كل المشاهد حاضرت إلا العنف فى انتخابات برلمان الثورة أو انتخاب برلمان بطعم الثورة في مصر. وكل المشاكل تم حلها فوراً بدءاً من ضابط الشرطة الذي عطل توزيع استمارات الاقتراع وأوقف عن العمل فوراً، وكذلك وجود استمارات غير مختومة بختم اللجنة القضائية وتم توجيه القضاة فوراً بختمها أو التوقيع عليها. الإقبال الكثيف على مراكز الاقتراع منذ الساعات الأولى صباحاً أدلى المصريون أمس بأصواتهم فى 9 محافظات تمثل المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية جعل رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار عبد العزيز محمود يمدد فترة التصويت إلى التاسعة مساء بدلاً من السابعة كما كان مقرراً. لجان العرس الديمقراطي الذى شهدته مصر أمس كان القاسم المشترك فيها كان انتظاراً فى طوابير طويلة امتد لست ساعات دون تضجر أو مشادات عرفتها الانتخابات السابقة .. ومثلت ساعات الانتظار الطويلة فرصة للناخبين لمناقشة الأوضاع الراهنة فى مصر.. وكان لافتاً حرص جميع الفئات العمرية على التواجد سواء من كبار السن أو الشباب أو حتى السيدات الحوامل اللاتى أحضرن مقاعد للجلوس عليها انتظاراً لدورهن .. وتقاسم حضور الطوابير توزيع الأطعمة والمياه فى مشهد رائع من الألفة تجسد الحرص على الخروج بمصر من هذه المرحلة الانتقالية إلى مرحلة الاستقرار. ورغم هطول الأمطار بغزارة على القاهرةوالإسكندرية وعدة محافظات أخرى شهدت الإسكندرية إقبالاً غير مسبوق، فيما شكل ضباط إدارة البحث الجنائى مجموعات بحثية للحيلولة دون أية محاولات لأعمال البلطجة على بوابات اللجان الانتخابية أو أية عمليات تؤثر على توجه المواطنين للتصويت تجاوزات وحسب رئيس اللجنة العليا للانتخابات والمجلس القومى لحقوق الإنسان وتقارير منظمات المجتمع المدنى فإن أبرز المخالفات تمثلت فى لجان بدون قضاة .. وقضاة لا يجدون مظاريف الاستمارات .. ومحاولات لشراء الأصوات .. وتأخر فى فتح لجان الاقتراع فيما سميت ب « الاستمارة الدوارة» وضباط عطلوا وصول صناديق وأوراق اقتراع .. وفيما شارك الناخبون فى التصدى لبعض هذه الممارسات كانت هناك أوامر من اللجنة العليا للانتخابات بوضع حلول فورية لهذه المشاكل ولوقف التجاوزات .. فيما أكد رئيس اللجنة العليا أن اللجان التى حدثت فيها مشاكل لا تتجاوز نسبة 5% من 18 ألف لجنة فرعية .. وحسب وزارة الصحة فإن اجمالى الحالات والإصابات أمس بلغ 25 حالة غالبيتها بسبب الزحام والتدافع ومضاعفات الأمراض المزمنة وكبار السن المتظاهرون بملابس سوداء وفيما انتظمت العملية الانتخابية فى دوائر قصر النيل واللجان الواقعة فى شارع محمد محمود والتى شهدت خلال الأيام الماضية مواجهات دامية بين المتظاهرين والأمن ألقت الانتخابات بظلالها على ميدان التحرير حيث شهد انخفاضاً ملموساً فى أعداد المتظاهرين إلى فريقين الأول حاول الامتناع لعدم جدوى المشاركة فى الانتخابات وأصر على استمرار الاعتصام، فيما رأى الفريق الثانى ضرورة المشاركة فى الاقتراع باعتباره نقطة البداية للتحول الديمقراطى وشارك أصحاب الرأى الثانى فى الانتخابات بالفعل مرتدين ملابس سوداء عليها ملصقات تحمل عبارات مثل « لا لحكم العسكر» .. لا لمحاكمة المدنيين» * 10منظمات تراقب الانتخابات وشارك فى مراقبة الانتخابات 10 منظمات دولية من خلال 300 مراقب يمثلون منظمات أمريكية هى منظمة كارتر و المعهد الجمهورى الأمريكى الذى يتبع الحزب الجمهورى والمعروف ب «i.r.i « والمعهد الديمقراطى الأمريكى والتابع للحزب الديمقراطى والمعروف باسم «n.d.i « والذين كانت قد طالتهم أقاويل كثيرة خلال الفترة الأخيرة حول ضلوعهم فى تمويلات كبيرة لأحزاب وحركات اجتماعية. *يوم للعرس الديمقراطى وفى انتخابات تتحدى الفوضى والعنف يتواصل اليوم تنافس 3809 مرشحين على كسب أصوات 17.5 مليون ناخب تحت إشراف 4765 قاضياً يشرفون على 16 دائرة للقوائم و28 لجنة انتخابية و 18536 لجنة فرعية. وقام كل قاض أمس بتشميع صندوق الانتخابات بعد إجراء المحاضر اللازمة وتشميع المظاريف الخاصة بالأوراق الانتخابية وتشميع اللجان وأبواب الغرف وتحريز المفاتيح وإعداد محضر كامل وقع عليه رئيس اللجنة وأعضاؤها وإخطار الجهات المعنية بالتأمين التى وضعت رجل شرطة على كل نافذة وباب . حديث ما بعد الانتخابات ويبدو أن الرضا عن انتخابات قيل أنها جاءت بطعم الثورة دفع أحاديث الشارع المصرى فى جانب منه إلى تناول المستقبل حيث تبدأ لجان استقبال أعضاء مجلس الشعب الفائزين من المقاعد الفردية فى المرحلة الأولى أعمالها صباح بعد غد الخميس فى البهو الفرعونى للمجلس .. ويقوم كل نائب باستخراج بطاقة العضوية ( كارنيه) ويتسلم نسخة من اللائحة الداخلية للمجلس. وبموازاة ذلك تجدد الحديث مرة أخرى عن البرلمان القادم وهل له الحق تشكيل الحكومة أو سحب الثقة منها على ضوء ما صرح به اللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع للشئون القانويية وعضو المجلس العسكرى الأعلى الذى اوضح أن البرلمان ليس له الحق فى ذلك طبقاً للإعلان الدستورى . ورفض عدد من السياسيين خصوصاً من المنتمين للتيار الاسلامى ذلك حيث أكد الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة أمس أن البرلمان سيشكل الحكومة وأن الشعب فوق الإعلان الدستورى .. وانتقد الدكتور عصام العريان – أمين عام الحزب تصريحات اللواء شاهين قائلاً: لا يمكن أن يكون المصريون قد خرجوا اليوم ( أمس) بلا صلاحيات أو لكى يشاركوا فى تمثيلية وإنما خرجوا لتحقيق ديمقراطية حقيقية.
