يا كرام يا بررة.. هذه أفكار عليها غبرة

هُنَاك بَعض "القضَايَا الفِكريّة واللُّغويّة" لا مَفرّ مِن مُناقشتها بصَوتٍ مُرتفع، حتَّى يَعرف القُرَّاء والقَارِئات؛ المُراد مِنهَا والهَدف الذي تَرمي إليه..!
عَلى سَبيل المثَال، ذَكرتُ في أكثَر مِن مَقال تَشبيهات مُتعدِّدة للرَّجُل والمَرأة.. فشبّهت الرَّجُل بالثّور، والمَرأة بالبَقرَة.. وانهَالَت عَليَّ الرّدود مِن كُلِّ جَانب.. ووالله إنِّي لَم أتضجَّر مِن أي رَدٍّ، ولم أضِق ذَرعًا بأي انتقَاد.. ولَكن هُنَاك "لَبس" لُغوي، ومُشكلة "فِكريّة" تُطرح في أكثَر الرّدود..!
هَذه القَضيّة تَأتي عَلى شَكل الرَّدّ التَّالي: (أنتَ تُشبِّه المَرأة بالبَقَرَة، يَعني أُمَّك بَقَرَة، أُختَك بَقَرَة، زَوجَتك بَقَرَة... إلخ)..!
ومِثل هَذا القيَاس، أو "الإسقَاط" غَير صَحيح، لأنَّ الكَاتِب يَتحدَّث عَن جِنس، ولا يُشير إلى شَخصٍ مُحدَّد، وستَتضح القَضيّة بهَذا المِثَال:
****
في القُرآن الكَريم آيَات كَثيرة تَتناول "الإنسَان".. وهَذا جِنسٌ مِن الأجنَاس، وهَذا الجِنس -أعني الإنسَان- مَوصوف بأوصَافٍ كَثيرة مِنها: "هَلوع"، و"جَزوع"، و"كَفور"، و"جَحود".. ولَعلَّ أَوْضَحها قَوله تَعالى: (وحَمَلَها الإنسَان إنَّه كَان ظَلومًا جَهولًا)..!
بَعد كُلّ هَذا، هَل مِن المُمكن أن أقول لكُلِّ مَن أُقابِل: (أنتَ ظَلوم، أو أنتَ جَهول) لأنَّك إنسَان، والقُرآن الكَريم يَصفك بذَلك؟!
وهَل مِن المُمكن أن أُنَادي "الوَجيه والمُدير" فأقول لَه: (أنتَ جَزوع، وهَلوع، وجَحود)، لأنَّ القُرآن الكَريم وَصفك بذَلك... إلخ!
يَا قَوم، إنَّ الحَديث عَلى وَجه العمُوم، لا يُمكن أن يُطبَّق عَلى الجَميع، بَل هو يُؤذي مَن يَظنّ أنَّه هو المَقصود.. لذَا، حِينَما أُشبِّه المَرأة بالبَقرة، أو أَصِف الرَّجُل بالثّور، فلَن يَتحسَّس مِن هَذا الوَصف؛ إلّا مَن يَحمل جِينَات الثّور، أو مواصفَات البَقَرَة..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: يَا أهل النُّهَى والعَقل، أسألكم بالله، هَل تَشبيه المَرأة بالبَقرة، والرَّجُل بالثّور، والشُّجَاع بالأسَد، والفتَاة الحسنَاء بالغَزَال، تُعتبر "شتيمَة أو مَسبَّة"؟! أجيبُوني يَرحمكم الرَّحمن، وأجركم عَلَى الله..!!
تويتر: Arfaj1
Arfaj555@yahoo.com