامية تدفعها الدولة وتدفع رواتب العاملين عليها وكذلك الضمان الاجتماعي وكل هذا على حساب الدولة. | وماذا عن حرية الاعتبار لمسلمي كرواتيا؟. || حرية الاعتبار موجودة لنا في جمهورية كرواتيا فأنت تعرف عادة في الديمقراطيات الأوروبية هناك الكثير من العدوان على المسلمين والإسلام من المسيحيين ومن غيرهم وكان في عهد الشيوعية المسلمون ممنوعين أن يردوا الهجمات على الإسلام ومن أمور كثيرة أخرى ولكن ولله الحمد الان لنا حق الرد على هذه التهم ونحاكمهم وانتم تعرفون قضية الكاريكاتوريات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ففي كرواتيا كانت هناك مجلة تنقل هذه الصور وهي مجلة أهلية وقبل ثلاثة أشهر قتل صاحب الصحيفة أو المجلة وكنا بفضل الله نمنع أن تنشر هذه الرسومات وانتهى الموضوع ولله الحمد وانتهت القضية. | وماذا عن حرية المسلمات في ارتداء الحجاب؟. || حرية الحجاب موجودة ولكن معظم النسوة في كرواتيا لا يتحجبن والسبب في ذلك أنهن لا يرين وجوب الحجاب ولكن ولله الحمد لا يوجد بين المسلمين الفساد الجنسي ولا يوجد الفساد الاخلاقي ومن معظم السجون هناك في كرواتيا لا يوجد سوى 110 مسلمين ومسلمات فقط.
