تحلق المخواة هذه الليلة في سماء الإبداع والفن والكرنفالات وتفتح ذراعيها لزوارها بصدر رحب وتتزين بأوديتها وجبالها وهي تعبق برائحة الكاذي والرياحين. البشر يعلو كل الوجوه والسعادة تسكن كل القلوب، وهم يزفون مهرجانهم الربيعي تحت شعار ((ربيعنا أجمل)) وسط احتفالية كبرى يرعاها ضيف المخواة الكبير ((صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود)). هذا المهرجان الذي حشدت له الجهود من أجل إخراجه بما يليق ويتناسب مع تلك المتابعة الجادة من سمو أمير المنطقة -يحفظه الله- ومن سعادة وكيل الإمارة، الأمر الذي يجعلنا نتفاءل بأن هذا المهرجان سيأتي مختلفًا ومنوعًا وثريًا. وهاهي المخواة اليوم ترقص فرحًا بمقدم ((أميرها وضيوفها وزوارها ومحبيها)) من الباحثين عن الجمال والدفء والمتعة وسط مشاعر باذخة من أهلها. منذ الليلة وعلى مدى ثلاثين يومًا تستقبلهم بأكثر من 30 فعالية وبرامج متنوعة ((بين الثقافية والتراثية والترفيهية والبرامج الموجهة للأسرة والطفل)). المخواة في ليلة فرحها الكبير تفخر بأن بعض فعالياتها يحقق الأسبقية ولا تكتفي بذلك بل تجعل من تلك البرامج مرتكزًا لتنمية الفرد ومورد اقتصادي للأسرة ومن أبرز تلك البرامج ((برنامج الأسر المنتجة ويوم التراث ومهرجان الأكلات الشعبية)) وعلى ضفاف قرية ذي عين الأثرية التي تنتصب كمعلم تراثي يحكي قصة إنسان المخواة وإبداعاته وتقف شاهدًا على جمال المكان وتميزه ويرمز لحقبة زمنية عريقة من تاريخ المكان وتبرز نمطًا من أنماط الحياة فتمنع غيابها بل تزرعها في قلب الحاضر بربطه بذلك الزمن وما فيه من أشكال الحياة. المخواة تلمع الليلة كثغر باسم تردد لحن الاشتياق الشجي لمحبيها تبادل أميرها الحب بالحب والوفاء بالوفاء. وتستقبل زوارها بمهرجان يستحقونه ليكمل جمال هذه الأجواء الربيعية الحالمة بحفل بهيج وأوبريت ((شعب وملك)) برمزيته العميقة والتي تؤكد على لحمتنا الوطنية التي نفاخر بها ونحن نرى ما يجري من أحداث والتي نراهن على أنها سبيلنا نحو غد مشرق في ظل قيادة حكيمة أظلتنا بكل معاني الرعاية. ناصر بن محمد العمري رئيس اللجنة الإعلامية لمهرجان الربيع