تعيش مملكتنا الحبيبة في ظل رعاية القيادة الحكيمة قمة مجدها وازدهارها في كافة المجالات الصناعية والزراعية والتنموية والاقتصادية حتى أصبحت في مقدمة الدول المتقدمة وأخذت بأسباب التطور التقني واستقطبت احدث الميكنة المتقدمة في كافة المجالات التي لاحصر لها ولهذا الغرض أسست الدولة عدة جهات فنية ورقابية للفحص والاختبار لجميع المواد الغذائية سواء كانت الأساسية أو الكمالية لحماية المستهلك (فيما يتناوله المواطن من قائمة المواد الغذائية) وأن هذه الأجهزة تبذل جهوداً كبيرة في هذا المجال ولكن هناك بعض التجاوزات من بعض المصانع الوطنية وتجار الجملة للمواد الغذائية وهي مشاهدة وملموسة للجميع ومن أجل الحفاظ على الصحة العامة وعلى المواطن سواء كان كبيراً أو طفلاً. أورد بعض التجاوزات وسلبياتها وهي: 1 نشاهد بصفة مستمرة أن هناك شاحنات كبيرة (تريلات) على مدار فصول العام (شتاء وصيف) وهذه الشاحنات تشاهد محملة بعبوات الحليب السائل مصنوع من بودرة الحليب وليس بطازج طبيعي الذي يقال عنه (طويل الأجل) وهي تحت وطأة حرارة شمس الظهيرة والرياح وما تحمل من أتربة وشوائب وقد يدون على العبوة تاريخ الصلاحية مثالاً من 1/1/1417ه إلى 30/12/1417ه. فهل هذا يعني أن هذه المدة للصلاحية تبقى سارية المفعول تحت ظروف الشحن والتخزين السيئة التي لاتخلو من الإهمال المقصود سعياً لجني الأرباح دون مراعاة أي من القواعد الصحية التي يجب توفرها في نقل مثل هذا المنتج الحساس الذي يتأثر سريعاً بحرارة الشمس وتقلبات الطقس وقد تكون صلاحيته قد انتهت من حيث بدأت قبل وصولها إلى يد المستهلك بينما أن الأسلوب المتبع لنقل مثل هذا المنتج يجب أن يكون في حاويات محمولة على المركبات سواء كانت صغيرة أو كبيرة منها ما هو مبرد ومنها ما هو معزول الحرارة لعدم تأثر المنتج علماًأن مصانع مزارع الألبان الطازجة الطبيعية نراها تنقل منتجاتها بسيارات تبريد لنقل الحليب ومشتقاته بطرق حديثة وصحية ونراها وهي تجوب مدن المملكة وهي تعكس صوراً حسنة وياليت مصانع الحليب البودرة السايل تلزم بتطبيق نفس الأسلوب. 2 الصنف الثاني نقل المعلبات الغذائية وبنفس الطريقة السابقة لجميع أنواع المعلبات من أجبان وحليب مجفف للكبار والصغار والمربى والقشدة والزيتون والأسماك والوجبات المختلفة المعلبة بكافة أصنافها وقد نشاهد على العبوة نفسها يتم تخزينها في درجة حرارة لاتقل عن (18 درجة مئوية) أو أقل أو أكثر حسب تحمل المنتج. حساسية المنتج سواء لأشعة الشمس أو حرارة الطقس والعوامل الجوية ومثالاً على ذلك لاحصراً (الأجبان المعلبة) نجد أن صلاحيتها لم يمض عليها شهران وقد تغير لونها وطعمها بينما أن الصلاحية قد بقي منها عشرة شهور أو أكثر وهذا يعطينا دليلاً واضحاً عن سوء التخزين والنقل وقد يسبب تناولها بعض المشاكل الصحية سواء كانت آنية أو مستقبلية خلاف أن مثل هذه الطريقة غير صحية ولاحضارية وأن هيئة المواصفات والمقاييس معنية وحماية المستهلك بهذا الأمر لوضع الضوابط الصحية والعلمية لتحديد كيفية نقل وتخزين المواد الغذائية بكافة أنواعها ومن ثم على المعينين في وزارة التجارة والبلديات كل في منطقته لمراقبة ذلك وتطبيقه على أرض الواقع واعطاء أصحاب المصانع الوطنية وتجار الجملة وشركات النقل العام للمواد الغذائية حفاظاً على أرواح المواطنين (كباراً كانوا أم أطفالاً) لاسيما أن حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين تنفق بلايين الريالات في الرعاية الصحية لمواطنيها والمقيمين على أرضها الحبيبة فلا نترك المجال للمستهترين بصحة المواطنين أن يعبثوا بها. وللحديث بقية عن المستودعات إن شاء الله.