أثار تسلم الرئيس الأمريكي باراك اوباما مهامه آمالا كبيرة لدى عدد من قادة العالم, شابها في بعض الاحيان تشكيك في قدرته على التصدي للتحديات الهائلة التي يواجهها. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين اولبرايت، عقب تولي أوباما مهامه أمس الأول الثلاثاء: (لا اعتقد انني شاهدت يوما يتطلع فيه المجتمع الدولي الى رئيس أمريكي بهذا الشكل). وبعيد أداء اوباما القسم, تحدث رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون عن (فصل جديد في التاريخ الأمريكي وفي تاريخ العالم). من جهته, أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي (تصميمه على العمل (مع اوباما) يدا بيد (بهدف) مواجهة التحديات الهائلة معا. كذلك دعا رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني أوباما إلى ان (نواجه معا التحديات الراهنة من الأزمة المالية الى الوضع في الشرق الأوسط وأفغانستان). من جانبه, قال الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو إن الولاياتالمتحدة ستسعى بوجود اوباما, الى تحقيق (توافق معنوي)، مؤكدا ان (قوة امريكا تنبع بشكل اساسي من عمق قناعاتها وقيمها المثالية). وعبر رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو عن أمله بتعميق العلاقات بين واشنطن والاتحاد الاوروبي. وقال: (أدعو أوروبا والولاياتالمتحدة الى تعميق العلاقات عبر الاطلسي وضم جهودهما للتعامل مع التحديات الكبرى في زمننا). وأكد رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو أنه يضع (كثيرا من الامل والثقة) في اوباما, وقال رئيس الوزراء الاسترالي كيفن راد (انها لحظة استثنائية ليس للشعب الأمريكي وحده بل لكل الذين يؤمنون بالديمقراطية والحرية والتقدم في العالم). إلا أن قادة آخرين حذروا من المبالغة في الأمل لأن اوباما (47 عاما) يرث بلادا تخوض حربين في العراق وافغانستان وتعاني من ازمة اقتصادية كبيرة وستواجهه تحديات عدة من التصدي للاحتباس الحراري الى النزاع في الشرق الاوسط. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الثلاثاء قبل تنصيب الرئيس الجديد, ان اوباما يتمتع (باجماع عالمي) لكنه لا يملك (عصا سحرية) لمعالجة (كل مشكلات امريكا وكذلك مشكلاتنا). من جانبه, قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إنه (مقتنع بعمق بأن خيبات الامل الكبرى تولد من الامال الكبرى). كذلك, أملت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بتعاون كبير بين أوروبا والولاياتالمتحدة (عبر الإصغاء لبعضهما البعض) ورأت أن (بلدا واحدا لا يمكنه أن يعالج بمفرده مشاكل العالم). وشددت على ان الولاياتالمتحدة تشكل (مفتاحا) لتجاوز الازمة الاقتصادية, متمنية لأوباما (حسن تدبير وحظا جيدا) لانهاض الاقتصاد الامريكي. اما في الصين التي دعت أوباما الثلاثاء الى (ازالة العقبات) التي تعيق التعاون العسكري مع واشنطن, فقد اشادت صحيفة (تشاينا ديلي) الرسمية بارث ادارة الرئيس جورج بوش في العلاقات الصينية - الأمريكية، وتساءلت عن طبيعة هذه العلاقات في عهد اوباما. وقالت إن (كثيرين يشعرون بالقلق ويريدون أن يعرفوا ما إذا كان الرئيس الجديد سيتجاهل التقدم الذي تحقق بعد جهود شاقة في العلاقات الثنائية).