شدد سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ خلال على خطأ مَن تبنّى فكرة مسلسل الفاروق عمر، ومَن شارك فيها، وأكد أن الأفلام والمسلسلات عن هذه الشخصيات لا يُرجى منها خير، وأن تحويل سيرة الخلفاء والصحابة إلى عمل سينمائي يعرّضها للحديث من كل ساقطٍ وساقطةٍ، وإلى التجريح والنقد. ويتفق الشيخ عبدالله المنيع مع المفتي على حرمة تجسيد شخصيات الخلفاء والصحابة، وقال ابن منيع قرار هيئة كبار العلماء لا يجيز ذلك؛ لأن في ذلك تقليلاً من شأن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الممثلين لا يمكن أن يصلوا شيئًا من قيمة وصفات صحابته؛ لذلك لا فائدة من السير في هذا الطريق. ومن جهتها أصدرت رابطة علماء المسلمين فتوى بحرمة تمثيل الصحابة في المسلسلات، وذكرت الرابطة المكانة العالية للصحابة عند أهل السنة، وقالت: انطلاقًا من الواجب الملقى على علماء هذه الأمة، وبعد سماعها عن عزم بعض المؤسسات الإعلامية إخراج مسلسل تمثيلي عن فاروق هذه الأمة، والمحدّث الملهم، الخليفة الثاني (عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-)، وغيره من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتؤكد أن التمثيل -وإن كان غرضه الإشادة- يعتريه شيء من الازدراء بالمُمَثَّل في بعض الأحوال، فكيف إذا كان المنتحل لشخصه دنيَّ المنزلة عند مقارنته به، بل قد يكون فاسقًا، أو كافرًا، فكيف إذًا اجتمع معه تمثيل نساء الصحابة، وإبرازهن سافرات، وبكامل زينتهنّ، أفيرضى أحدنا هذا لنسائه؟ فكيف إذا اقتضى ذلك محرمًا من جنس اختلاط نساء أجنبيات برجال أجانب يدّعون أنهم صحابة! أوَ يتقرب مسلم بمثل هذا المنكر إلى ربه! (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا)! وقالت الرابطة: إن ما يعتري انتحال شخص أحدهم -رضوان الله تعالى عليهم- بالتمثيل من محذورات شرعية أخرى، بيَّنها أهل العلم في بياناتهم، ومؤتمراتهم، وفتاواهم، ولما يفتحه تسويغ تمثيلهم حتى بالضوابط التي وضعوها من تمثيلٍ لأنبيائ ورسله، إذ أدلة المجوِّزين واحدة. ودعت الرابطة العلماء الذين أفتوا بجواز ذلك، واستند إلى فتواهم مَن قام بهذا العمل، إلى أن يراجعوا ما أفتوا فيه، فالحق قديم، والرجوع إلى الحق مزية، وشرف، وتقوى.