نجا الاردن الليلة قبل الماضية من فتنة داخلية كان من شأنها ادخال البلاد في معترك صراعات بين الاردنيين والأردنيين من أصل فلسطيني عندما اشعلت شرارة الاقليمية في اعقاب مباراة لكرة القدم بين قطبي الكرة الاردنية الوحدات والفيصلي. والمبارة التي انتهت بفوز فريق الوحدات صاحب اكبر قاعدة جماهيرية اردنية من اصول فلسطينية على فريق الفيصلي صاحب القاعدة الجماهيرية من الشرق (أردنيين) انتهت بتعرض جمهور الوحدات لاعتداءات قيل ان قوات الدرك قامت بها بالهروات والقنابل المسيلة للدموع كما تقول ادارة نادي الوحدات وجمهوره مما اوقع 250 اصابة في صفوف الجماهير الأمر الذي دفع فريق الفيصلي الى اسعاف جمهور الوحدات إلى المستشفيات. وطلب الامير علي بن الحسين رئيس اتحاد الكرة الاردنية باجراء تحقيقات امنية مكثفة لتحديد مسؤولية الاحداث منتقدا استخدام العنف واصفا اياه بالمخزي. بدوره سارع وزيرا الداخلية والصحة الى زيارة المصابين في المستشفيات فيما اعلن نائب رئيس الوزراء الناطق الرسمي باسم الحكومة فتح تحقيق مكثف لمعرفة اسباب ما حدث وخرج عضو البرلمان الاردني خليل عطة صاحب اكبر قاعدة جماهيرية في البلاد (حيث يحصد من سنوات طويلة اصوات المخيمات الفلسطينية في الانتخابات البرلمانية) مطالبا جماهير الوحدات بضبط النفس مؤكدا انه طالب رئيس الوزارء بالتحقيق ومحاسبة المسؤولين على الاعتداء على جمهور الوحدات. وأعلن النائب السابق طارق خوري رئيس نادي الوحدات أن النادي صاحب حق وانه جرى الاعتداء على جمهوره الذي كان يحتفل بالفوز من قبل رجال الدرك معلنا انسحاب الوحدات من الحياة الرياضية الاردنية وهو الامر الذي اعتبره البعض اعلان وفاة الرياضة الاردنية المحلية باعتبار نادي الوحدات صاحب القاعدة الجماهيرية الاعرض في البلاد. وفي تطور لافت يحمل دلالات كبيرة خرج نجم النادي الفيصلي بهاء عبدالرحمن ليعلن للجماهير ان العلاقة بين الفيصلي والوحدات ودية وعميقة واكد انه وفريقة عندما شاهدوا جماهير الوحدات وهي تغرق بالدماء بادروا الى اسعافهم الى المستشفيات لافتا الى ان المشهد كان مؤلما ومخزيا ومشاهد المصابين كانت مأساوية داعيا الجهات المختصة الى محاسبة ومعاقبة المتسببين. وطالبت الحركة الاسلامية في البلاد رئيس الوزراء سمير الرفاعي بوقف حالات استفزاز المواطنيين من قبل الاجهزة الامنية مطالبة بالتحقيق مع قوى الامن حول ظروف الاعتداء التي قامت به على جماهير الوحدات. واعلنت الحكومة الاردنية امس ان تحقيقا شاملا بدأ لمعرفة اسباب الحوادث التي تلت المباراة، وقال نائب رئيس الوزراء الاردني ايمن الصفدي الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية ان "الحكومة ستتابع نتائج التحقيق"، واضاف الصفدي في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا)، ان الحكومة الاردنية "ستتخذ جميع الاجراءات القانونية اللازمة بحق كل من يثبت انه تجاوز القانون وتسبب في هذه الاحداث المؤسفة". وحسب الدرك، قام انصار للفيصلي بعد خروج الفريق الخاسر من الملعب اولا حسب القواعد، بالقاء حجارة من خارج الملعب مما ادى الى تدافع جمهور الوحدات ليحاول الخروج من الملعب، وقد ادى التدافع الى انهيار السياج الحديدي الفاصل بين المدرجات والملعب، مما تسبب في اصابة اكثر من 250 متفرجا بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم عشرون من الدرك، حسب المديرية العامة لقوات الدرك. الا ان الصفدي قال إن "المعلومات الواردة من قوات الدرك" تشير الى ان "اعدادا من مشجعي الوحدات بقوا في الملعب وتزامن ذلك مع القاء زجاجات فارغة من الجمهور الذي كان يتواجد في المدرجات العليا على مواطنين خارج الملعب ما دفع قوات الدرك للتدخل".