طالبت روسيا أمس الدول الغربية ودول الشرق الأوسط «بعدم البحث عن ذريعة» للقيام بتدخل عسكري في سوريا، فيما واصلت القوات السورية هجماتها على عدد من البلدات في انحاء متفرقة من البلاد. يأتي ذلك غداة قيام إيران بتوجيه تحذير ضمني لحليفتها سوريا من مغبة استخدام الأسلحة الكيميائية أثناء عملياتها. فيما حذر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في افتتاح القمة الثالثة للدول العربية ودول أميركا اللاتينية في ليما من أن الأزمة في سوريا قد يكون لها تداعيات «كارثية، ليس فقط على سوريا بل على المنطقة برمتها». وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في مقابلة مع وكالة انترفاكس «خلال اتصالاتنا مع شركائنا في حلف الأطلسي وفي المنطقة ندعوهم إلى عدم البحث عن ذريعة لتطبيق سيناريو يشمل القوة أو اطلاق مبادرات تتعلق بممرات إنسانية أو مناطق عازلة في سوريا». وبحثت دول عربية وفي مقدمها قطر الأسبوع الماضي في الأممالمتحدة أطر تدخل عسكري «عربي» محتمل في سوريا. إلا أن الامين العام لحلف شمال الاطلسي انديرس فوغ راسموسن اكد أمس الأول أن حلف الاطلسي لا ينوي التدخل في سوريا. وقد نددت روسيا، الحليفة التقليدية لدمشق، على الدوام بسياسة «التدخل» الغربية في الشؤون السورية الداخلية ومنعت حتى الآن صدور آي قرار عن مجلس الآمن الدولي يمهد الطريق آمام إجراءات ملزمة تفرض على النظام السوري. وكثرت التكهنات في الآونة الأخيرة حول تدخل في سوريا لا سيما بسبب المعلومات التي أشارت إلى أن الحكومة السورية نقلت أسلحة كيميائية إلى مواقع أكثر أمناً. وفي هذا الصدد، وجهت إيران تحذيرًا ضمنيا لحليفتها سوريا من أن أي استخدام للاسلحة الكيميائية سيؤدي الى خسارة الحكومة السورية مشروعيتها بالكامل. وردا على سؤال بشان احتمال استخدام دمشق اسلحة كيميائية ورد فعل طهران على مثل هذه الخطوة، أجاب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أنه «اذا ما تحققت هذه الفرضية سيكون ذلك نهاية كل شيء». من جهته، حذر الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس في افتتاح القمة الثالثة للدول العربية ودول اميركا اللاتينية في ليما من إن الأزمة في سوريا قد يكون لها تداعيات «كارثية، ليس فقط على سوريا بل على المنطقة برمتها». وقال العربي إن «الازمة السورية تمثل تحديا رئيسيا للدول العربية في هذه اللحظة. إن تداعيات الازمة قد تكون كارثية ليس فقط على سوريا بل على العالم العربي باسره»، داعيا الى «العمل لوضع حد للعنف في سوريا». ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيانات متلاحقة عن قيام القوات النظامية السورية بقصف عدد من البلدات السورية وبخاصة تللك الواقعة في ريف العاصمة. وبحسب حصيلة أولية للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويعتمد على شبكة كبيرة من النشطاء والاطباء في عدد من المناطق السورية، فقد لقى 51 شخصا حتفهم أمس بينهم 22 مدنيا نتيجة اعمال العنف في عدد من المدن السورية. كما قتل 18 جنديًا تابعًا لنظام بشار أمس في كمين نصبه الجيش الحر لقافلة عسكرية على الطريق بين حمص وتدمر.