«عيد ياسعيد» هكذا يردد أطفال تتراوح أعمارهم بين 7-13 عامًا وهم أصحاب بسطات أو»بيّاعات» كما يطلقون عليها هذه العبارة لتسويق معروضاتهم من الحلويات والتي اشتروها من حصيلة العيدية، ورغم وجود المراكز التموينية والبقالات بالقرب من بيوتاتهم إلَّا أنهم يفضلون الشراء من بسطة أقرانهم، هذه البسطة التي تغيب طوال العام تسجل حضورًا بارزًا أيام العيد، يقول محمد باقر-والذي لايبعد منزلهم عن البقالة سوى عدة أمتار بسيطة-: «فرش بسطته المصنوعة من البلاستيك في الطريق المؤدي للبقالة مع إشراقة صباح يوم العيد؛ ليبيع فيها ما يطلبه الأطفال من حلويات وبسكويتات وألعاب»، ويضيف محمد (13 سنة) قائلًا: «ومنذ أن كنت في السابعة وقبل أيام من حلول عيد الفطر أذهب مع والدي للمُجمعات الكبيرة لشراء مستلزمات البسطة التي لا تباع إلاّ في بعض محلات بيع الحلويات والمكسرات والألعاب الصغيرة، ويتواصل البيع في هذه البسطات إلي ثالث أيام العيد حتى أبيع كل ما تحتويه البسطة». ويحظى «محمد» وأقرانه من أصحاب البسطات المجاورة له بتشجيع آبائهم وتولد هذا الإصرار لدى الآباء لكونهم يعتقدون أن مثل هذه المظاهر التقليدية تعيدهم إلى أيام طفولتهم فيشعرهم هذا الأمر بشيء من السعادة، ويقول محمد باقر: «إنَّ هذا هو موروث توارثناه من آبائنا والهدف منه هو التعود على البيع والشراء وتعلم فن التعامل مع الصغار كما يولد لدينا حب العمل وكسب الرزق»، ورغم تقدم وتطور الحياة ونمطها إلاَّ أن أهل القرى وخاصة الأطفال متمسكون بالبسطة حيث يجلسون أمام بوابة منازلهم، ويشاهد الكثير من القاصدين والزائرين للأحساء وخاصة للقرى عشرات هذه البسطات في بلدات العمران والقارة، التويثير، الدالوة، التهيمية، فيتوقف بعض السياح الأجانب للتعرف على هذه البسطات والتحدث إلى أصحابها. ويرى سعيد جاسم «40 سنة» في هذه البسطات صورة مشرقة لحرص أهالي الأحساء على تربية الآباء للأبناء على العمل، والاعتماد على النفس، مع ما فيها من فرحة وبهجة يشعر بها الطفل عندما يحصل على ربح جيد بعد انتهاء العيد.