رصدت جريدة “المدينةالمنورة” وكعادتها حالة الكفيفات في قرية “الفريش” وجرى شرح فصولها حتى اطلع عليها الرأي العام وأصدر أمير منطقة المدينةالمنورة الكريم أمره بتشكيل لجنة من الشؤون الصحية، والجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية لتقصي حقيقتهن على أن يتم إفادة سموه وذلك بما يضمن توفير الرعاية الصحية والاجتماعية اللازمة لهن والعيش حياة كريمة أسوة بباقي المواطنين ولكن السؤال الذي يطرح نفسه أين المجتمع من هذه الحالة؟ وتلك الظروف المأسوية والقاسية التي حلت بهن طيلة تلك السنوات التي ظللن يكابدن فيها الحياة القاسية وهن يفتقدن للبصيرة ويتلمسن موجوداتهن المنزلية وسط الظلام الدامس الذي يعانين منه وهن يحاولن قضاء ملتزماتهن بأيديهن ويتحسسن باللمس والشم وهن يزحفن على أقدامهن وأرجلهن لقضاء ما يحتجن اليه من المأكل والمشرب وترتيب أغراضهن وكيف لهن أن يقمن بمثل هذه الادوار وهن فاقدات البصر بعد فقدان النظر؟ ونحن خير أمة أخرجت للناس وذلك بالتواد والتراحم فاين دور الاقارب منهن؟ واين دور الجيران؟ واين دور العمدة من تلك الظروف التي ظللن من خلالها يصارعن الاوجاع والالم وهن وسط الجيران ولعل اسم (العمدة) ليس في قرية الفريش فحسب بل في كافة الأحياء والقيام بدور العمدة ويكون اسم على مسمى وذلك لتحمله المسؤولة كاملة عن كافة سكان الحي حيث تعني صفةالعمدة -العامود الذي يرتكز عليه السكان- وهو صمام الامان لهم بعد الله عز وجل ولابد له ان يرصد كل كبيرة وصغيرة وما يجري للسكان داخل الحي والكل يطالعهن بأم عينه حتى تكرمت جريدة “المدينةالمنورة” وكعادتها لحمل صرخات المواطنين والذين حلت بهم الكوارث ولماذا لم يكن هناك ساعٍ من الاهالي يتطوع ويبادر وقبل فوات الأوان ويبلغ امارة المنطقة بحالتهن أو الشؤون الصحية او الجمعيات الخيرية؟ لماذا كتفت الايادي بهذه الطريقة؟ لماذا هذا السكوت من اهل الحي من الجيران؟ ولماذا تغاضى وسكت العمدة وما هو دوره اذا لم يلاحظ مثل هذه الحالات الانسانية. عويض نفاع الرحيلي - المدينةالمنورة.