في كل عام لنا موعد مع الفكر والثقافة والحضارة الإنسانية عبر بوابة سوق عكاظ، بمتابعة حثيثة من قِبَل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة. هذا المحفل الثقافي مصدر فخر واعتزاز لنا جميعًا؛ يربط الحاضر بالماضي الجميل، ويستحث جيل اليوم ليستحضر هذا الإرث الفكري والسير على هداه، والتنقيب في كنوز حضارية نمتلكها، حيث نعيش على ثرى هذه الأرض التي ضمت بين جنباتها روادًا من رواد الأدب والشعر والثقافة، لتجعلنا أمام محك حضاري يتطلب منّا دورًا هامّاً في نقش أسمائنا وإنجازاتنا في سجلات التاريخ، لأننا أهل لهذا الشرف، ونحن أبناء الجزيرة العربية من يحملون همّ اللغة وإحياء شأنها وقدرها في هذا العصر الذي اختلطت فيه الثقافات. جميل هو التعايش مع كافة الثقافات والحضارات الإنسانية، ولكن مع الاحتفاظ بالهوية العربية والاعتزاز بقيمنا وثقافتنا وماضينا الذي نحافظ عليه، وندعو للعودة إلى كل جميل ومفيد وقيّم حتى أن نبينا عليه الصلاة والسلام قال: (إنما بُعثت لأُتمِّم مكارم الأخلاق)، العرب قوم لهم حضارة وقيم يعتزّون بها، واليوم جيل الشباب بحاجة إلى من يأخذ بيده ليقوم بواجبه في الدفاع عن هذا الإرث، وهذه الحضارة وليكونوا سفراء لهذه الثقافة. عبر هذه الكلمات أبعث برسائل شكر وتقدير للأمير خالد الفيصل الذي دومًا يبهرنا بجديده شعرًا ونثرًا، وفكرًا طموحًا خلَّاقًا، يتواصل مع جيل الشباب بروح تواقة للخير من أجل الوطن وشبابه؛ الذين هم عدّته وأمله بعد الله. كم نتمنى أن تُعمَّم على جميع المناطق اللقاءات والورش الشبابية التي يتم الحوار فيها عن مستقبل الوطن ودور الشباب في تحقيق رؤية قائد مسيرتنا، كيف نستطيع من خلال الفكر النيّر مواجهة كل الصعاب التي قد تواجهنا في عصر اتّسم بالتغيّرات، وعدم الاستقرار لنُحصِّن أنفسنا ضد أي خطر قد نتعرّض له لا قدّر الله. سمو الأمير.. وأنت رمز الفكر، وقائد مسيرة مؤسسة الفكر العربي أناشدك بتعميم فكرة مشروع (لننهض بلغتنا)، فنحن بأمسّ الحاجة إلى أن نعيد لهذه اللغة رونقها وعبيرها، ونُزيِّن بها مجالسنا وأحاديثنا، ونطرب لسماع قصائد بلغة رقراقة تُخاطب الروح والعقل معًا، وكم هو جميل أن يشارك شبابنا من الجنسين في نشر هذه الثقافة. توقفت كثيرًا عند تصريح لسمو الأمير يقول فيه: (لو كان هناك تدريب لأمراء المناطق لكنت أول المشاركين)، وتأمَّلت في هذه العبارة التي تنم عن تواضع شديد، وترغيب وتحفيز لكل إنسان يبحث عن التميّز والتطوير في أداء عمله؛ لابد أن يبحث عن العلم والمعرفة والتدريب والتأهيل. شكرًا صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، فأنت مدرسة نتعلّم منها، ومن عطائها وحبّها للعمل؛ وخدمة المليك والوطن، ودمتَ في تَألُّق وعَطَاء. [email protected] [email protected]
