"شياو فنغ"، فتاة صينية، شاء القدر أن تولد بحالة نادرة، تجعلها تبدو كامرأة عجوز، بالرغم من أن عمرها لا يتجاوز 15 عامًا. تعرضت شياو للكثير من التنمر خلال سنوات حياتها، وخاصة السنوات التي قضتها في المدرسة، حيث كان الكثيرون يتنمرون عليها بسبب مظهرها وجلدها المتجعد، الأمر الذي جعلها تشعر بعدم الأمان. "لم يكن لديها أصدقاء، وكان الجميع يكرهونها ويصفونها بالقبيحة، بسبب حالتها، فعمرها 15 عاماً، ولكن جلدها جلد سيدة في ال 60 من العمر، حيث بدأ يتدلى وهي في عمر عام واحد، ومع تقدمها في السن ازداد الأمر سوءاً"، كان هذا ما قاله والد شياو لصحيفة ديلي ميل البريطانية. وأضاف "تخرجت ابنتي من المدرسة المتوسطة، لتقرر بعدها عدم إكمال مشوارها التعليمي، بسبب خوفها من مقابلة أصدقاء وزملاء جدد، فهي لم تكن مستعدة لتحمل التنمر الذي سبق وتحملته من زملائها بالمدرسة". "عمري 15 عاماً، لكن لديَّ وجه عمره 60 عاما"، كتبت شياو هذه الجملة على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، طلباً للمساعدة، ولم تكن تدرك أنها ستكون سبب تغيير حياتها، حيث قرر محبو الخير جمع المال اللازم لإجراء جراحة تعيدها لطفولتها. أرسلت شياو رسالةً إلى أحد المسؤولين الصينيين، قالت فيها: "العم غو، أرغب في العودة إلى الحياة الطبيعية، ولا أكون في حاجة للفت انتباه الآخرين، أو التعرض للتنمر من زملائي"، ليقرر المسؤول مساعدتها ويرسلها إلى مستشفى منحتها خصم 70% على العملية الجراحية التي ستعيد بشرتها إلى عمرها الطبيعي. لم تتوقف مساعدة غو للفتاة على خصم المستشفى فقط، ولكنه قرر مساعدتها في الفواتير الطبية أيضاً، وقام بتنظيم حدث خيري في السابع من ديسمبر الماضي، لجمع التبرعات لها، وبالفعل نجحوا في جمع 40000 يوان. لم يتوقف دعم شياو عند هذا الحد، بل تم تنظيم ماراثون لدعمها، شارك فيه أكثر من 1000 شخص، واستمر جمع الأموال حتى وصل إلى 150000 يوان. نجحت شياو في جمع المال اللازم للجراحة، لتخضع لها يوم 29 ديسمبر، حيث أجراها لها 10 جراحين وثلاثة أطباء تخدير وخمس ممرضات، وقاموا خلالها بإزالة الجلد الزائد، كما أعادوا تغيير شكل أنفها وفمها وحاجبيها. وقالت مديرة المستشفى إنه بعدما خضعت الفتاة للجراحة ألغى المستشفى جميع التكلفة الطبية، والتي بلغت 500000 يوان، أي ما يعادل 56000 جنيه إسترليني، لأن إدارته قررت أن تساعد الطفلة بهذه الأموال لإكمال علاجها ودراستها. ظهرت شياو أمام الجمهور اليوم بمظهرها الجديد، حيث أجرى المستشفى مؤتمراً صحفياً لإظهارها للناس بوجهها الجديد، والرائع في الأمر أنه لم يكن يسمح للفتاة بالنظر للمرآة ورؤية نفسها منذ خضوعها للعملية، لتتفاجأ هي الأخرى اليوم بوجهها الجديد. وقالت الدكتورة والتي تدعى شي، إن الطبيب المعالج لم يسمح لشياو بالنظر إلى المرآة منذ العملية، ولم تتمكن الفتاة من حبس دموعها بعد رؤية نفسها الجديدة لأول مرة، حيث أخذت تبكي وتعانق والديها.
