وسوسة الشيطان لم ولن تنتهي، وقد أمرنا الرسول الكريم سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالاستغفار والنفث على اليسار والاستعاذة بالله من وسوسة الشيطان، وشركه وجنده ورجله وأسلحته جميعها، كفانا الله الكريم شره. وفي حاضرنا وبسبب عدم الاستعاذة بالله من الشيطان، وبتسليم النفس للشيطان والهوى، نطق البعض كفرا وعصيانا، وتمادوا إلى الإساءة لأنفسهم بالتعدي على الله عز في علاه، والتعدي على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أقول بالإساءة إلى الله عز في علاه، ولا أقول الإساءة إلى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، لأن الله عزيز كريم، عليٌّ قدير، وإن كفر الكون كله، وأساء الأدب، والحبيب صلى الله عليه وسلم أعزَّه الله وكرَّمه، وإن نطق بما لا يليق كل الكون. وأما من سمعنا عنه مؤخراً، فأنت لم ترد القيام للحبيب صلى الله عليه وسلم، وتبجيله وقمت مبجلا الشيطان، وأسأت الأدب مع أكرم خلق الله جميعا، وتشيطنت مع إبليس اللعين وبجّلته وأطعته وتركت من بسببه وبه تفتح الجنان، وأردت الولوج إلى جهنم والنيران، أهنت نفسك بعد أن أكرمك الله بالإسلام، واخترت طريق الشر مع عتل الكفر ورافع راية الطغيان. إبليس المخلد في العذاب المهين بأمر ومشيئة الكريم، حسد أبونا آدم وأمنا حواء على النعيم، ولن يترك ذريتهم ينعمون بالنعيم، ويريد إشراك أكبر عدد منهم في العذاب المهين، فانسقت طائعاً ولم تكن بنفسك رحيم. ولم يترك لنا الرحمن العليم في محكم التنزيل من خبر به نقوى إلا وأتى به، وحذرنا من الشر ورغبنا في الخير ووضح الأمور وأجلى الغموض، ولم يترك للشيطان من سبيل، وترك الإنسان تعاليم رب العباد وأطاع الشيطان المارد اللئيم. اعترف بفضل رسول الأمة صلى الله عليه وسلم من الكفار الكثير، وصنِّف بأنه أعظم رجل في الوجود، وتأتي تنكر التعظيم والتبجيل لمن أكرمه الله وقرن اسمه باسمه عز في علاه، يا له من مقام محمود كرمه ربنا أجمعين به، ولن يكون لغيره البتة، ومكان محفوظ سرمدي أزلي لا نهاية له. بأبي وأمي وولدي وأهلي ومالي أنت يا رسول الله صلى عليك وسلم الإله الكريم. ويا ليت تُقطع ألسنة وأيدي المتطاولين على الذات الإلهية، عز قدر الله وجل جلاله، وعلى الذات المحمدية صلى الله عليه وسلم، أعزه الله وكرّم سيرته ومكانته، حتى لا تبقى لهم وسيلة يتكلمون بها عن لسان الشيطان وهوى أنفسهم، ويخرصون ويخرص الشيطان، والله العظيم أسأل أن يتم ذلك.. وما اتكالي إلا على الله، ولا أطلب أجراً من أحدٍ سواه.