ذكرت الحياة (1 سبتمبر) أن عددا من خبراء التعليم قد أبدوا امتعاضهم وغضبهم على وزارة التربية والتعليم، بعدما حصلت المملكة على المركز 67 من أصل 97 دولة مشاركة في أولمبياد الرياضيات العالمي.. ذلك كله بالرغم من استعدادات استمرت عامين كاملين بإشراف خبراء أجانب وثلاث جامعات سعودية. ومما ورد في التعليقات المحزنة وصف النتائج بأنها (هزيلة ولا تليق بموقع المملكة وإمكاناتها)، في حين وصف أستاذ تربوي جامعي مشاركة الوزارة في هذه المنافسة بأنها (فقاعة). أما عضو لجنة التعليم في مجلس الشورى الدكتور أحمد آل مفرح، فقال عنها: (إنها إخفاق واضح ونتيجة مؤلمة، ولا توازي الدعم الذي يلقاه قطاع التعليم من الحكومة). ومما يزيد الطين بِلة أن نتائج مشاركاتنا منذ عام 2004 في الدورات الخمس السابقة لم تكن أفضل حالا. وكي أزيد إلى الجرح ملحا، أذكر الوزارة الموقرة بالنتائج الهزيلة جدا لطلبتنا في مسابقات (تيمس) الدولية المخصصة للعلوم والرياضيات، والتي تتم عادة باختيار عينات عشوائية من صفوف مختارة في التعليم العام. في تلك المسابقات لا نخرج عادة من نطاق المراكز العشرة الأخيرة، إذ لا فرصة للتدريب والإعداد، ولا خبراء أجانب ولا يحزنون! لكن للتاريخ وللحق وللإنصاف: لا بد أن نسأل عن بداية مسلسل التدهور الشنيع! وفي هذا يمكن أن تؤلف مجلدات، وتُكتب عشرات الرسائل العلمية. في ظني وبعض الظن إثم، إن البداية كانت يوم أن قرر أحدهم تنصيب نفسه وزيرا للعمل قبل الدكتور غازي القصيبي رحمه الله بعقود عديدة... يومها أعلنها سعودة شاملة لا تبقي ولا تذر، ففتح باب التعليم العام على مصراعيه لكل مواطن متخرج من الجامعة، دون تخطيط ولا تنظيم ولا تدريب، ولا أي اشتراطات علمية أو تربوية. لقد كان خطأ فادحا لا تصلح معه كل عمليات الترقيع والتجميل التي تجري منذ أعوام دون نتائج قوية ملموسة، حتى لو كانت بإشراف خبراء أجانب. حقا كانت أزمة رؤية للمستقبل، ولن تحلها إلا رؤية جديدة لا تحسمها الأموال والميزانيات، بقدر التوجهات والقرارات.