قال الضمير المتكلم: قبل البدء أعترف لك بأنني هجرت قراءة الصحف إلا ما ندر، ولا أقرأ من المقالات إلا نزرا قليلا وأغلبها تصلني عبر البريد الإلكتروني؛ لأني آمنت أن كثيراً من الأقلام تم بيعها، وأخرى مستأجرة، وقليلة تناطح الهواء فتنفذ؛ فيفرح بها القارئ!! عزيزي اعتبرتني جاهلاً أو أهبل؛ ولكن دعني أخاطبك من القلب للقلب.. هل المقالات القنبلية المسموحة (مثل ضمائرك) هي امتصاص للغضب؟ أم حقنة تهدئة لمجموعة قد وصل لمحطة اليأس وبدأت تفكر في الانحراف هنا أو هناك؟ فئات من المجتمع تعدو خلف الصحف.. وتبدأ القراءة والتعجب، ثم الفرحة والصرخة.. وتهدأ النفوس في قمة غضبها (برافو) أحسن الكاتب.. صدق الكاتب.. نعم ما قاله صحيح! تتردد هذه العبارات لحظات الإفطار في المكاتب؛ بينما جزء من صحف الأمس يتم افتراشها وصحن الفول يتوسطها.. والبعض يصرخ.. لا توسخ المقالة.. هاتها ليراها جلساء الاستراحة. تأتي الظهيرة، وها هي المقالة والصحف تغادر للمنازل فيتم افتراش بعضها للغداء.. وتأتي لحظة المساء (وتذكرني كلمة المساء عندما كنت أعمل في القاهرة.. أين تذهب هذا المساء.. وما أكثر مواقع النزهة هناك.. أما في بلدنا فليس لنا إلا القهوة.. أو الرصيف) المهم بعد هذا الفاصل تبدأ الجلسة، وفيها تقرأ المقالة (القنبلة العنقودية) نعم هي عنقودية لأنها مسحت الألم، وقتلت السهاد في تلك الليلة.. وتعود العبارات ذاتها: (والله هذا الكاتب فظيع مَسح فيهم البلاط، يستاهلون؛ لقد أصبح المواطن ملطشة لبعض الإدارات بحماية الوزارات.. يا الله الكل فَرح ومبتهج، وتنتهي الحفلة والهليلة!! هذا ما بعثه صديقي الإنترنتي (الأستاذ طلال) مضيفاً.. كثيراً من الإدارات تخاف ولا تستحي.. وتضرب بما يكتب عرض الحائط؛ فأرجوك أخاً ومصلحاً مدنياً عندما تعرض موضوعاً وطنياً بعباراتك الصادقة الغيورة الجريئة البريئة التي تُطفئ بها لهيب القلوب أن تجعل الموضوع أحد قضاياك المستمرة، وحاول العودة إليه بعد مدة واصرخ عن أسباب عدم التصحيح أو التوضيح! وهنا أعيد صياغة (طلال) هل هناك أقلام مباعة أو مستأجرة؟! وهل نشر المقالات الجريئة مجرد تنفيس لبعض الاحتقانات؟! ولماذا تتجاهل التعقيب عليها الإدارات؟ وأخيراً ولأني غبي وأهبَل فقد أصابتني عبارات صديقي (طلال) بالإحباط فهل تسمحون لي باعتزال المقالات؟! أنتظر منكم يا أصدقائي الإجابات!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس : 048427595 [email protected]